أصدرت المكتبة العربية للدراسات والنشر في بيروت مؤخرا كتاب "الثورة المجهضة.. دراسات في إشكاليات التجربة الوطنية الفلسطينية" للكاتب الفلسطيني ماجد كيالي الذي حاول من خلاله تسليط الضوء على أهم تجارب الحركة الوطنية الفلسطينية السياسية والعسكرية والتفاوضية إلى جانب مسيرتها في المقاومة. وضم الكتاب الذي يقع في 202 صفحة أربعة فصول تناولت صعود وأفول الهوية الفلسطينية وإشكاليات المقاومة والعمل المسلح، إلى جانب إشكالية التسوية والمفاوضات والنظام السياسي. أما الخاتمة فجاءت تحت عنوان "السؤال الفلسطيني عن البديل"، في حين عرض الغرض من الكتاب في المقدمة. ويحاول الكتاب من خلال الدراسات المتضمنة فيه الإجابة على أسئلة باتت تطرح نفسها على الفلسطينيين وتتعلق بقدرة القوى السائدة حاليا على حمل المشروع الوطني، وما إذا كانت الشعارات التي تأسّست عليها تلك القوى ما زالت صالحة في ضوء النتائج والتغيرات والتحولات العربية والدولية، وهل الخيارات السياسية والكفاحية ما زالت صالحة، أم ينبغي البحث عن خيارات أخرى بديلة أو موازية؟ ويقول الكاتب ماجد كيالي إن هذه المحاولة (الكتاب) لا تدعي امتلاك الحقيقة بقدر ما تتوخّى حث التفكير السياسي النقدي. ويضيف أن الكتاب لا يحاول تقديم الإجابات الجاهزة بقدر ما يحاول توليد الأسئلة والبدائل التي تتولّد عن الطبيعة المعقدة لقضية الفلسطينيين في صراعهم الطويل والمديد مع المشروع الصهيوني ووليدته إسرائيل. ويرى أن الكتاب صدر في ظرف صعب يمر به شعب فلسطين وقضيته وحركته الوطنية، فثمة انتهاء مرحلة ببناها وخياراتها وأشكال عملها، وليس ثمة يقين من بدايات مرحلة جديدة. ويعتقد كيالي أن التجربة الوطنية الفلسطينية بما لها وما عليها، لم تحظ بدراسة نقدية رغم خطورتها وتعقّد قضاياها وتنوّع أشكالها ومداخلاتها الدولية والإقليمية، ورغم امتدادها على مدار ما يقارب قرنا من الزمن. ويقول إن ذلك هو الدافع وراء إنجاز هذا الكتاب لأن التجربة الوطنية الفلسطينية ما زالت تفتقر إلى أي دراسة تتناول تجربتها السياسية أو العسكرية أو التفاوضية أو التنظيمية، أو تجربتها في المقاومة أو في التسوية، وكذا تجربتها في الأردن أو لبنان أو في الأراضي المحتلة بعد إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993.