نظّم شباب محافظة المنوفية لقاء حواريًا، استضاف فيه الخبير الاستراتيجي، ومحافظ شمال سيناء الأسبق اللواء علي حفظي، وأستاذ التاريخ الحديث ورئيس مركز بحوث الشرق الأوسط في جامعة عين شمس الأستاذ الدكتور جمال شقرة، استكمالاً لسلسلة حوارات شبابية، تنفذها وزارة الشباب، تحت شعار" معا .. نتحاور لبناء مصر" في مختلف المحافظات. أكّد أستاذ التاريخ الحديث الدكتور جمال أبو شقرة أن أسوء التحديات التي تواجه مصر هي افتقار الشعب للوعي السياسي، واحتياجنا لثورة ثقافية حقيقية، تعود بنا إلى السمات الإيجابية للشخصية المصرية. واعتبر أبوشقرة أن أهم سمات الشخصية المصريّة تتمثل في "قبول الوحدة رغم التعدد"، مشيرًا إلى أن "مصر مازالت في مرحلة انتفاضات ثورية، لم تفضِ إلى ثورة حقيقية بعد". وتناول أبوشقرة سمات الشخصية المصرية، موضحاً أن "شعب مصر متدين ومعتدل، يكره التطرف والفوضى، وهو ما جعل الشعب يلجئ عبر تاريخه لتجنب الثورة للتعبير عن رفضه لنظام أو حاكم ما، والتوجه إلى الاحتجاجات السلبية، بغية محاولة تغيير الأوضاع". بيّن أنه "من أبرز أشكال الاحتجاج صناعة النكتة، والرسائل التي تتضمن إرشادات ونصائح للحاكم، للتعديل من مسار خططه في إدارة الدولة".  ولفت إلى أن "ثورة 25 يناير جاءت نتيجة انحراف ثورة 23 يوليو 1952عن مبادئها الأساسية، حيث تجسدت أسوء مظاهر هذا الانحراف في الانحياز لكبار رجال الأعمال، منذ تجربة الانفتاح الاقتصادي"، وأضاف "جاء تسونامي 30 يونيو، الذي قاده الشعب، بغية تعديل مسار الحركة السياسية والتاريخية في مصر". واستعرض أبوشقرة بدايات دخول الجيش المصري في العملية السياسية، أثناء الثورة "العُرابيَّة"، بغية حماية الشعب من استبداد الأتراك، مؤكدًا أن "الجيوش لا يجوز ألا تلعب دوراً سياسياً، لاسيما في دول العالم الثالث، التي ما زالت تنمو وتنضج سياسياً واقتصادياً، حيث يمثل جيشها مؤسسة وطنية، قادرة أن تلعب دور الحَكَم بين القوى والطبقات الاجتماعية والسياسية المتصارعة". وبدوره، عبّر اللواء علي حفظي عن سعادته لقاء شباب مصر، الذين يمثلون أفضل ثرواتها، مشيراً إلى أنهم "قادرين على الانطلاق بمصر للأمام، والعمل كدرع أمان للبلاد". شدّد على "ضرورة التواصل بين جيل الشباب والرواد، ذوي الخبرة، بغية نقل خبراتهم في كيفية التغلب على العوائق والأزمات الاقتصادية والسياسية، التي واجهت البلاد في الماضي، وهي المسؤولية التي سننطلق بها لصالح مصر، ونحدد من خلالها نظرة مستقبلية للبلاد".  واختتم حفظي كلمته بأن "العبور الثاني لمصر من الأزمة يتطلب الثقة في قدراتنا وإمكاناتنا"، لافتًا إلى "وجود خطط خارجية تعمل على تنفيذ سياسة التفريق بين فئات الشعب، وعرقلة أية إنجازات تسهم في تحويل مصر لدولة متقدمة"، منوهاً إلى "عدم جدوى العمل بالنظام الفردي السلطوي، وإلى ضرورة الانتفاع بالعقول المصرية المبدعة". وأثار الشباب الحضور عددًا من التساؤلات، تمثلت في ما حققته ثورتي "25 يناير" و"30 يونيو" في تصحيح مسار الدولة، في شتى المجالات، ودور الجيش في العملية السياسية.