عرض شانيل كروز في جراند باليه

 تخلى مصمم الأزياء الشهير كارل لاغرفيلد، عن فكرته الرائعة بشأن استئجار سفينة ضخمة تضم أكثر من 900 من الضيوف المدعوين، في رحلة بحرية على مدار 24 ساعة، لعرض مجموعته الجديد لعام 2018 "كروز"، فلسوء الحظ، اكتشف فريقه بعد فوات الأوان أنه يتم حجز هذه السفن لمدة عامين مُقدمًا، لذلك اضطر إلى الإقلاع عن تلك الخطة، ما دفعه إلى لتشيد نسخة مُقلدّة من السفينة البحرية بالحجم الطبيعي داخل القصر الكبير في باريس، وحرص في الديكور الضخم على التفاصيل الدقيقة من مداخن يتصاعد منها الدخان في السفينة السياحية التي تشبه تلك العابرة للأطلسي في مطلع القرن العشرين، والحبال وأصوات طيور النورس وهدير الموج، وخلف الهيكل الضخم الذي شكّل خلفية العرض كان أقرب إلى داخلية سفينة في الخمسينات مع البيانو، وبركة سباحة صغيرة كان هذا المكان مناسبا لحفلة ما بعد العرض التي ضمت بعض المشاهير مثل مارغوت روبي وكريستين ستيوارت وليلي روز ديب.

لم يكن بين الضيوف بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، الذي يقول برونو بافلوفسكي، رئيس أزياء "شانيل" عنها "لم يسبق لي أن شاهدتها علانية ترتدي ثوب شانيل ولكن على الأرجح أنه سيحدث في يوم من الأيام"، كما يقول "لا يهم، إذا كان يعجبك أو لا فهو اختيارك على أي حال، لدينا عملاء آخرون، بالنسبة إلينا، من المهم أن ترتدي اثوابنا كريستين ستيوارت أو ليلى روز".

وبدأ العرض بمجموعة استثنائية من ألوان المجموعة ما بين الأبيض والأزرق بدرجات مختلفة، وظهرت بعض الاطلالات بطابع بحري برسمة الأمواج، كما زُينت بعض القطع التي تم عرضها بتصميم السفينة التي ظهرت في ديكور العرض بطابع عملي وحيوي مستوحاة من أجواء الستينيات، وتحت سماء تلألأت فيها النجوم، أعطت مؤثرات وأنوار خاصة الانطباع بوجود بحر اصطناعي.

وبعد عروض كروز قدمت في مناطق مختلفة من العالم منها سنغافورة ودبي وسيول وهافانا، رست دار شانيل في باريس للسنة الثانية على التوالي للكشف عن مجموعتها هذه، وكانت هذه المجموعات في الأساس موجهة للأنيقات في موسم الاصطياف، أما على “الرصيف” الذي رست فيه سفينة “لا بوزا” اسم دار كوكو شانيل في عرض الازياء، سارت العارضات وهن يعتمرن قبعات صغيرة وجوارب بيضاء وأحذية بأربطة أنيقة تتسم بطابع قديم.

وتخلل العرض سراويل واسعة مخططة مع كنزات تذكر بلباس البحارة وإكسسوارات وحقائب يد صغيرة، كما تهادت العارضات بأزياء حملت الكثير من الأنوثة في تفاصيلها، سواء من خلال الأكتاف المستديرة أو السترات المقصوصة أو من ناحية التركيز على الخصر، كما لفتتنا الإكسسوارات التي تزيّنت بها الإطلالات والتي عكست جرأة المصمّم المعهودة من قبعات البيري وحقائب الصيادين المرفقة بالحبال والأساور العريضة وغيرها.