تجارب لزراعة جهاز يُساعد على تحفيز الأعصاب

يستطيع مربع صغير مزروع في الصدر أن يساعد في هزيمة الشلل الناجم عن السكتة الدماغية، فقد تم تصميم جهاز بحجم علبة الثقاب لزيادة الحركة من خلال تحفيز العصب الذي يحمل رسائل من وإلى المخ. هناك تجربة يتم إجراؤها الآن في مستشفى في غلاسكو لمعرفة ما إذا يمكن باستخدام الجهاز الذي تم زرعه يمكن تحفيز العصب المبهم، الذي يبلغ طوله ما يقرب من 60 سم ويمر من خلال الجزء العلوي من الجسم، عكس الشلل.
ويعتقد أن انطلاق العصب المبهم يمكن أن يؤدي إلى الإفراج عن المواد الكيميائية في الدماغ التي تعزز من"المرونة العصبية". والمرونة العصبية هي قدرة الدماغ على إنشاء مسارات جديدة يمكن من خلالها إرسال الرسائل إذا تعرض الجسم لإصابة، مثل السكتة الدماغية.
وبدأت التجربة، التي تعتبر الأولى من نوعها، في وقت سابق من هذا العام، وستتم على 20 مريضا يقومون بحركات ضئيلة أو معدومة بذراع واحد نتيجة للسكتة الدماغية.
وسيتم إجراء عملية الزرع الجديدة لنصفهم مع ممارسة تمارين إعادة التأهيل لمدة ثلاث ساعات في الأسبوع، وهي الفترة التي سيتم فيها تشغيل الجهاز المزروع من خلال استخدام جهاز تحكم عن بعد خارجي. وسيتم تقييم كل مريض بعد ستة أسابيع من العلاج لقياس التحسن في الحركة.
الإصابة بسكتة دماغية تؤدي إلى اختناق خلايا المخ من خلال توقف تدفق الأكسجين ، إما بسبب جلطة دموية أو نزيف في الدماغ، تؤدي السكتات الدماغية بحياة قرابة 200 شخص كل يوم وتترك الآلاف من المعوقين.
بعد ستة أشهر من السكتة الدماغية يحتاج قرابة 50 في المائة من الناجين إلى مساعدة في المهام اليومية مثل الأكل وارتداء الملابس والذهاب إلى الحمام .
لأعوام عدة، عرف الأطباء أن العلاج الطبيعي المكثف يمكن أن يساعد الدماغ في "إعادة التعلم" وكيفية التحرك بالأطراف التي أصيبت بالشلل.
على الرغم من أن خلايا الدماغ لا يمكن تجديدها بمجرد تلفها، إلا أنه يمكن تدريب الدماغ على إيجاد طرق جديدة لإرسال الرسائل إلى الذراعين والساقين. وهي تفعل ذلك من خلال تجنيد الخلايا العصبية التالفة الأخرى لإعداد مسارات جديدة، التي من خلالها يمكن تمرير التعليمات.
على الرغم من أن هذا العلاج الطبيعي يمكن أن يكون فعالا، إلا أنه يستغرق شهرًا من التدريبات المكثفة وجهد ثابت من المرضى. وقال نائب مدير الأبحاث في جمعية السكتة الدماغية الدكتور بيتر كولمان "قرابة 70 في المائة من الناجين من السكتة الدماغية يجدون صعوبة في تحريك الذراع. ولا يعرف إلا القليل منهم كيفية التحفيز المباشر للأعصاب لمساعدتهم في تحريك الذراع المصاب، لذا فإننا نتطلع إلى رؤية نتائج هذه التجربة الجديدة".