الحوثيون والأمن البحري والمسؤولية
تحديد موقع تحطم طائرة رئيسي "بدقة" واجتماع أزمة طارئ للمسؤولين نور نيوز عن الهلال الأحمر الإيراني أنه لم يتم العثور على طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حتى الأن هيئة الطوارىء التركية تعلن أنها أرسلت إلى ايران طاقما للإنقاذ مؤلفا من ٦ مركبات و٣٢ خبيرا في البحث وزارة الداخلية الإيرانية تعلن أنه تم تحديد سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في دائرة قطرها كليومترين الرئيس الأميركي جو بايدن يقطع إجازته ويعود للبيت الأبيض لإحاطة عاجلة بعد حادث طائرة الرئيس الإيراني رئيس الحكومة العراقية يوجه بتوفير جميع الإمكانيات لمساعدة إيران في عمليات البحث عن مروحية رئيس إيران الهلال الأحمر الإيراني يعلن فقدان ثلاثة من عمال الإنقاذ في أثناء البحث عن طائرة الرئيس الإيراني وسائل إعلام أجنبية تؤكد أن وفاة رئيس إيران ووزير خارجيته سيتم في أي لحظة أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن "فرق إنقاذ مختلفة" لا تزال تبحث عن المروحي المرشد الإيراني يدعو الشعب إلى عدم القلق ويؤكد أن تسيير شؤون البلاد لن يتأثر
أخر الأخبار

الحوثيون والأمن البحري والمسؤولية

الحوثيون والأمن البحري والمسؤولية

 صوت الإمارات -

الحوثيون والأمن البحري والمسؤولية

رضوان السيد
بقلم - رضوان السيد

قرأت في صحيفة «الاتحاد» الظبيانية (25/2/2024، ص30) مقالةً للكاتب هاني سالم مسهور عنوانها: الحوثي وقد خرق السفينة. وكان يرمز بذلك إلى السفينة التي خرقها رفيق موسى في سورة الكهف (71)، وهو يشير بذلك إلى الفرق بين ما ابتغاه صاحب موسى من مقصد حسن، وما يقصده الحوثيون في تعرضهم للأمن البحري ببحر العرب والبحر الأحمر. وهو يرى أنه يبلغ من سوء المقصد والمآل لدى هؤلاء أنهم خرقوا سفينة اليمن كله وعرّضوه للهوان والهلاك خلال أكثر من عشر سنوات!

أما في هذه المقالة فأريد الحديث عن سفينةٍ أُخرى تَرِدُ في حديثٍ نبوي وترمز إلى وحدة الإنسانية والمسؤولية الجماعية عن المصائر. جاء في الحديث: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذِ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً»، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو: {واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب} (الأنفال: 25).

بدأت المشكلة اليمنية الأحدث عام 2011، وتدخل الخليجيون بسرعة لوقف الفوضى وانعدام الأمن وتسيُّب الحدود، وأدخلوا سائر الفرقاء (ومنهم الإخوان والحوثيون) في حوار وطني واسع، وأقنعوا بصعوبة الرئيس علي عبد الله صالح بالتنحي، واعتقدوا أنهم حظوا بموافقة الجميع على مرحلة انتقالية. لكنّ الحوثيين أغروا علي صالح بالسير معهم ضد السلطة الانتقالية فاحتلوا صنعاء ومضوا نحو مدن الساحل ونحو عدن والجنوب. فاضطر الخليجيون للتدخل بعد صدور القرار الدولي رقم 2216 لصالح السلطة الشرعية وضد الانقلاب. ومن دون تفصيلٍ كثيرٍ وطوال السنوات العشر وأكثر، مرت الجبهة الخليجية لصالح أمن اليمن، وأمن حدودها البرية والبحرية بأربع أو خمس خطط أو مراحل تتعدد أسماؤها، وكلها لا تستهدف إنفاذ القرار الدولي بتمامه، بقدر ما تريد الوصول إلى حلٍّ وسط مع الانقلابيين الحوثيين دونما فائدة، بل زيادات في التخريب وإهلاك اليمنيين.

كيف استطاع الحوثيون الصمود في المناطق التي احتلوها، وكيف قووا حتى هددوا الحدود البرية للدول، وأمن البحار والتجارة، وهم يقومون بذلك الآن بحجة التحزب لغزة!

عملت إيران برنامجاً لإعادة تربية فريق من اليمنيين بإيران منذ أوساط التسعينات، والتربية كانت مذهبية ثم صارت عسكرية. وبعد عام 2004 أو 2007 صارت تُمدُّهم بالسلاح الواصل بطرق مختلفة إلى اليمن، خلال نشوب ست حروب بينهم وبين الجيش اليمني حتى عام 2010! ومع نشوء الاضطراب في اليمن، أدخلت إيران الحوثيين في استراتيجيتها الصانعة للميليشيات المذهبية المسلحة مثل سوريا والعراق ولبنان، وبدلاً من السعي للانفصال بصعدة وحجة والجوف مثلاً، صار الهدف الاستيلاء على اليمن كله وإعادته إلى ممتلكات آل البيت، وتهديد السعودية في البر، وتهديد العرب والعالم في البحر! فالسند الأول إيران التي كونت الميليشيات ودرّبتها وأمدتها بالسلاح المتوسط والثقيل ومكونات المسيّرات وخبراء «الحرس الثوري» و«حزب الله» اللبناني. ويقول الأميركيون إن هؤلاء لا يزالون موجودين باليمن وزادت أعدادهم!

الأميركيون (والبريطانيون) الذين يشكون الآن من خطر الحوثيين ومدرّبيهم على الأمن البحري هم الذين منعوا طوال عشر سنوات من الانتصار عليهم، وحتى منعوا الضغوط عليهم لإرغامهم على المهادنة والسلام. كلما ضاقت بالحوثيين الحيلة لجأوا للتظاهر بقبول السلم أو الهدنة الطويلة، وسارعت الولايات المتحدة إلى تعيين مندوب خاص لليمن إلى جانب المندوب الدولي لإقناع الحوثيين، والإسراف في التنازل لهم. وحتى عندما «قسا» ترمب عليهم وعَدّهم تنظيماً إرهابياً جاء بايدن فأخرجهم من ذلك بحجة ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية. والحوثيون كانوا هم الذين يسطون على المساعدات ويعيدون بيعها في أسواق المناطق التي يسيطرون عليها! لماذا كان الأميركيون يجاملون؟ كالعادة ضد العرب منذ عام 2001، ومن أجل تجنب النووي الإيراني، والإصغاء بقدر الإمكان لإيران ما دامت تسيطر على أربع دول عربية... ومجاهدي غزة الأشاوس الآن!

في الغزوات البحرية التي يقوم بها الحوثيون في البحرين العربي والأحمر بحجة دعم غزة و«إرغام» الإسرائيليين على وقف هجومهم الهائل، الجميع يعلم أن إسرائيل غير متضررة، وكذلك الأضرار التي تقع بالسفن الأخرى. وقد قالت لهم الحكومة اليمنية الشرعية مراراً إنّ أساطيلكم لن توقف هجمات الحوثيين، وقد كان الحل منذ البداية تحت أنظاركم، ويتمثل في دعم السلطة الشرعية بحسب القرار الدولي، بحيث تكون هي الكفيلة بحماية أرضها وحدودها البرية والبحرية.

سفينة الحديث النبوي رمز لوحدة العالم ووحدة مشكلاته. ولا يجوز الاستخفاف بالقلة الشاذة والضرر الضئيل؛ لأنه إذا لم يؤخذْ على أيدي المفسدين (كما يسميهم القرآن) فسيصبحون مع الغوغاء كثرةً همها التخريب والتجويع والتسلط، وستخرب السفينة لخراب أسفلها! وما عرفنا من عدة عقود ميليشيا (ولو سميت تنظيم تحرير) تتحول لتكون دولةً منتظمةً للجميع. إذ عمل أي ميليشيا أقلوية إفساد قضية الأكثرية التي تهمها المصالح العامة والوحدة. وإذا سادت اعتبارات مصلحة العامة فلا تبقى للحزبيين وأهل العصبيات حظوظٌ ولا مكاسب.

بعد عشر سنواتٍ وأكثر تقول المنظمات الإنسانية الدولية، ومنها الأميركية، إنّ نصف الشعب اليمني جائع، والمعلمون في المدارس لم يتقاضوا مرتباتهم من تسع سنوات، والمدارس خربت أو تحولت إلى مراكز لتدريب الأطفال على حمل السلاح للدفاع عن سلطة آل البيت! وعندما أسمع واحداً يرتدي لباس الجيش «الوطني» ويتحدث عن حماية الوطن وضرب الغزاة، يصيبني من الإحباط ما يصيبني عند سماع وزير الخارجية الإيراني وهو يهاجم الولايات المتحدة وبريطانيا لاعتدائهما على سيادة اليمن. وهي سيادة اليمن الضائعة بين الحوثيين وإيران والولايات المتحدة وحلفائها!

قال لي الشاعر والمفكر اليمني الراحل عبد العزيز المقالح عام 2019 فيما أذكر: «ظللتم تقولون لنا إعزازاً وتكرمة: لا بد من صنعاء وإن طال السفر! وكنا نجيبكم: بل لا بد من بيروت وإن طال السفر، والآن خربت صنعاء وبيروت، فالمرجو ألا تذكروا اعتزامكم السفر إلى أي مدينة عربية حتى لا تدمِّروها!».

رحمك الله يا مقالح فقد كنت يمنياً كبيراً وعربياً كبيراً حقاً. وما دَمَّرتْ صنعاء ولا بيروت رغبتُنا في السفر إليهما، وإنما أهلكتهما كدمشق وبغداد وغزة وطرابلس والخرطوم مسالمة الأكثرية العاجزة، والاستقواء الإقليمي بانقسامنا، والخضوع للسياسات الدولية، والتنكر أولاً وآخِراً لعهود الأسلاف الذين بنوا تلك المدائن وحضارتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوثيون والأمن البحري والمسؤولية الحوثيون والأمن البحري والمسؤولية



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تحتفل اليوم الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد التي تحظى بشهرة واسعة تخطت حدود الوطن العربي وصولا لعالم هوليوود، ورافقت ريا الأناقة الناعمة في أشهر فعاليات الموضة والفن حول العالم على مدار سنوات من التوهج والنجاح المهني، واليوم تزامنا مع عيد ميلادها الـ47، سنأخذكم في جولة سريعة نتذكر خلالها بعض من إطلالات الإعلامية العالمية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار المجوهرات العريقة Bulgari، وأول امرأة عربية تصبح سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. أحدث ظهور لريا أبي راشد بصيحة الجمبسوت منذ أيام سحرت الإعلامية ريا أبي راشد متابعيها بإطلالة ناعمة قامت بنشر صورها عبر حسابها الخاص على انستجرام، عبارة عن جمبسوت ناعم باللون الأبيض الموحد من توقيع Alex Perry، تميز بالأرجل الواسعة مع ياقة القلب ذات الأكتاف المكشوف...المزيد

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 04:09 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

تفاصيل رد الفنانة سماح أنور على شائعة وفاتها

GMT 09:01 2018 الجمعة ,27 تموز / يوليو

أجمل شواطئ كرواتيا لقضاء صيف رائع

GMT 16:43 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

السنيد سر نجاح النجوم

GMT 13:01 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

وفد من جامعة بيسكارا الايطالية يزور الأردن

GMT 08:04 2013 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

حجي : نناقش وضع مادة في الدستور لدعم البحث العلمي

GMT 07:03 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

جيل ثانٍ من كمبيوتر جوجل اللوحي "نيكسوس 7"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates