تفاؤل بالسودان وبعودته دولة طبيعية
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

تفاؤل بالسودان وبعودته دولة طبيعية

تفاؤل بالسودان وبعودته دولة طبيعية

 صوت الإمارات -

تفاؤل بالسودان وبعودته دولة طبيعية

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

قبل سنة، انتهى حكم عمر حسن البشير في السودان. حكم استمر 30 عاما استطاع السودانيون التخلّص منه مظهرين انّهم ما زالوا شعبا حيّا، كما انّهم يمتلكون القدرة على مقاومة الظلم والصمود في وجهه. ما فعله السودانيون كان اقرب الى معجزة من ايّ شيء آخر. المهمّ الآن هل في استطاعتهم استعادة بلدهم وإقامة نظام جديد يأخذ في الاعتبار الحاجة الى التعاطي مع المتغيّرات الإقليمية والدوليّة بعيدا تماما عن فكر الاخوان المسلمين.

في النهاية، فشل الاخوان فشلا ذريعا في تغيير طبيعة المجتمع السوداني كلّيا وذلك على الرغم من كلّ الجهود التي بذلوها طوال ثلاثين عاما، بما في ذلك إقامة مدارس خاصة بهم...

انتصر السودانيون، بفضل رفضهم التخلّف بكل اشكاله، خصوصا تخلّف الاخوان المسلمين الذين حوّلوا السودان الى مزرعة في خدمتهم وفي خدمة شخص لا يهمّه سوى البقاء في السلطة بايّ ثمن. لا تشبه شخصية البشير سوى شخصيّة بشّار الأسد. ليس صدفة ان يكون الرئيس السوداني المخلوع الشخصية العربية الوحيدة في هذا المستوى التي تقوم بزيارة لدمشق في مرحلة ما بعد شنّ النظام الاقلّوي حربه المكشوفة على الشعب السوري ابتداء من العام 2011. قبل ذلك، كانت هذه الحرب التي يشنّها النظام السوري تركّز على إذلال المواطن بكلّ الوسائل القمعية المتاحة.

عمليا، وصل "الربيع العربي" الى السودان متأخرا تسع سنوات، ولكن على العكس مما حدث في بلدان عربيّة أخرى، باستثناء مصر، فإنّ ما شهده السودان من تغيير يوحي بوجود امل في مستقبل افضل للبلد وأهله. هذا يعود قبل كلّ شيء الى ان السودان ابتعد الى حد كبير عن الغوغائية التي ميّزت شخص عمر حسن البشير. ستكون السنة 2021 سنة مهمّة بالنسبة الى السودان، لا لشيء سوى لانّه سيتبيّن هل يستطيع البلد المضي في اتجاه تطوير نفسه على كلّ صعيد... ام يغرق مجددا في ازماته الداخلية ذات التشعبات الكثيرة، بما في ذلك الانقسامات الدينية والعرقية والمناطقية؟

انتقل السودان في مرحلة ما بعد البشير الى بلد واعد يمتلك القدرة على التعاطي مع الواقع. لعلّ اكثر ما يدلّ على ذلك التوازن القائم بين العسكر والمدنيين والتقاء الجانبين عند نقطة الانفتاح على العالم بدل استمرار لعبة الابتزاز التي مارسها نظام البشير.

سمح الانفتاح بإزالة اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للارهاب. هذه لائحة أميركية يسهل دخولها، لكنّه يصعب الخروج منها. دفع السودان كل ما هو مطلوب منه ليعود دولة طبيعية لا تعيش على السمسرات وعلى الانتقال من موقف الى آخر بسهولة ليس بعدها سهولة، اكان ذلك مع ايران او مع تركيا... او مع هذه الدولة العربية او تلك.

ما كان يميّز نظام البشير هو تلك القدرة على تغيير مواقفه بسرعة البرق من جهة والتعاطي مع المناطق السودانية المختلفة بطريقة تؤكّد ان مصير الشعب السوداني ليس همّا يقلق الحاكم. كان البشير يستطيع التخلي عن الجنوب الذي اصبح دولة مستقلة من اجل السلطة. كان يمارس القمع الوحشي في دارفور، عن طريق ميليشاته، من اجل البقاء في السلطة ولا شيء آخر غير ذلك.

كان السودان يعيش طوال ثلاثة عقود في وضع غير طبيعي. لا وجود لمنطق آخر غير منطق الاحتفاظ بالسلطة. ليس معروفا الى الآن، ما الذي يفسّر استضافة أسامة بن لادن ثم طرده. كذلك الامر بالنسبة الى الإرهابي الفنزويلي "كارلوس" الذي كان يعمل لدى "الجبهة الشعبية - جناح وديع حدّاد". انتهى الامر بان سلّم البشير "كارلوس" الى السلطات الفرنسية التي تتهمه بقتل شرطيين فرنسيين في باريس. لماذا امّن له المأوى ولماذا سلّمه؟ هل هكذا تدار الدول؟

امام السودان فرصة لتعويض ما فاته في الماضي. كلّ ما عليه عمله هو الاستفادة من تجارب الماضي الممتد منذ الاستقلال. ما يدعو الى التفاؤل ذلك التفاهم، في حدود المعقول، بين المدنيين والعسكر، بين حكومة مصطفى حمدوك والمجلس العسكري برئاسة عبدالفتاح البرهان. العسكر يغطون المدنيين، والمدنيون يغطون العسكر. لم يحصل ذلك في تاريخ السودان الذي شهد انقلابات عدّة منذ الاستقلال في 1956، بدءا بانقلاب إبراهيم عبود وانتهاء بانقلاب البشير ورفاقه بغطاء من حسن الترابي في حزيران – يونيو 1989، مرورا بانقلاب جعفر نميري في 1969. أدّى انقلاب النميري المستوحى من التجربة الناصرية في مصر وغير مصر الى تغيير في العمق جعل السودان يدخل دهاليز الأنظمة الديكتاتورية التي لا تعرف شيئا عما يدور في العالم المتحضّر، على غرار ما حصل في ليبيا معمّر القذافي او في سوريا حافظ الأسد.

يستأهل السودان كلّ مساعدة بعد الذي حصل من تطورّات في سنة واحدة، أي منذ وضع البشير في السجن. صحيح ان اخطارا كثيرة ما زالت تحدق بالبلد، بما في ذلك التوتر الذي يظهر بين حين وآخر بين العسكريين والمدنيين، لكنّ الصحيح أيضا ان هناك اشارات تدعو الى التفاؤل. من بين هذه الإشارات ردّ الفعل الشعبي على كل الخطوات التي اتخذتها السلطة الجديدة من اجل الوصول الى رفع للسودان عن قائمة الإرهاب الأميركية. لم يعد السودان دولة مارقة. اكثر من ذلك، إنّه يتعامل بحكمة وتعقّل مع الملفات الإقليمية، بما في ذلك ملفّ سدّ النهضة وما يجري في إقليم تيغراي الاثيوبي.

من الواضح ان منطقة البحر الأحمر والقرن الافريقي ذات اهمّية كبيرة، وهي موضع تنافس بين القوى العالمية. هذا ما يفسّر سعي روسيا الى ان يكون لها وجود عسكري في بورتسودان (الميناء السوداني الاهمّ). سيعتمد الكثير مستقبلا على مدى قدرة النظام السوداني الجديد، الذي لم يتخذ شكله النهائي بعد، على تأمين الاستقرار الداخلي. يفترض حصول ذلك من منطلق عودة السودان دولة طبيعية... دولة متصالحة مع نفسها اوّلا ذات مجتمع منفتح بعيدا عن فكر الاخوان المسلمين وعن وهم القدرة على ابتزاز العالم عن طريق إيواء إرهابيين ثمّ استخدامهم أوراق ضغط هنا او هناك او هنالك. هذه لعبة انتهى وقتها. يبدو ان الشعب السوداني فهم ذلك باكرا ووضع حدّا لنظام كان له علاقة بكلّ شيء باستثناء بما هو حضاري في هذا العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاؤل بالسودان وبعودته دولة طبيعية تفاؤل بالسودان وبعودته دولة طبيعية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 04:11 2021 الجمعة ,24 أيلول / سبتمبر

منة شلبي تدخل سباق جوائز إيمي التلفزيونيّة

GMT 02:03 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهداف رجب طيب أردوغان من إشعال الحرب في شمال شرقي سورية

GMT 10:54 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

وفاة آسيوية سقطت من جبل غليلة برأس الخيمة

GMT 16:56 2016 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تداول تضيف أسهم المكتتبين في شركة الأندلس العقارية

GMT 11:58 2018 السبت ,16 حزيران / يونيو

أعلى لوحة نتائج في العالم على واجهة "برج خليفة

GMT 10:36 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

669 مليون درهم تصرفات العقارات في دبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates