الصحافة التونسية تخشى من تقييد حرية التعبير والعودة إلى مربع ما قبل الثورة
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تعاني اضطرابًا وفوضى عارمة في توزيع الصحف وغزو الإعلام الجديد

الصحافة التونسية تخشى من تقييد حرية التعبير والعودة إلى مربع ما قبل الثورة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الصحافة التونسية تخشى من تقييد حرية التعبير والعودة إلى مربع ما قبل الثورة

الصحافة التونسية
تونس ـ كمال السليمي

شهدت تونس، أخيرًا، اضطرابًا وفوضى عارمة في توزيع الصحف التي لم تصل إلى عدد كبير من المواطنين في مناطق عدة، إذ منعت شركة "الدعداع" توزيع خمس صحف كبرى في البلاد.

وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تعهد بضمان حرية الصحافة والتعبير والحق في التظاهر، في الأول من أيار/ مايو الجاري، في حين يبقى مصير صحافيين مثل سفيان الشواربي غير معروف ويحمّل زملاؤه الدولة مسؤولية إعادته من ليبيا حيث خطفته مجموعات متطرفة أثناء إجراء تحقيق صحافي وزميل له خطف معه أيضًا.

وأكدت رئيس تحرير جريدة "الصباح" حياة السايب، أنَّ حرية التعبير وحرية الصحافة بشكل خاص تعتبران من أبرز مكاسب الثورة التونسية.

وأضافت السايب: "زالت الرقابة وتخلص الإعلاميون من القيود المسلطة عليهم، كما أصبح المشهد الإعلامي متعددًا، فقد ظهر بعد الثورة الكثير من العناوين الصحافية والإذاعات الخاصة والتلفزيونات، بعدما كانت الساحة فقيرة ومحكومة بجملة من الموانع تفرضها السلطة وتتحصّن بها ضد النقد وأخطار حرية التعبير".

وتصدر في تونس اليوم 256 دورية بين صحف يومية وأسبوعية ونصف شهرية وشهرية وفصلية، فضلا عن مطبوعات ذات طابع مؤسساتي، ووكالة أنباء رسمية واحدة، إضافة إلى وكالة الاتصال الخارجي وهي الفاعل الرئيسي في المشهد الإعلامي وتحتكر الإعلانات العمومية وتتولى توزيعها على المطبوعات.

 وارتفع عدد مواقع الصحافة الالكترونية بعد الثورة كالنار في الهشيم، وكانت قبل الثورة غالبيتها اقتصادية، مع غياب أي إطار قانوني لتنظيم هذه الصحافة الالكترونية التي باتت وفق كثير من الصحافيين التونسيين ممن حضروا المؤتمر تهدد الصحافة الورقية.

وأوضحت السايب أنَّ الصحافة التونسية استفادت من مناخ الحرية الذي تيسر بعد ثورة 14 يناير2011، لكن تبين فيما بعد أن الصورة ليست وردية تمامًا: "أوّلاً، حدث انفلات كبير باسم حرية التعبير، وثانيًا تبين أن الإعلام بمختلف مكوناته يشكو من العديد من الهنات، من بينها مثلًا قلة المهنية وضعف الأداء، بخاصة في كل ما يتعلق بالتعامل مع القضايا الخطيرة كقضايا التطرف والانفلات الأمني والحراك الاجتماعي".

وتابعت: "ثالثًا تسلل العديد من الدخلاء والمتحرّرين من أخلاقيات المهنة إلى مواقع القيادة في عدد من المؤسسات الإعلامية، كما أن الحكومات المتعاقبة بالبلاد قامت بتعيينات غير مدروسة على رأس المؤسسات الإعلامية العامة، ممّا ساهم بدوره في الإضرار بالمشهد الإعلامي، وذلك رغم تصدي أبناء المهنة لمحاولات أصحاب المصالح ولوبيّات المال الفاسد تطويع الإعلام وتوظيفه لأجندات خاصة".

الفاعلون الجدد

وكشف الباحث في علوم الإعلام والاتصال ورئيس تحرير في الإذاعة التونسية محمد معمري، أنَّ التونسيين الثوار بعدما فقدوا الثقة بوسائل الإعلام الكلاسيكية (تلفزيون وإذاعة وراديو وجريدة) الخاصة منها والعامة، توجهوا إلى الإعلام البديل قبيل الثورة وخلالها، حيث ظهر "فاعلون جدد غيّروا المعادلة"،

ويرى معمري أنَّ "الثورة التونسية كانت حدثًا مفصليًا في تحوّل الإعلام، حيث نقل أحداثها لم يأت عبر وسائلنا المعتادة، بل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا فيسبوك، والمدوّنين الذين قاموا بجهود جبارة قبيل الثورة وخلالها، ومن خلال الناشطين الالكترونيين. وذلك أدى إلى تغيير المشهد التواصلي، إذ أصبح الكل يبث للكل بعدما كان المحتكر للمعلومة متحكّماً في البث للجمهور المتلقي".

وبيَّن أنَّ "ظهور فاعلين جدد شكّل تهديدًا لهوية الصحافي الباث للمعلومة، مع ظهور الصحافي المواطن، وهنا ظهر نوع من الصحافة الهجينة التي يتجاور فيها الصحافي المحترف والمواطن الصحافي، وبالتالي ظهرت ميديا جديدة"، لافتا إلى أن هذه البيئة الإعلامية الجديدة "تضررت منها الصحافة الورقية، رغم الانفجار الذي شهدته بعد الثورة مباشرة، وهو ما أدى إلى إغلاق عدد من الصحف الورقية بعد مدة وجيزة من بعثها".

وأفاد مدير المركز الأفريقي لتدريب الصحافيين والاتصاليين عبدالكريم الحمزاوي، بأنَّ هناك 100 ألف تونسي فقط يقتنون صحفًا ورقية أسبوعيًا في تونس كلها التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، وهو رقم يوضح أن الصحف تعاني ضعفًا في مبيعاتها التي كانت تعوّل عليها للاستمرار.

ويشير المعمري إلى تراجع سوق الإعلانات بعد الثورة نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها البلاد، وأضيف إليه حلّ وكالة الاتصال الخارجي، الأمر الذي أدى إلى فوضى في الإعلانات العمومية التي كانت الدولة توزّعها على الصحف،. مضيفا: "ولا ننسى أن مسألة توزيع الصحف لا تزال تعاني فوضى وتجاذبات، على رغم وجود مؤسسة جديدة تنافس مؤسسة الدعداع".

ويرى عبدالكريم الحمزاوي أن الصحافة في تونس تحتاج إلى إصلاح هيكلي، وهذا الإصلاح يحتاج إلى سياسة عامة وقرار سياسي حازم، لافتاً إلى أن قضية الصحافة بعد الثورة لم تعد قضية حرية تعبير بل قضية جودة. وقد يكون ذلك، وتوافقه حياة السايب الرأي، على يد مجلس أعلى للإعلام ينظّم كل هذه الفوضى من دون أن يحدّ من حرية التعبير.

وتقول السايب إنَّ "المجلس ضروري في غياب سلطة إشراف بعدما تحرّر القطاع بالكامل ووجود هيئة تعديلية تجري العودة إليها عند الضرورة مهم على غرار ما هو معمول به في الدول الديموقراطية"، في حين يتخوّف بعض الصحافيين، ومنهم المعمري، من أن هذا المجلس الإعلامي قد يحدّ من حرية التعبير أو يفرض ما يكبّل القطاع.

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة التونسية تخشى من تقييد حرية التعبير والعودة إلى مربع ما قبل الثورة الصحافة التونسية تخشى من تقييد حرية التعبير والعودة إلى مربع ما قبل الثورة



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 08:24 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

لست ورقة بيضاء

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:49 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

6.6 مليارات درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 03:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أصابع الجمبرى بالأرز والبقدونس

GMT 03:23 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.5 درجة يهز جنوب غربي إندونيسيا

GMT 07:17 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخاتم قطعة مجوهرات لا غنى عنها

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

GMT 15:30 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن تفاصيل حادث حريق أبوظبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates