قالت الهيئة العامّة للثّورة السّوريّة إنّ مدينة معرّة النّعمان في ريف إدلب الجنوبي تعيش في الآونة الأخيرة شُحّاً في مياه الشرب؛ بعد أنّ عاقبت القوات الحكومية المناطق التي خرجت عن سيطرته بقطع المياه عنها، وإلحاق الضّرر بخزّانات المياه التي تغذّيها؛ الأمر الذي دفع النّاس في المدينة للبحث عن بديل ومصادر أخرى لمياه الشرب، فكان أن استعانوا بتقنيّات بدائيّة وغير منظّمة تمثّلت في حفر الآبار الارتوازيّة التي باتت تتّسم بكثرتها وعشوائيّتها؛ وما لذلك من أضرار متوقّعة ومحتملة كنضوب المياه الجوفيّة وتضرّر الغطاء النّباتي وانحساره وتضرّر الثّروة الزّراعية. يضاف إلى ذلك تضرر شبكة الصرف الصحي في المدينة بسبب القصف من الطيران؛ فأصبحت المياه وفي معظم الأحياء غير صالحة للشرب، حيث تم تسجيل العديد من حالات التسمم التي غصّت بها المشافي الميدانية، وكانت نسبة الإصابة الأكبر من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر وعشرة أعوام، في ظل العجز عن تأمين الأدوية لتلك الحالات بحسب أحد الأطباء الذي أضاف "نستقبل كل يوم أكثر من مائة حالة تسمّم معويّة، وأغلبها بسبب مياه الشّرب الملوّثة، والتي تسبّب حالات إسهال ومغص وقيء الأمر الذي أثقل كاهل المشافي في تأمين الأدوية اللازمة لعلاجها؛ ما جعل انتشار هذه الأمراض سريعاً بين المواطنين". وبالعودة إلى حفر الآبار ولدى استطلاع لآراء بعض الأهالي في مدينة معرة النّعمان عن هذه الظاهرة، قال أبو محمد الذي حفر بئراً أخيراً "بعد أن قام النظام بقطع الماء عن المدينة، عمدنا إلى حفر بئر في الحي مع بعض الجوار؛ من أجل أن نشرب نحن وأولادنا. ما أبو علاء (بائع ماء) فيقول "إنّ هذه المهنة باتت سبب رزقه الوحيد، حيث يعمل على توصيل صهريج المياه إلى المنازل والذي يبلغ 24 برميلاً بسعر 700ليرة سورية.