مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة

احتضن مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، في اليوم الرابع لفعالياته المقامة على خشبة مسرح مركز كلباء الثقافي، تجارب مسرحية واعدة في فضاءات النصوص العالمية، وبرنامج الإقامة المسرحية الذي نظم في مسرح المركز الثقافي لمدينة خورفكان، بإشراف الفنان التونسي يوسف البحري، حيث تعرضت بعمق للبعد النفسي والاجتماعي كتيمة محورية لحديث الروح تشبعت بها النصوص، باعتبار أن الجانب النفسي من أهم الخصائص التي ينسجها المسرح وفنونه المتعددة، لتترجم حالات الممثلين وانفعالاتهم وانطباعاتهم في معايشة فلسفية للواقع المعاصر.

 المخرج الإماراتي بدر الرئيسي، استند في تقديم مسرحية «الموت يستأذن في الدخول»، على نص للمخرج والكاتب السينمائي والمسرحي الأميركي وودي آلان، من خلال مناظرة فلسفة يتبناها الكاتب، وذات أبعاد نفسية، تدور بين شخوص العمل المتمثلة في «الموت» وقام بالدور الممثل الإماراتي محمد حسن، ونات أكيرمان، وأدى دوره الممثل الإماراتي عادل سبيت، لتتوالى الأحداث المشوقة بحثًا عن الحقيقة التي تشابه إلى حد بعيد بعملية الاستشفاء بتقنية الاعتراف والبوح والقول والحوار والتحاور، واستخراج المكنون جهرًا وسرًا، والتعبير عما يخالج النفس نحو أهم دور للمسرح يسمى التطهير، ويتكامل هذا البعد مع بعد سوسيولوجي مهم للغاية، ومن اجتماع النقيضين، الحياة والموت، في مواجهة حاسمة.
 يقدم الرئيسي نص وودي آلن الذي نثر أفكاره دون تبديل أو معالجة أخرى على لسان نات أكيرمان، مُهاجماً «الموت» تارة، ومغريًا إياه بالمقامرة لكسب رهان في لعبة البوكر، ليربح يومًا إضافيًا لعيش، تارة أخرى، لتنتهي بفوز الحياة والمتشبث بها بقوة نات أكيرمان، الذي يكسب يومًا إضافيًا في الحياة من دون فائدة، وكل ذلك يبدو معمقًا للجمهور من خلال ديالوج يمزج بين الواقعي البسيط، والمتخيل الفلسفي المعقد، إلى الحد بأن يصف بات أكيرمان، الموت في نهاية العرض، بأنه متواضع ومغبون، لينتهي العرض في مشهد فلسفي عميق، إلى أن كل رغبة وكل طموح وكل فعل إنساني، لا قيمة له أمام الموت، فكل شيء في نظره ماضٍ إلى نقطة النهاية، التي لا تترك لأشواق وأحلام البشر أي معنى.