معرض الفنان التشكيلي المصري عمر الفيومي

افتتح في قاعة مارجو فيلون بمركز التحرير الثقافي في الجامعة الأميركية بميدان التحرير وسط القاهرة، معرض الفنان التشكيلي المصري عمر الفيومي.

وحمل المعرض عنوان "40 سنة فن" ويعرض أعمالا للفنان تمتد عبر مسيرته الفنية الطويلة لأربعين عاما، ويرتبط الفيومي مع روسيا بعلاقة تضرب بجذورها إلى ثمانينات القرن الماضي، حينما التحق عام 1986 بأكاديمية "ريبين"- أكاديمية الفنون الجميلة في مدينة بطرسبورغ (الأكاديمية الإمبراطورية للفنون والتي تأسست عام 1757)، ودرس هناك التصوير الجداري في صفوف طلبة الفنان التشكيلي الروسي الكبير، فنان الشعب، أندريه ميلنيكوف (1919-2012)، وحصل على أستاذية الفن من الأكاديمية.

أقرأ أيضًا

زاهي حواس يكشف مراحل الكشف عن "توت عنخ آمون"

ويرتبط الفيومي في أعماله دائما بالإنسان، حتى وإن اتسمت إحدى مراحل إبداعه المهمة بتصويره للقهوة، ومجتمع القهوة، إلا أن القهوة المصرية كمكان لم تكن للفيومي سوى مدخلا للإنسان وحياته ومجتمعه وعواطفه وتفاعله مع الآخرين، فهو لا يرى القهوة مكانا وإنما يراها حياة كاملة متكاملة، لا يرتادها الإنسان المصري لمجرد أن يحتسي مشروبا، ثم يعبر إلى أشغاله إو إلى بيته، وإنما يعيش عليها جزءا كبيرا من عمره، يمثل حياته المتفاعلة مع الشارع، مع الفضاء العام، مع المجتمع، مع الدولة، ومع التاريخ.

واتسمت مرحلة أخرى من أعمال عمر الفيومي بغوصه العميق داخل البورتريه، وهو ما نلمح فيه تأثير رسام الأيقونات الروسي الشهير أندريه روبليوف (1360-1428)، والذي تأثر الفيومي بالفيلم الشهير عنه من إخراج المخرج الروسي، أندريه تاركوفسكي (1932-1986) قبيل سفره إلى الاتحاد السوفييتي.

ورسم عمر بورتريهات الفيوم التي اشتهر بها كثيرا في المشهد التشكيلي المصري، وتعمق في شخصياته التي أصبحنا نلمح فيها الماضي والحاضر، مصر وروسيا، الاتحاد السوفييتي وروسيا، ليخرج من تلك المرحلة إلى مرحلة أنضج وأوسع وأكثر ارتباطا بالواقع المصري، حينما كان جزءا من مجتمع وسط مدينة القاهرة التي شهدت أحداث يناير 2011، ليخرج علينا الفيومي ببورتريهات جديدة، وشخصيات جديدة، كثيرا ما نلاحظ تشوهها على مستوى الشكل، وكأن المضمون الداخلي للشخصية عنده ينعكس على الشكل والمظهر وربما حتى الأعضاء، فنرى لبعض شخصياته قرونا، يختلف عددها وأشكالها، فيكشف من خلالها الفنان التشكيلي عمر الفيومي خبايانا الداخلية.

وصرّح المدير الفني لمركز التحرير الثقافي، هشام جبر، وهو مركز أنشئ في مقر الجامعة الأميركية بالقاهرة المطلة على ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية، بأن سياسة المركز تعتمد على عرض أعمال المخضرمين من الفنانين إلى جانب فنانين واعدين من الشباب، لتسليط الضوء على تتابع وتكامل الأجيال الفنية التي تكوّن بانوراما المشهد التشكيلي المصري، ويستمر معرض عمر الفيومي في القاهرة حتى 14 مايو/ أيَّار المقبل

قد يهمك أيضًا

"الآثار" المصرية تُعلن تفاصيل اكتشاف مقبرة عمرها 4400 عام

القرية الفرعونية في مصر تحتفل بمرور 35 عامًا على إنشائها بـ"عروض فلكلورية"