تكنولوجيا الجيل المقبل تحول النفايات النباتية إلى وقود حيوي
آخر تحديث 18:19:36 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تكنولوجيا الجيل المقبل تحول النفايات النباتية إلى وقود حيوي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تكنولوجيا الجيل المقبل تحول النفايات النباتية إلى وقود حيوي

تكنولوجيا الجيل المقبل
واشنطن-صوت الامارات

بدأ التمدن والنمو السكاني بطرح المزيد من المطالب على الشبكة الكهربائية المستقبلية، ففي حين أنه لم يعد هناك أي شك في أن نظام الطاقة العالمي المستدام يجب أن يكون منخفض الانبعاثات الكربونية، فإن هذا النظام يجب أيضاً أن يكون قادراً على تقديم المزيد من الطاقة لتلبية التوقعات المرجوة منه، لذلك وكجزء من المستقبل الذي سيعتمد على الطاقة المتجددة، يبدو بأن الوقود الحيوي هو الحل الأمثل لذلك، فهو رخيص الثمن ونتائج حرقه أنظف بكثير من تلك التي تنتج عن الوقود الأحفوري.

حالياً، يجري تحديد مدى وتوقيت الدور الذي سيلعبه الوقود الحيوي في المستقبل، فالطاقة الحيوية أصبحت تغطي نحو 10% من إمدادات الطاقة في العالم، وقد تخطى العلماء مسألة الوصول إلى الجيل الأول من الوقود الحيوي وبدؤوا يركزون على مسألة تطوير وقود حيوي متقدم، حيث من المفترض أن يتألف الجيل الثاني والثالث من الوقود من مواد مستدامة حقاً تمتلك القدرة على إحداث تغييرات جذرية في سوق الطاقة النظيفة.

أصبح الكيميائيون والمهندسون يعلمون كيفية تحويل جميع أنواع المواد إلى وقود قابل للاشتعال، فالبشر يعملون على تخمير الإيثانول منذ آلاف السنين، وهذه العملية تعتبر الأساس في إنتاج الجيل الأول من الوقود الحيوي، والذي يقوم على أخذ الكربون من النباتات وتحويله إلى وقود يمكن أن يشغل جميع أنواع المحركات من السيارات إلى الطائرات النفاثة.

ينجم الكربون عن السكريات التي توجد في النباتات والتي كان يجري تقطيرها منذ فترة طويلة وتحويلها إلى وقود لاستخدامها في المركبات التي يعود تاريخها إلى تاريخ إنتاج سيارات فورد مودل تي، فعلى ما يبدو أن (هنري فورد) نفسه كان يتصور مستقبل يميزه الاستخدام الواسع النطاق للإيثانول، وذلك قد يعود لوفرة نبات الذرة آنذاك وسهولة زراعته، ولكن على الرغم من الإيثانول يشكل حوالي الـ10% من الحجم الكلي لمخزون وقود محركات البنزين والوقود لأكثر من مليوني مركبة تعمل على الوقود البديل في الولايات المتحدة، إلا أنه تبين بأن آمال (فورد) في الحصول على إمدادات وقود متجددة كانت متفائلة أكثر من اللازم.

كانت الإثارة التي شعر بها (هنري فورد) مفهومة، فالفوائد المرتقبة من الوقود الحيوي كانت قد بدأت، حتى في ذلك الحين، لكن الجيل الأول من الوقود الحيوي كان يعاني من بعض الجوانب السلبية، فالايثانول يعتمد في تصنيعه على النباتات التي تكون غنية بالنشاء أو السكر، والمحاصيل التي تناسب التكلفة –مثل الذرة في الولايات المتحدة، وقصب السكر في البرازيل- كانت تستخدم بكثرة في الأطعمة الإنسانية وكأعلاف للماشية، وارتفاع الطلب عليها يمكن أن يجعل أسعارها ترتفع مما قد يؤثر على إمدادات السلع الغذائية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الذرة تستهلك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية أكثر بكثير من أي محصول آخر، ففي عام 2013، تم تخصيص 40% من محاصيل الذرة في الولايات المتحدة لإنتاج الإيثانول، أي ما يغطي حوالي 60,000 ميل مربع من الأراضي الذراعية، وهذا يساوي حوالي ضعف حجم البرتغال، ومن جانب آخر، فإن حصاد الذرة يقلل من تنوع المحاصيل، ويمكن لأسمدتها أن تلوث الموارد المائية.

النقاش حول قرار زراعة الذرة لإنتاج الإيثانول لاقى الكثير من الاعتراضات، لذا اجتمعت الحكومات بشركات الطاقة، ومجموعة من الشركات التكنولوجية الناشئة على مدى العقد الماضي لمعالجة أوجه عدم الكفاءة في إنتاج الوقود الحيوي، وعقدوا العزم على حل القضايا الغذائية واستخدام الأراضي من خلال تسريع إنتاج الوقود الحيوي المتقدم.

إحدى الطرق للقيام بذلك هي من خلال إنتاج الإيثانول من الكتلة الحيوية السليلوزية بدلاً من الذرة، وهذا يعني تحويل المحاصيل غير الغذائية، النفايات الزراعية، رقائق الخشب، وحتى الطحالب، إلى سكريات نباتية بسيطة لاستخدامها في إنتاج الوقود الحيوي، لكن التحدي الأول الذي يتمثل في إيجاد طريقة لتحويل الإمدادات المحتملة اللانهائية من الكتلة الحيوية النباتية إلى مصدر للطاقة المتجددة ليس بالمهمة السهلة، أما التحدي الثاني فيكمن في القدرة على كسب المال من خلال فعل ذلك بكفاءة عالية، ولكن تحقيق ذلك سيغيّر سوق الطاقة النظيفة تماماً.

من جانبها يبدو بأن شركة (Shell) أصبحت قريبة جداً من تحقيق ذلك، فمشروع (Raízen) -وهو مشروع مشترك بين شركة (Shell) و(Cosan)- الذي يعتبر واحد من أكبر منتجي الإيثانول القائم على قصب السكر في البرازيل، يقوم عادة بحرق سيقان القصب المتبقية لإنتاج الطاقة لمصانعه، وفيما بعد يقوم بضخ الفائض في الطاقة إلى الشبكة الوطنية، وفي الواقع، فقد استطاعت الكهرباء الصادرة عن بقايا الكتلة الحيوية توفير حوالي 3% من متطلبات البرازيل للطاقة بحلول عام 2012، ومن المتوقع بأنها ستغطي حوالي 18% بحلول عام 2020.

في العام الماضي، بدأ مشروع شركة (Shell) المشترك في البلاد بإطلاق أول محطة إيثانول من الجيل الثاني، والتي من المفترض أن تقوم بتحويل نفايات الكتلة الحيوية الناتجة عن إنتاج قصب السكر إلى وقود حيوي متقدم، ومن المتوقع أن يصل ناتج المحطة إلى حوالي 38 مليون لتر من الايثانول القائم على السليولوز في السنة، ومع عمل كل من محطتي التوليد الأولى والثانية معاً، سيتم تبسيط العملية، وهذا بدوره سيساعد على زيادة الإنتاج وخفض التكاليف بالنسبة لكلا المصنعين.

هذا النوع من قابلية التوسع سيجعل الوقود الحيوي المتقدم حلاً حقيقياً وفعالاً من حيث التكلفة، وقد تم استبدال 40% من متطلبات البرازيل للبترول بالإيثانول القائم على قصب السكر، وحالياً يخطط القائمون على المشروع المشترك للاستثمار في تقنيات مشابهة في سبعة مصانع أخرى خلال السنوات القليلة القادمة.

تبعاً لـ(ماثيو تيبر) نائب رئيس الطاقات المتجددة في شركة (Shell)، فإن الشركة مقتنعة بأن الوقود الحيوي المتقدم سيكون جزءاً مهماً من خيارات توفير الوقود لوسائل النقل، والأهم من ذلك، هو أن الوقود الحيوي المتقدم سيتمكن في النهاية من تزويد جزء كبير، وربما كامل، الاحتياجات الأوروبية لوقود النقل، لذلك فما يزال لدى الشركة خططاً كبيرة لتنفيذها.

إن آثار إدخال الوقود الحيوي إلى سوق الطاقة العالمي ستكون لافتة حقاً للأنظار، فالوقود الحيوي السليلوزي لديه القدرة على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 86% مقارنة مع النفط العادي، وعند أخذ المنتج من السليلوز، فإن الكتلة الحيوية ستؤدي إلى زيادة إنتاج الوقود الحيوي بنسبة 50% دون الحاجة إلى زراعة المزيد من محاصيل الذرة لإنتاج الإيثانول، وهذا يلغي مشكلة الأرض مقابل الغذاء.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكنولوجيا الجيل المقبل تحول النفايات النباتية إلى وقود حيوي تكنولوجيا الجيل المقبل تحول النفايات النباتية إلى وقود حيوي



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 20:54 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 04:14 2016 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

إلعب ألعاب ويندوز 3 عن طريق المتصفح مباشرة

GMT 05:31 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

84 فيلمًا فى الدورة الـ35 من مهرجان الإسكندرية السينمائى

GMT 13:38 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

أوّل فتاة تحصل على رخصة طيّار تجاري في جنوب السودان

GMT 16:38 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

علماء بريطانيون يطوِّرون أداة لمعالجة مرضى القلب

GMT 10:11 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

افلام جديدة تتنافس على جوائز المهر العربي لمهرجان دبي

GMT 18:19 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

جناح إماراتي يحمل 500 عنوان في معرض فراكفورت الألماني للكتاب

GMT 22:20 2013 الأحد ,31 آذار/ مارس

مهرجان "زوروني كل سنة مرة" في الإسكندرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates