العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

 صوت الإمارات -

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

سارة طالب السهيل
بقلم : سارة طالب السهيل*

مرت العلاقات العراقية – العربية، بالكثير من الأحداث والظروف والمواقف، مع أو ضد، عبر العقود القليلة الماضية، ولكن العراق اليوم عاد بقوة؛ ليكون بمثابة الأخ الأكثر تفهمًا وقربًا لأشقائه العرب.

وقد تطورت هذه العلاقات عبر التاريخ الحديث وتأثرت بالعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلا أنها اليوم أكثر قربًا وتفاهمًا.
 
التطور التاريخي والسياسي
في السنوات الأولى، عقب استقلال العراق عام 1932، كان العراق أكثر تركيزًا على الداخل من الخارج، وعلى بناء دولته وتطوير اقتصاده.
ومع ذلك، بدأت العلاقات العراقية – العربية، في التنامِ في الخمسينيّات والستينيّات من القرن الماضي، حيث أصبح العراق أكثر انخراطًا في الشؤون العربية.
ولكن؛ خلال حرب الخليج الأولى (1990-1991)، واحتلال الكويت تدهورت العلاقات العراقية - العربية، ورغم محاولة العراق، بعد حرب الخليج الأولى، تحسين علاقاته مع الدول العربية الأخرى، إلا أنه لم ينجح إلا مع بضع من الحلفاء.
وبقيت  العلاقات العراقية – العربية، متوترة بسبب عدد من القضايا، بما في ذلك التدخل العراقي في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى مثل الكويت، ودعم العراق لبعض الجماعات المحظورة، وانتهاكات حقوق الإنسان.
لكن، وبعد احتلال العراق، خاض العراق معارك شاملة، سواءً ضد الاستعمار والتدخل الأجنبي في أرض الوطن من ناحية، أو محاربة الإرهاب من ناحية أخرى؛ ومقاومة الطائفية المختلقة التي زرعها العدو ليتمكن مِن الانقضاض على ثروات الوطن والتحكم في مقدراته الوطنية وثرواته وسيادته.
ولكن بحمد الله؛ بعد مرور هذه السنوات المظلمة، بدأ العراق في استعادة حالة الاستقرار التدريجي والأمان، وبدأت الحياة تعود إلى نصابها اجتماعيا واقتصاديا واستثماريا، وبدأت العلاقات العراقية – العربية، تنفرج تباعًا في السنوات الأخيرة، وتتوسع بوتيرة متسارعة، عابرة لكثير من العقبات التي عقَّدَتْ هذه العلاقات المشتركة طويلًا.
بعد أن كان البعض غير داعمٍ لعملية التغيير في العراق، والبعض الآخر متعلقٍ بصداقات الماضي ومكتسباتها.

والبعض الآخر، التزم المنطقة الرمادية، لوقوفه بين نارين، بحسب رؤيته، معتقدًا أن دعمه للعراق هو دعم للاحتلال فأخذ جانبًا مبتعدًا!
وآخرون تقتصر علاقاتهم على التبادل الاقتصادي ليس إلا، فتنحى جانبًا انتظارًا، إلى أن تعود الحياة الاقتصادية للعراق.
أما حاليًا فأجد انفراجًا كبيرًا في العلاقات العراقية - العربية، مما أدى لزيادة التعاون بين العراق وأشقائه العرب، في مجالات عديدة، مثل التجارة والاستثمار والأمن.
رغم أنه لا تزال، هناك العديد من التحديات التي تواجه العلاقات العراقية - العربية، بما في ذلك التدخلات الخارجية في العراق، والصراع في سوريا، والأزمة في اليمن، والأوضاع في فلسطين.
 
بوابة المشرق العربي تستعيد صلابتها
على الرغم من كل تلك التحديات، إلا أن العلاقات العراقية - العربية مهمة للأطراف كافة، فالعراق دولة عربية رئيسية ، ولها دور مهم في المنطقة، لاعتبارات سياسية واقتصادية وامنية و ايضا لتاريخ العراق و حضارته العريقه كما لم ينسى احد هيبة ألدولة و الجيس العراقي الى جانب علماء العراق.

 الدول العربية عامة، أغلبها لديها مصلحة في استقرار العراق وازدهاره بتطوير العمل المشترك، وصولًا إلي بناء قاعدة صلبة لهذه العلاقات بما يعود بالفائدة على جميع الأشقاء العرب.
وقد أثمر حسن العلاقات عن توقيع حزمة اتفاقيات عربية – عراقية، ففي عام 2012، وقع العراق ومصر اتفاقية تجارة حرة.

وفي عام 2013، وقع العراق والأردن اتفاقية تعاون عسكري.
وفي عام 2014، وقع العراق والسعودية اتفاقية لإنشاء مجلس تنسيق مشترك.
وفي عام 2015، وقع العراق والإمارات العربية المتحدة اتفاقية لإنشاء صندوق استثماري مشترك.
 

تعميق التقارب العراقي - العربي
وبمزيد من التفصيل في هذا الشأن؛ فقد عقدت دولة العراق عدة اتفاقيات ناجزة مع جمهورية مصر العربية، منها خاصة بتطوير التعاون في مجال البترول والثروة المعدنية، وأخرى تتعلق بمجالات الإسكان والتشييد، في إطار استراتيجية إعادة الإعمار الشامل.
إضافة لمذكرتي تفاهم في مجال الطرق استفادة من التجربة المصرية عبر مشروعاتها القومية الكبرى للتوسع في خطوط النقل والطرق.
وفي مجالات الصناعة والاستثمار، نجحت الدولتان في تعميق التعاون بينهما بتوقيع مذكرتي تفاهم، إحداها لزيادة الاستثمارات المشتركة، والثانية بين سوق العراق للأوراق المالية والبورصة المصرية.
بالتوازي مع بروتوكول تعاون مشترك بين اتحاد الصناعات العراقي ونظيره المصري.
وعلى صعيد تبادل الخبرات بين البلدين والشعبين، وقع مسؤولوا العراق و مصر ، مذكرتي تفاهم للتعاون والتدريب وتبادل الخبرات في مجال العدل والقضاء، وأخرى بشأن التعاون في مجال الري.


وفي السياق ذاته؛ تم التوصل بين العراق والمملكة الأردنية، إلى تفاهمات واسعة النطاق، تُوِّجَتْ عام 2021، بتوقيع حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشترك، من أهمها؛ التوسع في مجال التجارة البينية، عبر استثناء منتجات البلدين من نظم تسجيل الواردات.
وأخرى ، تضمنت الاستمرار في إعفاء قائمة من المنتجات الأردنية من الرسوم الجمركية، والتعجيل باستكمال الخطوات التنفيذية لإقامة مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة.

بجانب المضي قدمًا في مشروع الربط الكهربائي، الذي سيحقق نقلة نوعية في مجال الطاقة، بالتعاون مع مصر – الطرف الثالث في هذا المشروع الإقليمي الكبير.
يُذكر في هذا الصدد، أن الأردن يصدر العديد من المنتجات إلى السوق العراقية، في مقدمتها؛ الخضار والفاكهة والألبان والدجاج الحي واللحوم والمكملات الغذائية، والأدوية، والكابلات الكهربائية، وعجائن الورق، ومركزات الأعلاف، والمواسير المصنوعة من اللدائن.

أما على صعيد التعاون المشترك بين الشقيقين العربيين؛ جمهورية العراق، والمملكة العربية السعودية؛ فقد استعاد الشريكين ، الكثير من دفء العلاقات البينية، حيث عبرت القيادتين السياسيتين للبلدين، عن حرصهما على تعميق العمل المشترك في العديد من المجالات سواء على مستوى الدبلوماسية، أو الاقتصاد، لا سيما مجالات الطاقة والتعليم والبنوك والربط الكهربائي.
ما أسفر عن توقيع العديد من مذكرات التفاهم المشترك في قطاعات النفط والغاز والنقل.
وهو ما انعكس إيجابًا بارتفاع قيمة التجارة البينية إلى مليار ونصف المليار دولار بنهاية العام الماضي، بزيادة تقدر بـ50% عن العام الأسبق.
 
*سارة طالب السهيل كاتبة وأديبة عراقية تعيش في الأردن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه



GMT 22:17 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 22:15 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:11 2024 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

بعد أوكرانيا الصين وتايون

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ صوت الإمارات
النجمة التونسية درة يبدو أن هناك قصة عشق بينها وبين مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية، حيث دائمًا ما تحرص على التواجد هناك من أجل المتعة والاسترخاء وأيضًا من أجل حضور بعض الفعاليات، وفي كل مرة تظهر بإطلالة جذابة وأنيقة تبهر جمهورها وتخطف انتباههم، وفيما يلي جولة على أجمل إطلالات في أحضان مدينة العلا. النجمة درة تألقت في أحدث جلسة تصوير شاركتها مع الجمهور مؤخرًا عبر حسابها على انستجرام، حيث ظهرت من خلالها في أحضان الطبيعة بمدينة العلا، واختارت درة إطلالة جذابة للغاية جاءت عبارة عن فستان بصيحة الكب باللون الكريمي الفاتح. وانسدل الفستان بتصميم ميدي ومجسم، وتزين بأزرار جانبية خشبية بتصميم ضخم، واستعانت درة بحقيبة باللون البني، وانتعلت صندل شفاف بكعب عال وتزينت باكسسوارات بسيطة وجذابة ووضعت نظارة شمسية على عينيها. درة ت�...المزيد

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 00:30 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

شرطة دبي تنفي احتراق شخص في دبي مول

GMT 14:46 2013 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بدء تشغيل مشروع توليد الكهرباء من طاقة الرياح العام المقبل

GMT 18:22 2013 الأربعاء ,28 آب / أغسطس

فيلم وثائقي عن روايات جاي دي سالينغر قريبًا

GMT 01:34 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

مالديني يقود ميلان أمام بارما في غياب إبراهيموفيتش

GMT 06:15 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتظاهرون يريدون عراقا عادلا ووطنا قويا ناهضا

GMT 21:50 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

رجيم الشوفان لإنقاص الوزن بسرعةٍ قياسيّة

GMT 02:34 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تصلح خطأ فى "ويندوز 10" يتسبب بحذف الملفات

GMT 12:43 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زيزي عادل ترفض الكشف عن أي تفاصيل تخص العمل الجديد

GMT 10:37 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

ممدوح يكشف أن شخصية "سرفيس" في "تراب الماس" صعبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates