كتب أحد عمال الإغاثة معلقًا على صورة طفل سوري لا يتجاوز الرابعة من عمره كما يظهر في الصورة، تحت عنوان "أكثر مشهد أثر فيَّ في توزيع اليوم" ولم تكن المفارقة بأن الطفل اللاجئ صنع لنفسه بطاقة إغاثة تشبه تلك التي تمنحها الجمعية الخيرية، مستخدمًا "كرتونة" لكي يحصل على ثياب تحدّ من أثر البرد على جسده الغض النحيل، فقد جاء النازح الصغير يطلب ثيابا بأقدام حافية تلامس أرضًا لا يتحمل الكبار برودتها! والمفارقة الثانية أن الجمعية ورغم تعاملها مع الموضوع بتودد لا منّة فيه لطفل بهذه الحال، فقدمت له الثياب، وتركته بلا حذاء لأن "التوزيع ثياب فقط"، واكتفى الشاب عامل الإغاثة بالتمنيات لكي يوفر له حذاء، وأن يرجع لسورية الحرة و"يلبس أحلى ثياب"، فهل سيسمح له البرد -إذا بقي الحال على ما هو عليه- بالرجوع إلى سورية؟! وأيًا كان الكلام فلن يصل إلى بلاغة الصورة التي تقول الكثير، فليحتذِ أطفال سورية ضمير العالم -كل العالم- بأقدامهم التي تطهّر الأرض التي تلامسها، وليُلبسوا ضمائر أهل "حقوق الإنسان" ثياب العار، لأن ثوب النفاق لا يدفئ!