4 من تشرين الثاني عيد الحب المصري

4 من تشرين الثاني عيد الحب المصري

4 من تشرين الثاني عيد الحب المصري

 صوت الإمارات -

4 من تشرين الثاني عيد الحب المصري

نوران عارف
نوران عارف

في ماذا كان يفكر مصطفى أمين عندما اختار هذا اليوم "المنسى دائما"؟

يحتفل المصريون في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر بعيد الحب المصري، بتبادل الهدايا والزهور بين الأزواج والمرتبطين، في ظاهرة تحولت من التعبير عن الحب إلى مجرد تبادل الأشياء البلاستيكية، ليس هذا فقط فلم يكتف المصريين بتبادل الكلمات الرقيقة إلا أنهم مازالوا بعادتهم يسخرون من عيد الحب المصري جهرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

في ماذا كان يفكر مصطفى أمين؟

"افتح قلبك لحب الناس، فالحب هو إكسير الحياة، إنه يطيل العمر ويمسح تجاعيد الوجه ومتاعب القلب"، هكذا كان يرى الكاتب الصحافي مصطفى أمين الحب، فهو لا يعترف بالحب الأفلاطوني أو الحب العذري وحدهما وإنما يرى الحب لكل الناس فالمحبة بين الزوج والأم والأبن والوطن وكثير من أنواع الحب التي علينا أن نحتفل بها، وربما كان هذا السبب الذي دفعه لاختيار يوم الحب.
.
الموت والحب أسطورة غريبة طرحها أمين!

في يوم الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، صادف مصطفى أمين أثناء وجوده فى حي السيدة زينب في القاهرة، مرور جنازة لرجل لا يسير خلفه سوى ثلاثة أفراج فقط، وهو ما أدهش أمين، وبالطبع إذَّا عرف السبب بطل العجب، وعندما سأل الكاتب الصحافي قيل له إنَّ العجوز لم يكن يحب أحدًا فلم يبادله أحد الحب.

ولأن الحب هو الحياة، فكر مصطفى أمين مع أخيه علّي، وهما أصحاب مؤسسة "أخبار اليوم" في تخصيص يومًا للحب كما خصصا من قبل يومًا للأم في الـ21 من مارس/ آذار، وكتبا الاثنان حينها للقراء يعرضان عليهما الأمر وبعد استطلاع آرائهما اختير اليوم الرابع من نوفمبر/  تشرين الثاني.

وتقول صفية أمين ابنة الكاتب مصطفى أمين إنَّ عيد الحب يمثل لأبيها يوم الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني وهو يوم إصدار "أخبار اليوم" لكنه نزولًا على رغبة القراء الذين استّطلعهم اختار اليوم الرابع.
عيد الحب بين التحريم والقبول.

وكعادة أيَّ فكرة فلا بدَّ من أن يخالفها البعض، وبعد أنّْ نزل أمين إلى رغبة بعض القراء في عموده الشهير "فكرة" الذي نشر في 4 نوفمبر 1988، وهو يوم عيد الحب المصري وبعدما اختار الأخوين هذا اليوم من ضمن عدة تواريخ اقترحها لهم اعتقادا منهم أن نوفمبر هو شهر الحب.

تصدى المحافظين وقتها لهذه الفكرة، مُهاجمون مصطفى آمين ودعوته بشدة لأن أغلب الناس اعتقدوا أنه يطالب بعيد للعشق والغرام وتوابعهما. ولم تلقى الفكرة قبول أو حماس. وبعد مرور أكثر من ربع قرن على الفكرة وما لاقته من رفض وهجوم إلا أنها أصبحت حدث ينتظره كثير من المصريين خاصة في أوساط الشباب.
فتاوى الحب.

ولأنّنا مجتمع متدين بطبعه كما ذكر جمال حمدان في موسوعته الشهيرة،" شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان"، فظهرت العديد من الفتاوي على مدار السنوات الماضية التي رفضت وبشدة بل وحرمت عيد الحب على اعتبار إنّه بدعة وشيء دخيل على الدين الإسلامي والبعض الأخر رفضه لاعتبار أنَّ الأديان السماوية الثلاث على الأراضي العربية ليست في حاجة إلى يوم للحب، خصوصًا أنّ الهدف الرئيسي من الأديان كان نشر الحب بين الناس، لمحو الشرور من نفوسهم، وسيطرة السلام على مجتمعاتنا.

واعتمد الرافضون لعيد الحب على ما جاء من تحذير من بعض الصحابة رضوان الله عليهم من ذلك أن عمر رضي الله عنه كان قد شرط ـ واتفق الصحابة على ذلك ـ على أهل الذمة بعدم إظهار أعيادهم في دار الإسلام، وقال: "إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين في يوم عيدهم في كنائسهم"، رواه عبدالرزاق.

وفي المقابل شرع العديد من علماء الأزهر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب لأنَّه يترك في النفوس آثار البهجة والمحبة، فقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر: إنَّ هناك فروق بين اصطلاحات العيد والموسم والمناسبة، فالعيد بمعناه الحقيقي ينصرف إلى عيد الفطر وعيد النحر، وهما يتعلقان بعبادات، فالأول انتهاء الصيام والآخر مناسك الحج والأضحية.
وهناك مواسم كتاسوعاء وعاشوراء، وهناك مناسبات دينية في السيرة النبوية مثل الهجرة والإسراء والمعراج، والمولد النبوي، وتحويل القبلة؛ وهناك مناسبات اجتماعية تخص الشعوب والدول وقد أبقى عليها الإسلام، كشم النسيم المعبر عنه في القرآن بيوم الزينة في سورة "طه"، وسوق عكاظ الأدب الشعري، والجنادرية في السعودية حاليًا، وهذه المناسبات الاجتماعية الأصل فيها الإباحة، ولا يقال بتحريم شيء إلا بدليل معتبر، وعيد الحب هنا ينتمي للفئة الأخيرة فهو مناسبة اجتماعية مباح الاحتفال بها".

وقد وافقه الدكتور عبد الغفار هلال، أستاذ في جامعة الأزهر، في الرأي، موضحًا أنَّه لا عيب في الاحتفال بعيد الحب، كونه يوم يذكر الناس بالمودة وينسيهم التعب ويقربهم بعضهم من بعض، ويدفعهم لحب الحياة والقيام بأعمالهم بفرح وسرور ومحبة ، فهو سنة حسنة؛ وقد قال الرسول: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".

أما آخر تصريحات اليوم كانت للدكتور منصور الرفاعي، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، والذي قال إنَّ “مسمى عيد الحب جميل؛ لأن الحب معناه أن نحب بعضنا كبشر ونتعاون، كي تحدث الألفة بيننا، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال، لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، وبالتالي لن ندخل الجنة حتى نحب”.

وأضاف الرفاعي، مفهوم الحب في الإسلام أن نحب الله ـ جل جلاله ـ أولاً، ثم الأهل والإخوة  والناس جمعياً.
وأوضح وكيل الأوقاف الأسبق: قول الله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”؛ فالتعارف أساس الحب، والرسول (ص) قال تهادوا تحابوا، ويمكن تقديم المال للفقراء والمساكين، بدلا من إنفاقه على الورود، والحب أساسه تقديم هدايا حتى ولو كانت دعوة.

السخرية والسعادة والمزاح في عيد الحب المصري

وبعيدًا عن الجدل الدائم حول التحريم والتصريح بعيد الحب، أو يوم الحب، فالمصريون احتفلوا بطريقتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي:

فتغزل عبد الله باسم الجوهري في هاشتاج "#عيد_الحب" على "الفيسبوك" في حبيبته المنتظرة، موجهًا لها سؤال أين أنت لقد تأخرتِ كثيرًا، خاتمًا كلامه، بتصريح معلن عن حبه لها.

أما حنان الإمام فتسألت لماذا لا يجعلوا عيد الحب طوال العام.

وفي المقابل سخرت بعض الصفحات الأكثر انتشارًا من الأشخاص غير المرتبطين، قائلة:" للمعلومة 4 نوفمبر يسمي بـ ‫#‏عيد_الحب المصري، وده ومالناش دعوه بيه، أما 14 فبراير فهو ده الـ ‪#‎valentine ، وده بردو مالناش دعوه بيه".

على تويتر وهاشتاج: #عيد_الحب_المصري، هنأت ريم الباهيدي المصريين بعيد الحب قائلة: "كل حب وأنتِ طيبة .. ده حب للكل مش المتجوزين بس، بين المصريين كلهم".

وعند البعض حمل اليوم طابعًا السياسيًا  فكتب مغرد آخر، "في حب السيسي وجيش مصر والشرطة المصرية وكل شهيد دفع حياته علشان البلد دي تعيش".

يذكر أنًّ شهد المجتمع المصري حالة ركود في عمليات البيع والشراء المختصة بيوم عيد الحب المصري والذي غلب عليه الطابع السياسي أخيرًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

4 من تشرين الثاني عيد الحب المصري 4 من تشرين الثاني عيد الحب المصري



GMT 04:55 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

النفس الإنسانية ودورها الفعّال

GMT 20:38 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

GMT 08:03 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

كوني أنت أمام الرجل

GMT 05:55 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 06:22 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 01:25 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 23:37 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

الفالنتين والأوهام التي تنهي العلاقات

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 21:15 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

جهازا "إبسون" صديقين للبيئة

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 11:16 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الأثين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

علماء يبتكرون خلايا عصبية صناعية لعلاج مرض الزهايمر

GMT 14:37 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان ومكتوم بن محمد يحضران أفراح حسين محمد والديبيلي

GMT 17:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار"سوثبي" في لندن تستعد لبيع لوحة أثرية مصرية نادرة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء أميركيون يعيدون البصر إلى فئران عمياء

GMT 03:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"جاكوار F-Type" ستأتي في 2020 بمحركات بي إم دبليو

GMT 15:45 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

أكاديمية الشعر تصدر ديوان" أشجان" لعفرا بنت سيف المزروعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates