مقترح رئيس الوفد

مقترح رئيس الوفد

مقترح رئيس الوفد

 صوت الإمارات -

مقترح رئيس الوفد

بقلم: سليمان جودة

ما حدث مع اقتراح رآه الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس الوفد، يؤشر على أن مسافة ممتدة لاتزال بيننا وبين القدرة على استقبال الرأى الآخر، فضلًا بالطبع عن القدرة على مناقشته.

ذلك أن رئيس الوفد اقترح أن يقوم المصريون في الخارج بتحويل 20 ٪ من مدخراتهم عبر البنوك الوطنية، وكان تقديره وهو يقترح ما يراه أن ذلك من الممكن أن يخفف من حدة الأزمة الاقتصادية، وأن يوفر من العملة الصعبة ما يجعل هذه الأزمة تمر.

لم يُخطئ الرجل في شىء، ولم يُرغم أي مصرى في الخارج على تحويل جزء من مدخراته من خلال البنوك الوطنية، ولم يطلب الاستيلاء على حصة من تلك المدخرات، ولم يذكر أن ما يقترحه هو الصواب، ولا قال إن ما عداه خطأ.. لم يفعل شيئًا من هذا أبدًا.. ولكنه أحس بأن عليه أن يساهم من موقعه برأى فسارع يساهم.

ولكنه ما كاد يقول ذلك ويعلنه حتى قامت عليه الدنيا ولم تقعد، مع أن ما صدر عنه لم يكن سوى فكرة يمكن أن تكون صوابًا، ويمكن أن تكون خطأ، لا لشىء إلا لأنها فكرة من اقتراح إنسان، وليست شيئًا مُنزلًا من السماء.

ولابد أنه كان يتمنى لو كان اقتراحه قد جرى استقباله في هذا الإطار، ولو حدث هذا لربما تم تطوير الفكرة من خلال الإضافة إليها والحذف منها، ولربما أخذها صاحب اقتراح آخر فراح يُعدل فيها ويبدل منها، فنجد أنفسنا في النهاية أمام فكرة مكتملة، وتصبح بالتالى محل توافق وقبول.

لم يحدث شىء من هذا كله، ولكن التسفيه من الاقتراح كان سيد الموقف، وبدا أن التقليل من شأن الفكرة هو الذي ساد وشاع وانتشر.. وكان وجه الخطورة في تسفيه الفكرة، وفى التقليل من شأن الاقتراح، أن ذلك سوف لا يشجع أحدًا على أن يطرح أي فكرة يراها، وسوف يخيف كل الذين يشعرون بأن لديهم ما يمكن أن يقدموه من أفكار واقتراحات للصالح العام!.. وقد وصلت الخفة في التعامل مع اقتراح الرجل إلى حد قيل معه إن رئيس الوفد يريد إرغام محمد صلاح على تحويل جانب من فلوسه من خلال البنوك الوطنية!

والخلاصة أننا في غالبيتنا لم نتعلم بعد، كيف يمكن أن نستقبل أي فكرة جديدة، ولم نتدرب على ذلك بما يكفى، ولابد أننا مدعوون إلى أن نتعلم وأن نتدرب على هذا الأمر، وأن ندرك أنه لا أحد يملك الحقيقة بمفرده، وأن الحقيقة تبقى مسألة نسبية بين عقل وعقل، وأن علينا أن نتعامل مع كل مقترح جديد على هذا الأساس.. إننى أخشى أن أقول إن كثيرين بيننا في حاجة إلى العودة للمدرسة من جديد، بشرط أن تكون مدرسة من النوع الذي يعلم ويدرب، لا مدرسة من النوع الذي يعطى شهادة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقترح رئيس الوفد مقترح رئيس الوفد



GMT 16:55 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 16:53 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 16:51 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 16:48 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 16:43 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

معركة الاتحاد غير العادلة

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:42 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

"كارولينا" تحبس كل من يخلف في وعده بالزواج

GMT 01:31 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

أحمد شوبير ينتقل إلى أون سبورت

GMT 17:34 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

55 مشاركًا وأكثر من 100 لوحة فنية تجمعها خيمة الفنون

GMT 07:54 2015 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

إقبال لافت على مشاهدة عروض المهرجان المصري للمسرح

GMT 07:04 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

لوس انجلوس تستعد لاستقبال أوسكار 2016

GMT 12:32 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"شانيل" تطرح بإبداع تشكيلة مجوهرات "سولاسين دي ليون"

GMT 19:13 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

سيف بن زايد يعزي سعيد سلطان بن حرمل في وفاة والده

GMT 11:54 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

إيفانكا ترامب تتألق بإطلالة مبهرة في عيد ميلاد زوجها

GMT 17:58 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الدوائر الحكومية في دبي تُسعد موظفيها بالسرعة القصوى

GMT 06:26 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

هيئة الكتاب تصدر "القوى السياسية بعد 30 يونيو" لفريد زهران

GMT 17:24 2013 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"كواليس الكوابيس" قصة جديدة لمحمد غنيم

GMT 15:14 2013 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

القطط من أجل راحة الزبائن في مقهى فرنسي في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates