مدينة حلب السورية

في حي الشعار بشرق حلب تتكدس أكوام الركام وسط الشوارع وبين بقايا جدران مبان متهدمة. وكان الجيش السوري قد استعاد السيطرة على المنطقة بعد أن طرد منها مسلحي المعارضة. ولأربع سنوات مضت كانت حلب مُقسمة بين قسم شرقي يخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة وقسم غربي تحت سيطرة الحكومة. وشن الجيش السوري هجوما جويا وبريا مُكثفا منذ منتصف نوفمبر لاستعادة شرق حلب من مقاتلي المعارضة. وأخيرا توقف القتال وصمتت المدافع بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار وإجلاء لمسلحي المعارضة من المنطقة.

وعلى الرغم من إجلاء ألوف من سكان شرق حلب فإن سكان حي الشعار يتعشمون في أن تعود الحياة إلى طبيعتها بعد أن توقفت الضربات الجوية التي كانت تقض مضاجعهم. ومع استعادة الحكومة السورية السيطرة على المنطقة بدأ الباعة يعودون للعمل في الشوارع كما كانوا وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها. ويأمل بائع كباب يُدعى عمر شامية في أن تعود المياه والكهرباء والخدمات سريعا للمنطقة.

وقال شامية وهو يهوي على أسياخ طعامه الذي ينتظر زبائن نضجه "إحنا هون الحارة كلها مدنيين..الشعار. وهلق (حاليا) عم بيصلحوا المي هون. هلق بيفتوحها. والكهرباء وكنسوا هون عند دوار الشعار والحمد لله رب العالمين. كله بفضل الله عم نشتغل ورجعنا على بيوتنا ومحلاتنا."

واستطاع بائع فاكهة في الشارع يدعى شكري الصالح أن يعيد عمله جزئيا.

وقال الصالح "هلق نحن هون بحي المرجة.. دوار المرجة وسكان الحرابلة. جبت برتقان.. بأجيب برتقان من السوق وبآجي بأبسط (أفرش)هون. وفيه عالم الحمد لله. هاي الناس اطَلع العالم بتمشي كلها عم ترجع. والحمد لله رب العالين ما في شي. الناس كلها عم ترجع وأغلبيتها عم ترجع على بيوتها. (المصور يسأل: فيه حدا عم يشتري منك؟) والله آه الحمد لله اطَلع عليهن ما ظل غير كم سحارة جبت شي ٣٠ سحارة وظل شي ١٠ سحارات بس." ومع ذلك فإن حجم الدمار هائل ولم يتم بعد إعادة الخدمات الأساسية لسابق عهدها.

وعن ذلك قال رجل آخر من سكان شرق حلب يدعى مالك جمرك "مي (مياه) لسه ما أجت مثل العادة والكهرباء لهلق ما أجت كمان. بدنا كهرباء ضروري. بدنا أمبيرات ضروري. أهم شي الكهرباء والمي. بتعرف أنت مستلزمات الحياة يعني الكهرباء والمي هدول أهم شي."

ولا يزال جيب صغير في حلب تحت سيطرة مسلحي المعارضة ويحاصر فيه ألوف المدنيين. وبموجب عملية إجلاء للمدنيين والمقاتلين من شرق حلب تم إخراج 25 ألف شخص منذ يوم الخميس. وقال مسؤول من المعارضة السورية في تركيا إن مقاتلي المعارضة سيغادرون حلب بعد مغادرة جميع المدنيين الراغبين في مغادرة المنطقة.