صدرت عن سلسلة "الجوائز" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وترأس تحريرها الدكتورة سهير المصادفة رواية (ملك كاهل) للروائي الغيني الفرانكفوني تيرنو مونينمبو، الذي يعتبره نقاد كثيرون من أهم الأصوات الأدبية في القارة الأفريقية. حصلت الرواية على جائزة رينودو الفرنسية الشهيرة في العام 2008، وأنجز ترجمتها إلى العربية الشاعر والمترجم عاطف محمد عبد المجيد. تدور أحداث الرواية في منطقة (كاهل)، وهي مقاطعة صغيرة تقع في هضاب فوتا – دجالون، المملكة الفيدرالية التي تقع في وسط غينيا الحالية. وتدور أحداث الرواية زمنيًا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبطلها هو رائد استعمار أفريقيا الغربية إيميه فيكتور أوليفيه. ولا يستعيد الروائي وهو يكتب سيرة أوليفيه الذي صار الكونت ساندرفال ذاكرة مُلك الكونت ومعاهداته، وإنما يستعيد أيضًا ذاكرة غينيا وذاكرة أفريقيا السوداء، متكئًا على التاريخ الواقعي والملحمي، ولكن أيضًا بعد أن يمنح لأبطاله ملامح روائية تُحوّلهم إلى شخوص من لحم ودم. ومن أجواء الرواية: مولود.. مثله.. في عز القرن التاسع عشر.. لم يكن يستطيع الواحد منا إلا أن يصبح شاعرًا.. عالِمًا أو مُسْتكشفًا. كانت المسألة تُحدَّدُ بسرعة في ما كان يخصه.. قد يكون مستكشفًا. هذا يعني شاعرًا وعالِمًا عن طريق الفرصة ذاتها. في ذاك الوقت.. في أوقات الاستراحة.. كان المهْجريون يعودون إلى المحادثات غالبًا مثلما يعودون إلى لعبة الحَجْلة والبلي. لم تكن الحكايات تتحدث عن الغيلان وعن الجنيات.. بل عن السَحَرة وعن آكلي لحوم البشر جريًا مع رماحهم الصغيرة خلف أحدث طريدة تعنُّ لهم داخل الأدغال: الآباء البيض والمستوطنون. ڤيروس المهجريين.. أصابه وهو يصغي إلى حكايات أخ الجد.. سيمونيه. المغامرات اللذيذة لرواد الحضارة تائهين لدى آكلي لحوم البشر.. وكم كانت طِيبة المسيح تنقذهم في النهاية من مِرْجل الزولو الملتهب.