زرع رئة داخل عدد من أجسام الخنازير

 نجح علماء في زرع رئة مصنوعة خلايا بشرية داخل عدد من أجسام الخنازير في المختبر، وتمكنوا من التغلب على رفض الجسم للأعضاء المزروعة وهو ما يعد أملا جديدا في مجال زرع الأعضاء، ووفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية كشف العلماء أنه بعد أن تمت زراعة الرئتين المهندستين بالهيدروجين، امتلأتا بالكامل بالأكسجين واستمرتا في تطوير أوعية دموية خاصة بهما، وهو تطور رئيسي يعني قبول الجسم للأعضاء المزروعة.

يذكر أن زرع الرئة يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح سنويا، لكن لا توجد رئات تكفي، بينما يموت معظم المرضى في انتظار الأعضاء المانحة، كما كشف العلماء عن أنه يمكن أن تصنع الرئتين المهندسة بيولوجيا من خلايا المريض نفسه، بحيث لا يضطر إلى تناول الأدوية لقمع الخلايا المناعية، لكن في التجارب على الحيوانات، غالبا ما تفشل هذه العمليات لأن الدم والأكسجين لا يتدفقان إليهما بشكل صحيح.

قام العلماء الآن في كلية الطب بجامعة تكساس في جالفيستون الأميركية ببناء وزرع أربع رئات للخنازير تمكنت من تطوير أوعية دموية خاصة بها بعد زرعها، وهو كشف قد يقدم يوما ما أملا لمرضى لا حصر لهم.
وأوضح العلماء أن هناك عددا كبيرا يصل إلى 1.455 شخصا في الولايات المتحدة ينتظرون إجراء عملية زرع الرئة وفي حاجة إلى متبرعين، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يصلون إلى قمة قائمة الشبكة الموحدة الأميركية للزراعة الأعضاء (UNOS)، فإن الخطوات المطلوبة للحصول على رئة أو رئتين جديدتين مرهقة، ولا يمكن ضمان نجاح العملية، لذا فإن تناول الأدوية المثبطة للمناعة التي يحتاجون إليها لمنع أجسامهم من رفض الرئتين الجدد يشكل خطرا كبيرا، بالإضافة إلى ذلك يجب تعديل الرئتين اللتين تم التبرع بهما لتلائما جسم المتلقي، لكن إحدى المزايا الرئيسية للرئتين المتبرعتين أنها تأتي مجهزة بالكامل بأوعية دموية عاملة يضطر الجراحون إلى إعادة إرسائها بعناية بمجرد زرعها.

وقال الدكتور خواكين كورتيلا، المؤلف المشارك في الدراسة، إن "عدد الأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة في الرئة ازداد في جميع أنحاء العالم، في حين انخفض عدد الأعضاء القابلة للزرع"، وأضاف: "هدفنا النهائي توفير خيارات جديدة في نهاية المطاف لكثير من الناس في انتظار عملية زرع".

ورغم أن التطورات الحديثة سمحت للعلماء بتنمية الأعضاء -بما في ذلك الرئتين- في المختبر باستخدام خلايا المريض نفسه لضمان تطابق كامل، لذلك فكافحت التكنولوجيا لتقليد الأوعية الدموية الدقيقة للغاية والمعقدة للرئتين العضويتين.

عندما تم إجراء محاولات زرع باستخدام هذه الرئة التي تمت معالجتها بالهيدروجين في الحيوانات الصغيرة، إذ فشلت في كثير من الأحيان لهذا السبب، لكن فريق جامعة تكساس في جالفيستون توصلوا أخيرا إلى طريقة تسمح لهذه الأعضاء الحساسة بالتطوير، وللقيام بذلك، استخدموا خلايا الرئة من الخنازير، أو الشكل الأساسي، للرئة الجديدة، ثم استخدمت الخلايا من كل حيوان من الحيوانات الأربعة في الدراسة لزراعة الرئة المطابقة بشكل مثالي للأنسجة، وأخيرا، كانوا مستعدين للزراعة، إذ رأى العلماء دليلا على أن وصفتهم الفريدة نجحت.

بعد أسبوعين من عمليات الزرع، رأى العلماء أن بذور الأوعية التي زرعوها نمت لتصبح شبكات قوية لنقل الدم عبر الرئتين، وكانوا يشاهدون الخنازير لمدة 10 ساعات، أسبوعين، شهر واحد وشهرين بعد إجراء عمليات الزرع، ورأوا أن الأعضاء المختبرة تعمل بشكل جيد وبشكل ملحوظ، ويبدو أنها تتحسّن فقط.