الدكتورة إيمان الريس

كشفت استشاري العلاقات الأسرية والتربوية الدكتورة إيمان الريس عن تأثير مشاهدة برامج المقالب على الطفل. وقائلة إن الأطفال ركيزة مهمة من ركائز المجتمع، ومع ازدياد تأثير وسائل الإعلام على مسيرة حياته يصبح الأمر خطيرًا للغاية، ودائما نتساءل لماذا تغيرت سلوكيات الأطفال في الشارع، النادي، مع الأهل، أين الأدب والأخلاق التي تربينا عليها جميعا من احترام الكبار".

وأضافت الريس في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، قائلة "أن هناك أضرار تنتج عن مشاهدة الأطفال، لبرامج المقالب المنتشرة على القنوات الفضائية في شهر رمضان. فالأطفال في الصغر لا تستطيع أن تميز بين الصواب والخطأ، أو بين العيب والحرام، فعندما يشاهد الطفل تلك البرامج ترسخ في العقل الباطن عن الطفل، الاستمتاع عن طريق الإضرار بالناس والضحك على شعور الناس بالخوف، ومن هنا يبدأ الطفل بحب التجربة، وللحصول على نفس النتيجة وهي الاستمتاع والسخرية والضحك، وأن يكون مشهور ومحبوب، ومن هنا تتوالى الكوارث الإنسانية، وتكون النتيجة قتل طفل عن طريق الخطأ من طفل اخر.

وتابعت أن "هذه البرامج تنمي لدى الطفل عدم تحمل المسؤولية، واتخاذ كل الأمور باستخفاف واستهزاء، والاستهتار بمشاعر الغير. وتكرار المشاهد السخرية من خوف الأخرين، تؤدي إلى تبلد الإحساس بالخطر وإلى قبول العنف، كوسيلة استجابة تلقائية لمواجهة بعض مواقف الصراعات، وممارسة السلوك العنيف، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة، وصناعة قدوات غير ما نطمح إليه في تربية أبناءنا على العلم وأهل المعرفة، والإنجاز الحضاري للمجتمع".

وواصلت "تلك البرامج تشهد تأثرا في سلوك المراهق بالبيئة المحيطة حوله وقد تضطره بما تعرضه من مشاهد عنيفة إلى تقليدها مع زملائه وأصدقائه، مما قد يؤدي إلى القتل عن طريق الخطأ، فيجب ألا نشاهد هذه البرامج أمام الأطفال حتى لا يشعرون أننا ككبار نستهوي هذه الأفعال الخاطئة، وبالتالي يجب أن نوجه الطفل بشكل سليم، لضرورة الابتعاد عن هذه البرامج مع مناقشة الأمر مع الطفل، إن هذه المقالب مواقف غير صائبة لا يجب تطبيقها في الحقيقة".