كلّ الأصداء المتوافرة لغاية الآن، عن عروض السيرك الصيني، الذي يبدأ اليوم في مهرجانات بيت الدين (ولأربعة أيام متتالية) تشير إلى روعته وعلى أنه من العروض النادرة التي لا تفوت. العروض ستقام في موعدها، إذ لم تقرر إدارة المهرجانات أي تعليق لها بسبب الأحداث الأخيرة. إذ لعلنا ننسى مع الألعاب البهلوانية الصينية، إذ تقدم عرضا بعنوان «سبلنديد»، بعضا من مآسينا، أولها هذا «السيرك» (بالمعنى القبيح للكلمة) اللبناني المتنقل أحداثا وفتنا بين المناطق اللبنانية. صحيح أننا لا نعرف عنه الكثير، لكن مهما يكن من أمر، سيبدو الأمر رائعا في ظل قبح الخارج الذي يلقي علينا بثقله، لعلها فرصة إذا للاستمتاع ولنسيان مؤقت يأخذنا إلى تلك البلاد البعيدة. في المعلومات، تتألف الفرقة من 80 فنانا وبهلوانا، يجد جميع من شاهد عروضها، بأنهم من الفنانين ذوي الأداء الراقي والمبهر والخاطف للأنفاس، وهم يصلون إلى بلادنا بعد أن قدموا مؤخرا الكثير من العروض، حيث مرّوا أيضا على بعض بلدان المنطقة العربية. تأسست فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية عام 1950 ووفق العارفين بفنّها نجد أنها تجمع ما بين التقليد والابتكار. فعلى الرغم من حفاظها على تراثها، بمعنى محافظتها على البرامج التقليدية، بل تضيف عليها الكثير من الألعاب البهلوانية والموسيقى والرقص والمشاهد التمثيلية الدرامية وحتى فنون القتال، أي الكونغ فو وأخواته. في ريبرتوار الفرقة أيضا، أنها حازت لغاية اليوم 48 ميدالية ذهبية، من ضمنها «جوائز المهرج الذهبي» و«جائزة الرئيس» و«جائزة السحر الذهبي» في العديد من المباريات الدولية والمحلية. ومن أبرز عروضها التي وجدت الكثير من الأصداء أينما حلت نذكر « Chinese Soul»، و«Legend in Wonderland» و« The Legend of Magic» و« Top Acrobatic Class» و«Spectacular Acrobatics» و«The Star Dream» و« Splendid». وهي عروض نالت النجاح الكبير بفضل «روح الابتكار والتعلّم والتحسّن والقدرة على تطوير الفنّ البهلواني». أنشأت «فرقة الصين الوطنية للألعاب البهلوانية» مركز تدريب لها يتألف من حوالى 200 فنان ناهيك عن سيرك وورش «عمل سحر». هذا وأصبحت مدرسة بيجينغ الدوليّة للفنون التي كانت بقيادة الفرقة البهلوانيّة الصينيّة أكاديميّة فنون شاملة تُدرِّس الألعاب البهلوانيّة والرقص والفنون الجميلة وفنون أداء الأفلام والكونغ فو الصيني. بعدما تحوّلت الفرقة إلى مؤسسة ثقافيّة تراها تبذل اليوم جهوداً حثيثةً لتحقيق هدفها في أن تتحوّل إلى فرقة دوليّة صاحبة نفوذ في الألعاب البهلوانيّة. يُعبِّر عرض «Splendid!»، الذي يشاهده الجمهور الليلة في بيت الدين، عن الجهود التي تبذلها الفرقة في سعيها نحو تحقيق الكمال في الفنون الثقافيّة والبهلوانيّة التقليديّة الصينيّة. ويحمل عناصر جديدة مبتكرة بواسطة تقنيّات حديثة. ولقد طبّقت هذه التجربة التي تُخاطب الحواس مفهوم الفنون البهلوانيّة العظيمة التي تتمتع بحياة فنيّة نابضة. وهي تتضمن 12 عرضاً يُغطّي برامج الباليه والتوازن بواسطة اليد وغزل الأطباق والقفز في الهواء والالتقاط والتلاعب بالكريات وتمرين الاتزان مع حمل الزجاج والحركات على الألواح الطويلة ورقص الأطباق على الحبال (ديابولو) وأرجوحة البهلوان وغيرها.