أطفالٌ بنيرانٍ صديقة

أطفالٌ بنيرانٍ صديقة

أطفالٌ بنيرانٍ صديقة

 صوت الإمارات -

أطفالٌ بنيرانٍ صديقة

بقلم : الدكتورة عبلة وشاح

اصابت شظايا الحرب قلوب الأطفال. لكن هنالك أطفال كذلك تحت نيران اخرى وقد تكون نيراناً صديقه؛ فالمجتمعات بوعائها الثقافي المملوء أعرافاً وتقاليد وعادات واعتقادات وسلوكيات، ليست بمجملها سليمة وصحيحة، فالمنزل الاول للطفل هو الاسرة، والاسرة هي صنيع الزواج، وتفاصيل الزواج هي صنيع المجتمع في الغالب العام، حتى وإن كان في جوهره تطبيقاً لتعليمات الدين، لكنه يبقى في تفاصيل كثيرة من نتاج المجتمع.

 يأتي الطفل للاسرة وقد تكون تلك الاسرة واقطابها من الاب والام في أحسن حال وفي أحسن مزاج لينشأ في مزاج تربوي معتدل بعيداً عن كل التجاذبات. وقد يكون العكس؛ فقد يولد طفل لاسرة مثقلة بهموم الديون لتكاليف زواج باهظة امتد اثرها الى الطفل الثالث والرابع، وقد يأتي طفل ليس لأبويه عليه سلطة في التنشئة؛ فقد يتدخل الاجداد والجيران والمجتمع بتنشئته وقد ينفرد احد الابوين بذلك، وقد يأتي طفل لأبوين يجهلان الهدف الاسمى للزواج ولروح العملية التشاركية بينهما؛ فتتداخل الادوار وتختلط، وقد يولد طفل لاسرة توارى معيلها فتولت اعالتهم أماً حُرمت فرص الحياة من علم وعمل لأن ليس لها اولوية في اسرتها الأصل كما الذكور.

وقد يولد طفل نشب خلاف بين أبويه لان اسمه من اختيار أهل الزوج أو أهل الزوجة . وقد يأتي اطفال كثيرون يعانون من اشكال عدة غير تلك من فنون الظلم الواقع على عقولهم وقلوبهم وحياتهم ومستقبلهم، فضلاً عن ضحايا الاطفال من حالات الطلاق فحدث ولا حرج. كل هذا وما زال الطفل يتلظى بنيران المجتمع الصديقه وثقافاته وعاداته واعتقاداته، فأين نحن من النشئ الجديد المقبل؟ علينا ليس فقط ان نفكر بصوت عالٍ؛ بل علينا ان نصرخ بوجه كل هذا. وعلينا اعادة انتاج الوعي العام للمجتمع؛ فالطفل أمانة ثقيلة برغم جمال وجوده وضرورته، وهو ليس كما يقال ان الطفل هو من تشكيل الاسرة؛ بل أن توليفته هي خليط من الاسرة والمجتمع.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفالٌ بنيرانٍ صديقة أطفالٌ بنيرانٍ صديقة



GMT 02:20 2024 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 21:43 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

عملية حلقة المعدة وعملية التكميم

GMT 14:04 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي

GMT 14:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

دجالون يدعون الإشفاء من السرطان والسّكري

GMT 21:56 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجروح الخفية

GMT 13:14 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مضاعفات تعاطي الحشيش

GMT 14:55 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

كيمياء العطاء

GMT 19:43 2017 الإثنين ,04 أيلول / سبتمبر

ملفات في الدماغ

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates