صخر عرب يطلق كتابه الجديد

أطلق صخر عرب، كتابه الجديد "أوراق كاتب عدل"، عبر شكل من أشكال المحاورة مع القارئ، تلك التي تنجز السيرة بأسلوب مختلف يجعل من الكتابة لحظة استثنائية في البوح، وفي رسم هوية كاتب عدل،  بما هي قيمة تكتنز بتآويل وانطباعات مهنية تقود القارئ إلى فهم "كتابة العدل" بما هي تجربة حياة مرتبطة بالآخرين ومن ثم إعادة صوغها من خلال مقياس إبداعي. إذ أبدع الكاتب في سرد الحكاية بصورتها الواقعية "حقائق ذاتية حياتية معيشة"، وأخضعها لمتطلبات اللغة والآليات الفنية التي تمد المادة القصصية بخيوط أشبه بالشرايين التي تغذي العمل فأثبت بذلك قدرته على خلق نص حداثي يشي بنوع من التوازي المستمر بين الأدب والحياة.

وعبر صفحات الكتاب تبدو للقارئ رسالة المهنة وأخلاقياتها التي يتحلى بها كتّاب العدل في خدمة الناس وفهم ظروفهم المعيشية حيث يتناول الكاتب بأسلوب قصصي خبايا المهنة وخفاياها، وعلاقات المراجعين وأصحاب المعاملات بالآخر وبعض المعاملات القانونية وغيرها. ويتألف الكتاب من إحدى وأربعين حكاية (قصص المهنة) تبدأ في العام 1980 وتنتهي في العام 2014. مع تنويه الكاتب أن أسماء بعض الشخصيات لا تتطابق والواقع، إلا أن أحداث الحكايات قد جرت فعلاً.

قدم للكتاب بمقدمة أولى "جوزف بشارة" رئيس مجلس الكتّاب العدل في لبنان ومما جاء فيها: "... قلم إحيائي، يعيد إلينا شخصيات مرّت ورحلت، فلا يكتفي هذا الضابط العمومي بضبط إقراراتهم وحفظ مستنداتهم، بل يعمد إلى حفر أثرهم، وذكراهم ولو بلمحة خطّافة يدونها على صفحات كتابه وكأنه سجل الخلود، هو الذي اعتاد أن يمسك سجلات دائرته الرسمية. لا يكتفي الكاتب بقصّ وإيراد الأخبار بل يضمِّن أقصوصاته خلاصات فلسفية، ومواقف أخلاقية تتناول قضايا وإشكاليات ذات بعد إنساني عام ..." ويختتم بشارة تقديمه بعبارة جميلة "ليت الناس يحبون الكتّاب العدل مثلما أهل صور يحبون صخر عرب".

بينما جاءت المقدمة الثانية بقلم "عماد الدين رائف" كاتب صحافي وناقد أدبي ومترجم. ومما جاء فيها: "... القصص خيطت واحدة تلو الأخرى بعناية، وجمعها الترتيب بعضها ببعض فغدت سلسلة هي أقرب إلى الرواية منها إلى قصص متنافرة. فضاء المكان في هذه الرواية دائرة كاتب عدل، يتسع ليصل إلى مدن وقرى وبلدان بعيدة، يسكبها القاصّ بأسلوب سلس هادئ بعيد عن التكلّف. والجديد في هذه القصص يتمثّل بزاوية الضوء الملقى على الشخصيات والأحداث عبر بؤرة المهنة ومصاعبها، لذلك يمكننا أن نقف على القصص من ثلاث نواحٍ مختلفة، لكل ناحية منها ما يميّزها..."