ربيع فرنسا
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

ربيع فرنسا!!

ربيع فرنسا!!

 صوت الإمارات -

ربيع فرنسا

محمد صلاح
بقلم: محمد صلاح

لن تسقط الدولة الفرنسية مهما ارتفعت حدة الاحتجاجات على السياسات الاقتصادية للحكم هناك، لأن المجتمع الدولي لن يسمح، ولأن الدولة بالأساس قوية متماسكة وراسخة رغم مشاهد العنف وضراوة الصدامات وكثرة الحرائق التي صاحبت التظاهرات، كما أن الاحتجاجات هدفها تغيير السياسات الاقتصادية وإرغام الحكومة على رفع المعاناة عن المواطن وعدم تحميله أعباءً جديدة. سينتهي الأمر وستخف التظاهرات وستزول آثار الصدامات والحرائق، وسيعود الناس إلى عملهم وستراعي الحكومة في المستقبل أساليب تطوير الاقتصاد وعلاج المعضلات المالية.

لكن بغض النظر عن الأسباب التي دفعت الفرنسيين إلى الاحتجاج والخروج إلى الشوارع والميادين والتظاهر، وحرق إطارات السيارات وتخريب بعض مقار المؤسسات العامة والخاصة والدخول في صدام مع رجال الشرطة، فإن المشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام وغطتها المواقع الإلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي لم تختلف كثيراً عن تلك التي ظلت معبرة عن واقع عربي ضربه ربيع حرّكته أجهزة استخبارات وعملاء ودول استغلت فقر الشعوب وأزماتها الاقتصادية والحياتية والمعيشية وغياب العدل وانتشار الفساد، وسعت إلى إسقاط حكام وتخريب أنظمة، وتفتيت مجتمعات وإعادة رسم خريطة الوطن العربي، أو الشرق الأوسط ومنح جماعات وتنظيمات وميليشيات صكوك الشرعية ودول صغيرة أدواراً كبيرة تفوق حجمها وتاريخها وقدراتها الحقيقية، وتلبية مطامع قوى إقليمية ظلت تحلُم بالقيادة والتوسع والسيطرة فوق جثث ضحايا الاضطرابات وشهداء إرهاب، وجد في ذلك المناخ فرصاً للانتشار والتسرطُّن والانتقال من موقع إلى آخر.

لم يختلف الأمر كثيراً في الشانزليزيه عن ما جرى في شارع محمد محمود في مصر وقت الفوضى وتحت غبار الربيع العربي، حين كانت وسائل إعلام غربية وآلة إعلامية قطرية إخوانية تركية تحرض الجماهير المصرية على تخريب بلدها، وعندما جيّشت جماعات وتنظيمات لجاناً إلكترونية لفبركة تقارير وأخبار تدفع الغضب في عقول الناس لتحركهم دوافع انتقامية ضد بلدهم ومؤسساتهم وجيشهم وشرطتهم!!. لا تستغرب أن تتكرر المشاهد ولو بعد سنوات في أماكن أخرى بعيدة عن شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير، أو أي شارع آخر في أي عاصمة عربية عصف بها الربيع وضربها إعصار الثورات، حتى لو اختلفت نوعية المواطن الفرنسي عن نظيره المصري أو تباينت أسباب الغضب هنا أو هناك! فثقافة العنف صارت سائدة والحدة في التعبير عن الرأي صارت راسخة، والاندفاع والتهور والشطط صار من الأمور الاعتيادية! الآن أدركنا فعلاً أن الفقر وحده لا يحرك مشاعر الغضب، أو أن غياب الحريات كفيل باندفاع الناس إلى الشوارع والميادين لكسر القيود، أو بأن الظلم فقط يجعل مشاعر بعض المواطنين تخرج عن السيطرة، أو أن انتشار الفساد بين الناس يدفعهم إلى ارتكاب حماقات أو قل جرائم، أو أن مواقع التواصل الاجتماعي واللجان الإلكترونية وحدها قادرة على تحريك رياح الربيع المدمر من مكان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى.

رغم تباين المجتمعات والظروف المحيطة، فإن الكائن البشري واحد في أرجاء الدنيا وقابل للتحول نحو العنف، حتى لو لم يقف يوماً في طابور للحصول على الخبز أو انتظر ساعات أمام مخزن لينال حصته من الغاز المدعم. إنها الثقافة التي دافع عنها الغرب واخترعتها أجهزة استخبارات وحرّكتها دول لحماية مصالحها بهدم دول أخرى وتخريب مصالح شعوب أخرى، الثقافة التي صنعت لتبشر بها شعوب العالم الثالث دون أن يدري صانعوها أن طعمها قد يطيب في وقت ما للشعوب الغربية أيضاً. إنها جرائم ارتكبتها وسائل إعلام ومنظمات حقوقية ومراكز بحثية، جعلت شعوب العالم لا تطالع إلا مشاهد القتل والحرق والعنف والفوضى في مجتمعات عربية مصحوبة بإشادات بقوة هذا الشعب في التصدي لشرطة بلاده، وعنفوان هذه الفئة من الجماهير في اقتحام مؤسسات دولتها وتحريبها، وشجاعة هؤلاء الناشطين في سب حكامهم ورموز دولتهم وجسارة هذه الفئة من الشباب في تحملهم النوم في الخيام ليلاً والتصدي لقنابل الغاز صباحاً. وكما انتقلت ثقافة الإرهاب إلى مجتمعات غربية عبر وسائل إعلام مغرضة ومراكز بحثية مخربة ومنظمات حقوقية مرسلة، لم يكن غريباً بعدما جرى تجميل عنف المحتجين وتهور المتظاهرين وحدة الغاضبين أن يصبح التعبير عن الرأي بحرق الإطارات أو الاعتداء على الشرطة أو تخريب الشوارع والميادين. إنها ثقافة من صناعة غربية تم صقلها في دول عربية فاستوردتها الشعوب الغربية مجدداً لتنال شرف مرور الربيع فوق أراضيها!!

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربيع فرنسا ربيع فرنسا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates