الصعيد الغائب فى لقاء محمود عباس

الصعيد الغائب فى لقاء محمود عباس

الصعيد الغائب فى لقاء محمود عباس

 صوت الإمارات -

الصعيد الغائب فى لقاء محمود عباس

بقلم : محمد سلمـاوى

سعدت بلقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس لدى وصوله الى القاهرة أمس الأول، وإن كنت لم أسعد بنفس القدر بما قدمه من عرض واقعى ودقيق للوضع الحالى الفلسطينى، حيث عرض الموقف كما هو دون تخفيف أو تجميل، معددا العقبات التى تواجه القضية الفلسطينية على ثلاثة أصعدة، الصعيد الأمريكى والصعيد الإسرائيلى، وصعيد العلاقات مع حماس، وقد بدت كلها قاتمة لا بارقة أمل فيها.

  وقد لاحظت أن الرئيس لم يتحدث عن الصعيد الرابع، وهو الصعيد العربى الذى يشهد حاليا تدهورا غير مسبوق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث وجدنا كبار المسئولين الإسرائيليين يقومون بزيارات علنية وغير مسبوقة لعدد من الدول العربية التى كانت مغلقة عليهم فى السابق، حيث صار يعزف فى تلك الزيارات النشيد الوطنى الإسرائيلى المعروف باسم هاتيكڤا بما تحمله كلماته من حلم الألفى عام على أرض صهيون وأورشليم التى هى الأرض العربية المحتلة، وتلك التطورات غير المفهومة لا تدعم الموقف الفلسطينى من قريب أو بعيد، بل هى تقوضه.

لكن الرئيس رد على سؤالى قائلا إنه لا يريد أن يتعرض لأى من الأشقاء العرب، وأنه يتبع مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين، كما أنه لا يقبل أن يتدخل الآخرون فى الشئون الداخلية الفلسطينية، فأوضحت له أن الغرض من السؤال هو معرفة ما إذا كانت تلك الزيارات تتم بغرض التوسط لتحقيق التسوية المنشودة للقضية الفلسطينية، حيث أوضح بعض المسئولين العرب أن تلك اللقاءات تتم بغرض التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسألته بشكل مباشر إن كان أحد منهم قد اتصل به أو عرض عليه وساطته، فنفى الرئيس ذلك بشكل قاطع، وأوضح أنه على اتصال دائم بالقيادة الإسرائيلية بحكم مقتضيات التعامل اليومى مع سلطة الاحتلال الحاكمة، وأنه لا يحتاج وساطة فى هذا الأمر. أما عن إحلال السلام فقد أوضح محمود عباس أن إسرائيل لا تريد السلام أصلا، وأنها لو أرادت تحقيق السلام لفعلت ذلك بلا حاجة لوساطة، وقال إن الإسرائيليين يقولون دائما إنهم مستعدون للسلام على الفور، لكن الحقيقة أن السلام يقضى على إسرائيل، وأضاف أن الولايات المتحدة لا تريد السلام هى الأخرى، والسلام لكى يتحقق يجب أن تكون هناك رغبة لتحقيقه لدى الأطراف المعنية.

وروى الرئيس الفلسطينى فى هذا اللقاء ـ الذى دعا إليه عددا من الصحفيين والكتاب الذين تجمعه بهم علاقات سابقة، وفى حضور مستشاره المقرب محمود الهباش.. أنه فى المرة الأخيرة التى قابل فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال له إنه سمعه يقول إنه يقبل بحل الدولتين أو الدولة الواحدة، فأكد له ترامب ذلك، فأوضح له أن حل الدولة الواحدة غير ممكن لأنها ستكون إما دولة تمييز عنصرى، وهو ما لن يقبله الفلسطينيون، وإما دولة ديمقراطية بمفهوم one man one vote على حد تعبيره، وهو ما لن تقبله إسرائيل، لذلك يجب أن يكون الحل بدولتين، وأن الدولة الفلسطينية ستكون على حدود 1967 مع تعديلات يتفق عليها، على أن تكون عاصمتها القدس، فقال له ترامب أنه يوافقه تماما، لكن لم يمض أسبوعان حتى كان ترامب يعلن رسميا اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويحث الدول الأخرى لنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، ثم يوقف مساهمة بلاده فى منظمة غوث اللاجئين بالأمم المتحدة، وهو بذلك قد أغلق ملف القضية تماما.

ويقول الرئيس الفلسطينى إنه أدرك أن الولايات المتحدة بانحيازها السافر هذا لإسرائيل لم تعد وسيطا نزيها بين الطرفين، فأوقف كل الاتصالات مع واشنطن منذ ذلك الحين، ثم تحدث باستفاضة عن التعنت الإسرائيلى الذى يغلق الباب أمام كل محاولات للتسوية فى المنطقة، وكذلك عن سلبية موقف جماعة حماس المنتمية للإخوان المسلمين قولا وفعلا وكيف أنها تضر بالقضية، وقال إن السلطة الفلسطينية تدفع لحكومة حماس 96 مليون دولار شهريا بلا طائل، وأنه سيعيد النظر فى ذلك، وأن المجلس التشريعى كان يتكلف مليون دولار شهريا، وأوضح أن الانتخابات التشريعية الجديدة يجب أن تمتد لتشمل القدس وإلا فإنه لن يجريها.

وردا على سؤال عما يسمى «صفقة القرن» تعجب الرئيس الفلسطينى ممن يتحدثون عن صفقة القرن هذه قائلا: إذا كانت الضفة الغربية تشهد أكبر حركة بناء مستوطنات منذ بداية الاحتلال، وإذا كانت القدس فى عرف إسرائيل والولايات المتحدة هى عاصمة إسرائيل الأبدية، فأى صفقة تريدونها بعد ذلك؟

على أن الرئيس الفلسطينى أنهى لقاءه الودى ببادرة أمل أثلجت الصدور، حيث تحدث عن التقدم الذى تحققه الآن القضية الفلسطينية من خلال تواصلها مع الرأى العام العالمى وداخل إسرائيل ذاتها، رغم أن تلك الأخيرة تقف بالمرصاد لتلك المحاولات، وروى أنه التقى أخيرا شابا إسرائيليا من حزب الليكود وأقنعه بعدالة القضية الفلسطينية وفى اليوم التالى تم فصله من الحزب، لكنه أشار لحركة المقاطعة لإسرائيل التى بدأت تنتشر داخل الولايات المتحدة ذاتها وفى أوروبا، وقال إن حرب فيتنام لم تنته بانتصار الفيتناميين وإنما انتهت لأن الرأى العام الأمريكى وقف ضدها وطالب بإنهائها، كما ضرب مثلا أيضا بحكومة الأبارتايد فى جنوب إفريقيا والتى قال إنها سقطت تحت ضغط الرأى العام الدولى وداخل جنوب إفريقيا ذاتها، وقال إن هذا هو المجال المفتوح الآن أمام القضية الفلسطينية وأنها تحقق فيه تقدما متزايدا مع كل يوم جديد.

وقد تبادر إلى ذهنى بعد انتهاء اللقاء أن كل العقبات التى تحدث عنها محمود عباس هى عقبات مؤقتة، هى قابلة للتغيير، فلا ترامب سيبقى فى موقعه، ولا نيتانياهو، وإذا تغيرا فستضعف شوكة حماس وستذهب اللقاءات الودية للقادة العرب بالحكام الإسرائيليين أدراج الريح... أو هكذا أأمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصعيد الغائب فى لقاء محمود عباس الصعيد الغائب فى لقاء محمود عباس



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

لندن - صوت الإمارات
لطالما عودتنا الملكة رانيا على إطلالاتها الأنيقة بستايلات مختلفة وفق المناسبة التي تحضرها. وفي أحدث لقاء تلفزيوني لها، اتجهت الى التألق بطقم أنيق بين اللمسات الكلاسيكية والعصرية، بنمط شبابي ايضا، وهو نمط اتبعته في العديد من اللقاءات الحوارية التي ظهرت بها على شاشات التلفزة. نرصد لكم هذه الإطلالات لتستلهموا منها أسلوبها الملهم. اتجهت الأنظار نحو الملكة الأردنية رانيا في لقائها التلفزيوني مع الإعلامية الأمريكية جوي ريد في برنامجها التلفزيوني ذا ريدآوت. وتألقت الملكة في اللقاء بطقم حيادي باللون الاسود بتصميم عصري ومريح يناسب اللقاءات الحوارية. تألف من سروال أسود واسع مع الزمزمات عند الخصر، والخصر العالي المزين باثنين من الأزرار البيضاء العريضة، وهو من توقيع " louisvuitton"، اما التوب فجاءت بنمط المعطف القصير والكروب توب م�...المزيد

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 05:19 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

فريق "العين" يُحقق فوزًا قاتلاً في لقاء "الأهلي"

GMT 02:55 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قصور الثقافة تفتتح 14 موقعا في أقل من عام ونصف

GMT 00:33 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

تعرف على تصميمات عصرية لغرف طعام بأشكال مبهرة

GMT 01:26 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يستضيف بارما لتأمين صدارة الدوري الإيطالي الليلة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 21:13 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إنعمي بليلة فندقية في "التلفيريك" السياحي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates