اشتداد المواجهات بين المهاجرين المسلحين والشرطة في جنوب أفريقيا

وقعت اشتباكات في جنوب أفريقيا، الجمعة، بين مهاجرين مسلحين بالسواطير وبين الشرطة، حيث تستمر موجة العنف في البلاد، وأطلقت قوات الشرطة الرصاص المطاطي وقنبلة صوت لتفريق عصابة مسلحة من المهاجرين في حي بجوهانسبرج.

وشهدت البلاد موجة من العنف ضد المهاجرين على مدار الأسبوعين الماضيين وعانى الأجانب من عدم وجود حماية لهم وعملوا على تسليح أنفسهم، ووقعت الاشتباكات بعد أن تم القبض على 12 شخصًا بتهمة محاولة اقتحام "المحلات التجارية المملوكة للأجانب" وفقًا للشرطة، فيما أشعل محتجون النيران في السيارات واشتبكوا مع الشرطة، كما طالبوا العمال الأجانب بمغادرة البلاد.

ويُعتقد أنّ خمسة أشخاص تم مقتلهم في الاحتجاجات العنيفة التي بدأت منذ أسبوعين في ديربان، الميناء الرئيسي الذي يقع على ساحل المحيط الهندي في جنوب أفريقيا، ووصلت موجة العنف لاحقًا إلى جوهانسبرج.

وأبرز رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، في خطاب أمام البرلمان في كيب تاون، الخميس، "إدانته للعنف"، ووصفه بأنه "انتهاك للقيم في جنوب أفريقيا".

وأضاف زوما "لا يجب أن يتم استخدام الإحباط أو الغضب مبررًا للهجمات على الرعايا الأجانب ونهب متاجرهم"، وتابع "نحن ندين العنف بأشد العبارات الممكنة حيث الهجمات تنتهك كل القيم التي تجسد جنوب أفريقيا".

وبيّن أنّ "الحكومة تتخذ خطوات لتأمين حدودها التي يسهل اختراقها، وتحرز تقدمُا في تأسيس وكالة لإدارة الحدود"، وعلى الرغم من تصريحات الرئيس أهان المئات من سكان جنوب أفريقيا المتظاهرين الذين نظموا مسيرة للسلام في مدينة ديربان بعد أيام من العنف.

ودان الحزب الحاكم في البلاد "المؤتمر الوطني الأفريقي" الهجمات، ووصفها بأنها "مخزية" وأكد أنها "أعمال إجرامية تستهدف ضعفاء"، فيما يتهم بعض المواطنين في جنوب أفريقيا المهاجرين بالاستيلاء على فرص العمل في البلد التي تعاني من مستويات البطالة والفقر بشكل مرتفع التي تصل إلى 25 في المائة وفقًا للأرقام الرسمية.

ويبلغ عدد سكان جنوب أفريقيا حوالي 50 مليون نسمة، ويوجد فيها ما يُقدر بنحو خمسة ملايين من المهاجرين، ويشتكي المواطنون من معدل البطالة المرتفع وانتشار الفقر والتفاوت الصارخ في الدخل، وأدت كل هذه الأسباب إلى تفشي العنف المناهض للمهاجرين.

ونشر مركز في جوهانسبرغ، بيانًا صحافيًا، يفيد أنّ "الهجمات المعادية للأجانب عام 2008 تسببت في مقتل أكثر من 60 شخص، وبدأت حكومات ملاوي وزيمبابوي الجهود الهادفة لإعادة المواطنين المتضررين من الهجمات".