خروج رسامة إيرانية من السجن رسمت  الحكومة بهيئة حيوانات
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أكدت أنها تفضل الاعتقال عن الخضوع للنظام

خروج رسامة إيرانية من السجن رسمت الحكومة بهيئة حيوانات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خروج رسامة إيرانية من السجن رسمت  الحكومة بهيئة حيوانات

الفنانة أتينا فراغادني
طهران - مهدي موسوي

"أفضل الذهاب للسجن عن الخضوع للنظام" بهذه الكلمات الجريئة عبرت رسامة الكاريكاتير الإيرانية الجريئة أتينا فراغادني "29 عامًا" والتي تعد الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة من المبدعين الشجعان الذين أثبتوا أن القهر الوحشي لا يمكن أن يقمع الاحتجاج السياسي من خلال الفن.

وأطلق سراح أتينا من سجن إيفين الإيراني قبل حفنة من الأسابيع بعد نشر رسم كاريكاتيري على الفيسبوك، حيث جسد الرسم المسؤولين الحكوميين في صورة حيوانات المزرعة على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2014 ما أدى إلى الحكم عليها بالسجن لمدة أكثر من 12 عامًا، وأثناء محنتها تعرضت للضرب والتفتيش حتى أضربت عن الطعام رغم صغر سنها وأصيبت بنوبة قلبية، وبقيت أتينا فنانة حتى تحت الضغط حيث استغلت الأكواب الورقية في السجن للرسم عليها، وعندما أدرك حراس السجن ما تفعله توقفوا عن تقديم الأكواب الورقية لها، وعندما وجدت بعض منهم في المرحاض قامت بتهريبهم إلى زنزانتها لمواصلة الرسم، إلا أنه تم العثور عليهم وتعرضت أتينا للضرب المبرح عندما رفضت التجرد من أجل تفتيش جسدي كامل وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

وتعد أتينا فرغادني إمرأة غير عادية حيث عملت على تعزيز حقوق الإنسان والمرأة في مجتمع قمعي لديه سجل حافل من الانتهاكات، حيث يحكم النظام بالسجن على النشطاء والفنانين والصحافيين والمدونين سواءًا كانوا إيرانيين أو أجانب، وبعد إطلاق سراحها يبدو أن أتينا لا نية لديها لمغادرة إيران وأنها مُصرة على مواصلة أعمالها الفنية، ولم تكتفي أتينا بلفت أنظار النظام من خلال رسوماتها الرائعة لكنها جذبت أعين العالم بأسره وخصوصًا زملائها من رسامي الكاريكاتير في صحيفة واشنطن بوست مثل مايكل كافنا ممن تسلحوا بأقلامهم الرصاص للرسم من أجل أتينا باستخدام الهاشتاج  #Draw4Atena، فضلًا عن مئات الأعمال الفنية التي نشرت على الأنترنت مطالبة بإطلاق سراحها مع تسليط الضوء على محنة سجناء الرأى الأخرين.

ووصف الرسام غافين أونغ الذي دافع عن قضية أتينا من خلال سلسلة من الأعمال الفنية عن سبب حماسه لقضيتها موضحًا أن أتينا تشبهه، حيث أنها ترسم من منزلها وتنشر رسمها على الانترنت، والتفكير في أن شخصًا ما يُسجن من أجل عمل يفعله يوميًا أمر صادم، مضيفًا أنها رسامة هاوية ولم تعمل لدى صحيفة أو موقع إلكتروني معروفة أو مدونة ، لقد نشرت رسم كاريكاتيري واحد على الفيسبوك، وينشر الناس كل ثانية بعض الانتقادات اللاذعة على الفيسبوك دون أي نتيجة، إنه أمر مثير للسخرية في مدى قصور اتهامها، حقيقة أنها واجهت 12 عامًا من السجن وتعرضت للضرب وتعرضت لأزمة قلبية أثناء وجودها في السجن أمر بشع".

وكان أول عمل فني تسبب في سجن أتينا هو الاحتجاج على خطط الحكومة الإيرانية لتقييد وصول المرأة إلى وسائل منع الحمل وتحريم التظهير الطوعي، حيث جسد عملها الفني مسؤوليين إيرانيين كما الماعز والقردة، واعتقلت في أغسطس/ أب 2014 وقضت 3 أشهر في سجن إيفين في طهران ومنها أسبوعين في الحبس الانفرادي، وكتبت أتينا بعد إطلاق سراحها رسائل احتجاج إلى أية الله خامنئي المرشد الأعلى وحسن روحاني رئيس الجمهورية ورئيس مصلحة السجون زاعمة أنها تعرضت للضرب والتفتيش وسوء المعاملة لفظيًا، وعندما لم تتلق أي رد فعل نشرت أتينا على الأنترنت فيديو يصف تجربتها في سجن إيفين في تصرف شجاع لكنه قوبل بإعادة اعتقالها مرة أخرى في يناير/ كانون الثاني 2015 والحكم عليها في يونيو/ حزيزان بواسطة القاضي المتشدد أبو القاسم سلفاتي بالتواطؤ ضد الأمن القومي ونشر دعاية ضد النظام وإهانة أفراد البرلمان من خلال أعمالها الفنية.

ولم يكن الحكم بالسجن لمدة 12 عامًا و9 أشهر كافية بالنسبة للفنانة الشابة حيث اتهمت بالفحشاء أيضًا بعد مصافحتها لمحاميها عندما زارها في السجن وواجهت عقوبة أطول بالسجن، إلا أن العريضة التي نظمتها منظمة العفو الدولية والتي جمعت 33 ألف توقيعًا والحملة المستمرة بواسطة رسامي الكاريكاتير في جميع أنحاء العالم والمنظمة من قبل الشبكة الدولية  لحقوق رسامي الكاريكاتير"CRNI " سلطت الضوء دوليًا على محنتها، وفي مايو/ أيار نجح استئناف من قبل محاميها محمد مغيمي في تقليل الحكم إلى 18 شهرًا وهي المدة التي قضتها بالفعل في السجن، وتم تبرئتها من تهمة مكافحة النشاط الثوري وتقويض الأمن القومي، وتم تعليق عقوبتها لإهانة المرشد الأعلي أية الله خامنئي لمدة 3 سنوات، وفي الأسبوع الماضي بعد إطلاق سراحها نشرت أتينا رسم كاريكاتيري لرئيسة جامعة الزهراء ،  وتم القبض عليها، ورئيسة الجامعة هي إنسيه خزعلي ابنه أية الله خزعلي السياسي المتشدد الذي توفى عام 2015، وجسد الرسم إنسيه وهي مكبلة بالسلاسل على مقعدها وتحمل وجه الراحل أية الله.

وأوضحت أتينا في حديثها ل" CRNI "أنها سعيدة لإطلاق سراحها وأعربت عن تقديرها لرسامي الكاريكاتيركافة  الذين سلطوا الضوء على محنتها وأنها ترغب في البقاء في إيران لمواصلة عملها كفنانة، وأضافت منظمة العفو الدولية "  أن إطلاق سراح أتينا خبر رائع ولكن ينبغي عدم سجنها من البداية لأنها لم ترتكب أية جريمة، لقد كانت سجينة رأي وسجنت بسبب التعبير عن رأيها سلميًا".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خروج رسامة إيرانية من السجن رسمت  الحكومة بهيئة حيوانات خروج رسامة إيرانية من السجن رسمت  الحكومة بهيئة حيوانات



GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates