من دفتر أحوال مصر فصل جديد

من دفتر أحوال مصر.. فصل جديد

من دفتر أحوال مصر.. فصل جديد

 صوت الإمارات -

من دفتر أحوال مصر فصل جديد

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

أدى الرئيس عبدالفتاح السيسى القسم الدستورى فى بداية ولاية جديدة وسط موجة من التفاؤل الشعبى بأن تكون السنوات القادمة أفضل من سابقاتها، فقد ابتلانا الله فى السنوات الماضية بوباء الكورونا ثم الحرب الأوكرانية الروسية ثم المأساة السودانية وصولًا إلى المجزرة الإسرائيلية على أرض غزة الفلسطينية، وظل النظام المصرى صامدًا فى بسالة يحسد عليها يقاوم كل تلك التحديات التى يزيد عليها الاستفزاز الإثيوبى فى سد النهضة بناءً وتمويلًا وملئًا بالمياه على حساب حقوق مصر والسودان خصوصًا فى سنوات الشح المائى التى تأتى كجزء من دورات متتالية عرفناها فى التاريخ المصرى مع النهر، بدءًا من سنوات الجفاف المسماة لدى المؤرخين بالشدة المستنصرية وصولًا إلى الفيضانات المدمرة قبل بناء السد العالى، ولقد استطاع الرئيس المصرى الحالى بصبره الطويل وانضباطه المعهود بأن يتجاوز مع شعبه كل تلك العقبات وألا يتورط فى أى عمل عسكرى خارج حدوده، وأن يظل محافظًا عليها متمسكًا بها كخط أحمر رغم الظروف الصعبة والأوضاع المعقدة، لذلك عمت موجة من التفاؤل والرئيس يؤدى القسم وفقًا للدستور إيذانًا بمرحلة جديدة وانطلاقة مختلفة، ولقد استطاع الرئيس المصرى الحالى أن يقيم بنية أساسية غير مسبوقة وعاصمة إدارية تكون مظهرًا من مظاهر التجديد إلى جانب العاصمة التاريخية الأم بتراثها العريق ومكانتها الكبيرة إقليميًا ودوليًا، وقد استلزم ذلك تجديد البنية التحتية للبلاد وإقامة شبكة طرق ومواصلات وأنفاق ليس لها نظير فى تاريخنا.

وما كان لمشروع رأس الحكمة أن يطل على الكنانة لولا ذلك التطوير الهائل الذى جرى فوق الأرض المصرية ومحاولات التحديث المستمرة التى جعلت شكل الحياة يختلف عما كان عليه فى الماضى، ومضت مصر فى برنامج إصلاح اقتصادى بمتابعة من صندوق النقد الدولى واستطاعت أن تعيد قدرًا كبيرًا من التوازن إلى أرقام الاقتصاد المصرى ومؤشراته ودلالاته، كما حاربت فى الوقت نفسه معارك ظافرة ضد الإرهاب القادم إليها من حدودها الشرقية والغربية على السواء، واستطاعت أن تضع خطوطًا حمراء يستحيل تجاوزها إلا على أجساد المصريين الذين أقسموا عبر العقود يمين الولاء للوطن بخريطة جغرافية ثابتة وبعمق تاريخى طويل منذ العصر الفرعونى، لذلك فإن كل شبر من تراب الوطن هو جزء من (الوادى المقدس طوى) فلا تفريط فى ذرة رمال ولا تدخل فى شئون الغير فى ظل سياسة خارجية متوازنة فتحت أبواب الشرق والغرب على السواء أمام مصر وبرامجها العصرية للتعاون الدولى على نحو غير مسبوق، ولقد بدأ الدور المصرى إقليميًا يستعيد عافيته بشكل ملحوظ وأصبح دورًا محوريًا فى الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى عمومًا وقطاع غزة خصوصًا الذى يتاخم الحدود المصرية منذ فجر التاريخ، كما استطاع النظام الحالى أن يضرب العشوائيات فى مقتل وأن ينتقل لأطراف المدن ليحولها من بؤر فقيرة وأوكار للجريمة إلى جزء لا يتجزأ من الطرز الحديثة فى البناء والمنشآت المتميزة، ونحن نؤمن بالمقولة التى نرددها دائمًا (تفاءلوا بالخير تجدوه) فنحن متفائلون رغم أن الصورة ليست وردية بالكامل بل إن هناك معاناة فى الطبقات الفقيرة والمتوسطة حيث الخلل الشديد بين الدخول وتكلفة المعيشة، فضلًا عن التأثير المدمر للانفجار السكانى الذى يلتهم كل معدلات التنمية ويطيح بالمخزون السلعى فى الغذاء ويؤدى إلى ازدحام التكالب على الخدمات الصحية والتعليمية لبلد تجاوز سكانه المائة وعشرة ملايين نسمة.

ولقد اتجهت الدولة إلى التوسع الزراعى لأنها بدأت تدرك أن قضية الغذاء هى مشكلة مصرية بالدرجة الأولى، ونحن لا ننسى الجهود المبذولة فى هذا السياق والتى تستدعى بالضرورة حركة واسعة فى مجال التصنيع الزراعى والفنى من أجل توازن أفضل فى معدلات التنمية وأرقام الميزانية الموحدة، خصوصًا أن الصناعة هى العمود الفقرى للتنمية وهى البوابة الكبرى للتصدير، ونتذكر الآن الآية الكريمة: (الَّذِى أطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) لكى نؤكد أن ميزة الأمان التى ينعم بها الشارع المصرى هى أمر مفقود فى كثير من دول المنطقة، ولنتذكر حالة الفوضى التى كنا عليها عقب ثورة يناير عام 2011 وافتقاد الأمن وغياب الأمان مع إحساس شديد بالقلق على مستقبل الوطن وهذه ميزة كبرى ونعمة إلهية يفيض بها الله على الكنانة فى كل العصور..

تحية للرئيس فى بداية مرحلة جديدة، وبردًا وسلامًا على وطن عظيم ليس ككل الأوطان فهو العريق أصلًا، المتألق دائمًا، الذى تحرسه العناية الإلهية على مر التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من دفتر أحوال مصر فصل جديد من دفتر أحوال مصر فصل جديد



GMT 00:16 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 22:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 21:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 21:49 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تحتفل اليوم الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد التي تحظى بشهرة واسعة تخطت حدود الوطن العربي وصولا لعالم هوليوود، ورافقت ريا الأناقة الناعمة في أشهر فعاليات الموضة والفن حول العالم على مدار سنوات من التوهج والنجاح المهني، واليوم تزامنا مع عيد ميلادها الـ47، سنأخذكم في جولة سريعة نتذكر خلالها بعض من إطلالات الإعلامية العالمية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار المجوهرات العريقة Bulgari، وأول امرأة عربية تصبح سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. أحدث ظهور لريا أبي راشد بصيحة الجمبسوت منذ أيام سحرت الإعلامية ريا أبي راشد متابعيها بإطلالة ناعمة قامت بنشر صورها عبر حسابها الخاص على انستجرام، عبارة عن جمبسوت ناعم باللون الأبيض الموحد من توقيع Alex Perry، تميز بالأرجل الواسعة مع ياقة القلب ذات الأكتاف المكشوف...المزيد

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 14:21 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

سيف بن زايد ينقل تعازي القيادة إلى ملك البحرين

GMT 13:52 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أغلى الأحجار الكريمة تزيّن مجوهرات موسم صيف 2018

GMT 01:08 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

رواد الأعمال يجابهون المشكلات الاقتصادية بحلول خلاقة

GMT 10:21 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عجوز بعمر 106 سنوات تُمنح الجنسية الأميركية يوم الانتخابات

GMT 17:55 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

"تبة فى عين الشمس" رواية لحسن زين العابدين فى اطار فانتازى

GMT 06:15 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تشجع سائقى سيارات الأجرة الحفاظ على البيئة

GMT 20:19 2013 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

منتجع “أليلا أوبود” يختصر توقعات سائحي “بالي” بمكان واحد

GMT 16:24 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

أميرة الدنمارك تختار اللون الأحمر لسهرة ليلة رأس العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates