مجلس جامعة الدول العربية

فى عام ١٩٨٢ اكتسب "حزب الله " شرعيته المحلية والإقليمية من خلال مقاومته العسكرية للوجود الإسرائيلي ، خاصة بعدما نجح فى إجبار الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الجنوب اللبنانى فى مايو عام ٢٠٠٠ ، والتصدى له فى حرب يوليو عام 2006 ، وإلحاق خسائر كبيرة فى صفوف الجيش الإسرائيلي ، وتم وصفها في إسرائيل بالإخفاقات الخطيرة التى تهدد وجودها كدولة ، وهذا ما جعل العديد من الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية تصنف الحزب على إنه منظمة إرهابية. 

وفى مارس الحالى ، ومرة أخرى ولكن بصيغة عربية أعلنت جامعة الدول العربية فى بيان لها " حزب الله تنظيما إرهابيا " ، هذا ما انتهت إليه الليلة الماضية اجتماعات مجلسها الذى عقد على مستوى وزراء الخارجية ، قرار اتخذ بالإجماع (وسط تحفظ عراقى لبنانى ، وملاحظات من الجزائر) ، نظرا لتحول حزب الله، من جماعه مقاتله، هدفها مواجهه إسرائيل وتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة إلى ميلشيا عسكرية، تمثل دوله داخل الدولة ٠ 

قرار الجامعة عكس التوتر بين المملكة العربية السعودية ولبنان ، حيث قررت السعودية وقف تمويل لبنان بـ٤مليار دولار فى صورة منحة سنوية (ثلاثة لصالح الجيش اللبناني، ومليار لصالح قوي الأمن ) ، قرار اتخذ علي خلفيه مواقف سياسية، احتجاجا علي مصادرة حزب الله للقرار الرسمي اللبناني وتحفظها على إدانه الهجوم الذى قامت به عناصر إيرانية على السفارة السعودية فى طهران وقنصلياتها ٠ 

اجماع الدول العربية على القرار أعتبار حزب الله منظمة إرهابية يلقى مزيد من الضغوط على إيران وتواجدها داخل بعض الدول العربية الحليفة لها ، والتى تربطها بها ولاية الفقية ، حيث تغيرت ايديولوجية الحزب الذى تأسس وفرض نفسه بقوة على الساحة السياسية اللبنانية على مدى أكثر من عشرين عاما كتنظيم سياسى شيعى عسكرى ، متواجد على الساحة اللبنانية العسكرية ٠ 

ولكن ولأن معظم أفراده من اللبنانيين الشيعة المرتبطين مذهبيا، بمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي حيث يعتبرونه واحدا من أكبر المراجع الدينية العليا لهم ، فقد بات حزب الله جزءا من مشروع إقليمي تقوده إيران، رأس حربة بسط نفوذها علي المنطقة ، ويعتبر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الوكيل الشرعي لـعلي خامنئي في لبنان ، هذا الارتباط الأيديولوجي والفقهي بإيران سرعان ما وجد ترجمته المباشرة في الدعم السريع والمباشر من الجمهورية الإسلامية وعبر حرسها الثوري للحزب الناشئ.

قرار الجامعة العربية هو قرار غير مفاجئ فقبل فترة أتخذ مجلس التعاون الخليجي ، قرارا مماثلا معتبرا الحزب منظمة إرهابية ، ومعلنا عزمه اتخاذ إجراءات بحقه ، وجاء القرار في أعقاب إعلان السعودية وقف مساعدات عسكرية للبنان بسبب مواقف مناهضة لها حملت مسئوليتها للحزب الشيعى ، حيث تأخذ دول الخليج على الحزب الذي يتمتع بنفوذ واسع في السياسة اللبنانية ويمتلك ترسانة عسكرية ، وقبل أسبوع اعتبر وزراء الداخلية العرب خلال اجتماعهم الذى استضافته تونس حزب الله "جماعة إرهابيه