تظاهر، اليوم الخميس، الآلاف من أنصار بعض قوى الحراك الجنوبي، المطالبة بالانفصال، في عدة مدن يمنية ضد مؤتمر الحوار الوطني المنعقد بصنعاء. وذكرت مصادر محلية في مدينة "الضالع" الجنوبية أن الآلاف من أنصار "الحراك الجنوبي" احتشدوا اليوم في فعالية "يوم الأسير" التي يقيمونها كل يوم خميس؛ للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من ناشطي الحركة المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال. وجدد المتظاهرون رفضهم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، الذي اختتم فعاليات جلسته العامة الأولى مساء أمس (استمرت أسبوعين)، ورفعوا لافتات كتب عليها: "لا تفاوض لا حوار، نحن أصحاب القرار". وفي محافظة "أبين"، جنوب شرق العاصمة صنعاء، شارك أنصار الحراك أيضا بفعالية حاشدة في عدة مدن، رافعين هتافات مطالبة بالانفصال، ومنها: "ثورة ثورة يا جنوب". وفي فاعلية مشابهة، خرج مئات الجنوبيين في مسيرة رافضة للحوار في مدينة "شبوة"، رفعوا خلالها لافتات كتب عليها : "نرفض الحوار الوطني وفاء للشهداء"، و"الحرية للأسرى والمعتقلين". وتأتي هذه التظاهرات غداة انتهاء الجلسة العامة الأولى للحوار الوطني، الذي انطلق في 18 مارس/آذار الماضي بالعاصمة صنعاء، على أن يستأنف الحوار أعماله في الثالث عشر من شهر إبريل/ نيسان الجاري. وتأتي أيضاً إثر دعوة فريق القضية الجنوبية المنبثق عن مؤتمر الحوار، في بيان أمس إلى اتخاذ جملة إجراءات من بينها الإفراج عن معتقلي الحركة الانفصالية، واعتبار قتلى الحركة الانفصالية شهداء، ومعالجة الجرحى، إلى جانب رفع المظاهر العسكرية في بعض مناطق الجنوب وإيقاف العنف، وإلغاء أحكام القضاء الصادرة بحق جنوبيين ناشطين في الحركة المطالبة بالانفصال. كما دعا البيان إلى الإسراع في "إنجاز اللجنتين المشكلتين للنظر في قضايا الأراضي والموظفين المبعدين وتعويضهم التعويض المادي العادل". وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أصدر في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، قرارًا جمهوريًا بتشكيل لجنتين لمعالجة قضايا الأراضي والموظفين المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والأمني والعسكري بالمحافظات الجنوبية. وفي الجلسة الافتتاحية للحوار، اعتبر هادي أن "القضية الجنوبية هي القضية المحورية لمعالجة سائر القضايا التي تعاني منها اليمن". وتنقسم قوى الحراك الجنوبي حول مؤتمر الحوار الوطني، ففيما يقاطعه تيار نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، المقيم في الخارج، حيث يصر على الانفصال، تشارك قوى أخرى، أبرزها: تكتل "مؤتمر شعب الجنوب" الذي يقوده رجل الأعمال أحمد بن فريد الصريمة، وتكتل الجنوبيين المستقلين. وأشار فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني، في تصريحات صحفية، اليوم، إلى مؤشرات وصفها "بالإيجابية" لالتحاق عدد من قيادات الحراك الجنوبي في الخارج بمؤتمر الحوار الوطني. وقال إن "مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر التقى عددًا من هذه القيادات في دبي لإقناعهم مجددًا بالمشاركة في الحوار". كما توقعت مصادر سياسية يمنية أن "يتوجه وفد من فريق القضية الجنوبية إلى القاهرة للقاء عدد من القيادات الجنوبية وحثهم على المشاركة في مؤتمر الحوار"، الذي من المقرر أن يستمر 6 أشهر.