ندوة الثقافة والعلوم

نظمت ندوة الثقافة والعلوم محاضرة بعنوان "الأمراض النفسية والخدمات المقدمة لها في دولة الإمارات" بمقر الندوة في الممزر بدبي بحضور معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة وبلال البدور نائب الرئيس والدكتورة حصة لوتاه رئيس اللجنة الثقافية ولفيف من المتخصصين والمهتمين.

القى المحاضرة الدكتور عادل كراني المدير الطبي بالمركز الأمريكي النفسي والعصبي الذي استهل محاضرته بتعريف الصحة النفسية بأنها جزء لا يتجزأ من الصحة العامة والصحة وهي حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا لا مجرد انعدام المرض أو العجز ويمثل مفهوم الصحة النفسية حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيف مع أنواع الاجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والاسهام في خدمة المجتمع.

وقال أن الصحة النفسية تتأثر وتضطرب شأنها شأن الصحة والمرض عموما بعدة عوامل سواء اجتماعية أو نفسانية أو بيولوجية متعددة تتفاعل فيما بينها.

وأكد أن أكثر البيانات الخاصة بالصحة النفسية تتأثر بمؤشرات الفقر بما فيه من انخفاض مستوى التعليم وتدني مستوى الدخل ومستوى المعيشة وأن زيادة أشكال الحرمان الاجتماعي والاقتصادي واستحكامه بين الأفراد والمجتمعات المحلية من أكثر الأخطار المحدقة بالصحة النفسية ذلك لتعرض بعض الفئات المحرومة في جميع المجتمعات لاضطرابات نفسية نتيجة الشعور بعدم الأمان وفقدان الأمل وسرعة التحول الاجتماعي وانتشار العنف والاعتلال الجسدي.

واضاف أنه على الرغم من عدم الإلمام كليا بالأسباب المؤدية إلى حدوث الكثير من الاضطرابات النفسية إلا أن هناك من يرى أنها تحدث جراء ضغوط شديدة مكونة من عدة عوامل البيولوجية والنفسانية والاجتماعية مثل المصائب الكبرى التي تحل بالإنسان في بعض الأحيان أو صعوبة الأوضاع الأسرية أو بعض الأمراض التي تصيب الدماغ إلى جانب العوامل الوراثية أو الجينية والمشاكل الطبية وترتبط أعراض ذلك الاضطراب في معظم الأحيان بضائقة تصيب الفرد أو بأمر يؤدي إلى تعطيل ملكاته الشخصية إلا أن معظم الأمراض النفسية قابلة للعلاج بفاعلية ونجاح.

وأشار المحاضر إلى العلامات الأولية للاضطرابات النفسية مثل تشوش الفكر أو انحراف المزاج أو السلوك على نحو لا يتسق مع المعتقدات أو خلل في القدرات والإنتاجية كذلك التأخر الدراسي في بعض الأحيان.

وقال أن الصحة النفسية للنساء أكثر تأثرا من الصحة النفسية للرجال وأنهن أكثر ترددا على العيادات وذلك يرجع إما لتصالحهم مع أنفسهم واعترافهم بالحاجة للعلاج أكثر من الرجال الذين يتحسبون لعدة عوامل مجتمعية قبل الإقدام على طلب المساعدة أو نتيجة لتزايد الضغوط على المرأة.

وتختلف العلامات المميزة الأولى باختلاف الاضطرابات ولابد للأشخاص الذين تظهر عليهم واحدة أو أكثر من الأعراض التالية التماس مساعدة المهنيين المتخصصين ومن أكثر الأعراض شيوعا.

أعراض جسدية مثل حالات الصداع أو اضطراب النوم - أعراض انفعالية كالشعور بالحزن أو الخوف أو القلق - أعراض استعرافية كصعوبة التفكير بوضوح وظهور أفكار شاذة وحدوث اضطراب في الذاكرة - أعراض سلوكية كانتهاك سلوك عنيف وعدم القدرة على أداء الوظائف الروتينية اليومية والإفراط في تعاطي مواد الإدمان - أعراض إدراكية كرؤية أو سماع أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها أو سماعها.

وعن كيفية الحماية أو المساعدة في العلاج النفسي أكد الدكتور كراني أهمية التواصل الاجتماعي مع الأسرة والانضمام لمجموعة متجانسة - هوايات تطوع - كذلك الابتعاد الكلي عن المواد المخدرة والكحول وممارسة الرياضة والاستمرار على برنامج صحي - نوم وغذاء صحي - والإلمام بالأعراض النفسية ومراجعة المستشار النفسي بأسرع وقت وأهمية الاعتراف بالمرض والاستمرار على العلاج.

واكد ان دولة الإمارات تعتبر من أكثر دول المنطقة اهتماما بالصحة النفسية حيث تنتشر العيادات النفسية التي لا تعتبر خللا في المجتمع بقدر ما هي مقياس لحضارة وتقدم البلد فكلما ازدادت الخدمات الإنسانية في المجتمع يقل العنف والجريمة وثبت أن العديد من الأمراض العضلية أصلها نفسي ولا سيما أمراض القلب والدم والسكري والتي الضغوط المستمرة والمزمنة والإرهاق الطويل في العمل أحد أهم أسبابها.. وتشير بعض الإحصاءات أن نسبة المصابين بالاكتئاب تتراوح بين 12 و 20 في المائة وأن هناك 5في المائة مصابين بالتوتر والقلق.

وشدد على ضرورة الايمان بأهمية الانسجام والتناغم بين الصحة النفسية والصحة الجسدية ليكون الفرد منتجا ومبدعا.

وأشار إلى ما يوليه القطاع الحكومي في دولة الإمارات للصحة النفسية من اهتمام بتوفير مستشفيات عدة منها مستشفى الأمل - دبي وزارة الصحة - جناح العلوم السلوكية ومستشفى الشيخ خليفة -هيئة أبوظبي الصحية - قسم الطب النفسي ومستشفى راشد -هيئة الصحة بدبي - قسم الطب النفسي ومستشفى العين - صحة - قسم الطب النفسي ومستشفى توام -صحة-.

يذكر ان اهتمام هيئة الصحة في دبي بالمرضى النفسيين يتمثل في افتتاح قسم للأمراض النفسية في مستشفى راشد يضم 46 سريرا منها 25 للرجال و21 للنساء من بينها خمس غرف خاصة للنساء ومثلها للرجال وتم تزويد القسم بأحدث الأجهزة المتماشية مع المعايير والمتطلبات العالمية لمثل هذه الأقسام التي تقدم خدماتها العلاجية لنوع خاص من المرضى.. كما تم تزويد القسم بأجهزة خاصة لمتابعة المرضى لتطبيق نظام المراقبة المستمرة على مدار الساعة خاصة لبعض الحالات التي تستدعي ذلك وقد تم إدخال 400 مريض إلى قسم الصحة النفسية في مستشفى راشد العام الماضي.