إدارةُ الدولة الأردنية بحاجةٍ إلى تجديدٍ شامل
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

إدارةُ الدولة الأردنية بحاجةٍ إلى تجديدٍ شامل

إدارةُ الدولة الأردنية بحاجةٍ إلى تجديدٍ شامل

 صوت الإمارات -

إدارةُ الدولة الأردنية بحاجةٍ إلى تجديدٍ شامل

بقلم : مروان المعشر *
بقلم : مروان المعشر *

ما حَدَثَ في مستشفى السَلط الحكومي في الأردن قبل أسبوعين من انقطاعٍ في الأوكسِجين تسبّب في وفاة سبعة أشخاص على الأقل يُعَدُّ كارثة بكل المقاييس. لكن حجم الكارثة يكبر إن قُمنا بالتشخيصِ الصحيح لأسبابها.

السببُ المُباشَر لهذه الكارثة هو الترهّل الإداري الذي تكلّم عنه كثيرون، وما هو إلّا نتيجة لانهياِر منظومةٍ شاملة أكبر من القطاع الصحي، وهي منظومة إدارة البلاد والموارد وفق ثقافةٍ وأدواتٍ لم تَعُد تَصلُح لبناءِ الدولة الحديثة، وأصبحت نتائجها ماثلة للعيان في العديد من المواقع. وما كارثة مستشفى السلط إلّا واحدة من شواهد عدة تدلّ على مدى الضرر الذي لحق بإدارة الدولة الاردنية.

من الضروري بمكان التشخيص الصحيح لما حدث، حتى لا يعتقد أحدٌ بأن الموضوع يُمكن أن يُحَلّ باستقالات أدبية أو حتى ملاحقات جنائية. إن الهيكل العام للإدارة الاردنية، بكافة مكوّناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بحاجة إلى تجديدٍ شامل، وإلى تغيير جاد ومتكامل للنهج الحالي المُتّبع، وإلّا فلن تكون كارثة السلط هي الأخيرة، ولن تقتصر على القطاع الصحي فقط.

لقد تكالب عاملان رئيسان في العقود الماضية ليتسبّبا في الترهّل الإداري الذي نشهده حالياً. يكمن العامل الاول في التوسّع غير المعقول لحجم القطاع العام لدرجة أن الحكومة باتت تصرف كثيراً على معاشات الموظفين بدلاً من الإنفاق على البنية التحتية التي من شأنها تحسين نوعية الخدمة. وترافق ذلك مع التوسّع في ثقافة الواسطة والمحسوبية التي توظف الناس من دون النظر الى كفاءتهم بالشكل الكافي، ومن دون الاهتمام بتخصيص الموارد اللازمة لتدريبهم وتطوير أدائهم، ومن دون تحديثٍ لنُظُم الرقابة والمُساءلة، فالمحسوبية والمُساءلة لا تجتمعان، وهو ما أدّى الى ما نشهده اليوم من تراجعٍ واضحٍ في نوعية الخدمات المُقدَّمة، كما في أخلاقيات العمل، وثقافة الموظف العام الخادم للناس لأن الخدمة العامة تكليفٌ بكل معنى الكلمة، وليست تشريفاً لصاحبها.

وإن كنا نشهد اليوم موتاً فعلياً للمواطنين بسبب نوعية الخدمات الصحية المُقدَّمة، فإننا نشهد أيضاً موتاً غير مباشر لجيلٍ كامل فشلنا في تقديم الخدمات التربوية المناسبة له أيضاً. وبعدما كُنّا نباهي المنطقة قبل عقود قصيرة بمؤسسات وصروح طبية وعلمية كالخدمات الطبية الملكية والجامعات الاردنية، بتنا نراقب الانحدار الساحق للصحة والتعليم من دون أن نُحرّك ساكناً.

نعم، كلنا غاضبون لما حدث في مستشفى السلط، ولكن لننظر الى بيتنا الزجاجي قبل أن نرشق الآخرين بالحجارة. ألم نشارك نحن أيضاً في الجرم حين سمحنا للقطاع العام بمثل هذا التوسع؟ ألسنا شركاء في هذا الترهّل في كل مرة توسّطنا لشخصٍ للعمل في القطاع العام من دون حق؟ ألم يكن باستطاعتنا يوم كانت المساعدات الخارجية تتدفّق علينا للتخطيط للوقت الذي ستنحسر فيه هذه المساعدات لبناء اقتصادٍ مُعتمد على الذات، تعلو فيه قيم الإنتاجية والكفاءة على المحسوبية والزبائنية.

نحترم ذكرى أرواح موتانا بل شهدائنا ليس فقط بمعاقبة من تسبّب بموتهم، بل بمراجعة كلّ النهج القديم وأسلوب إدارة الدولة. بغير ذلك، لن يتعدّى غضبنا فزعة آنية حتى تأتينا مصيبة أخرى هي نتيجة مُباشرة للنظام الرَيعي الذي ما عاد قادراً على إدارة البلاد.

إن سلّمنا بما سبق، فنحنُ بحاجة إلى منظومةٍ جيدة تحتوي على عناصر عدة من أهمّها:

الإبتعاد عن الثقافة السائدة بأن الحكومة هي المُشغِّل الرئيس للعمالة. فقد أدّت هذه الثقافة إلى تُخمةٍ نتج عنها ترهّلٌ إداري وتدهور نوعية الخدمات المُقَدَّمة. لا تستطيع الدولة الأردنية التشبّث بهذه الثقافة الريعية، وبغض النظر عن أسبابها. فإن كانت نشأة الدولة الأردنية تطلبت مثل هذه الثقافة، فقد انتهى ذلك الزمن الى غير رجعة. إن واجبَ الدولة يقتصر على إعداد النشء إعداداً جيداً يتلاءم مع متطلبات العصر، ولكن ليس من واجبها توظيف الناس في القطاع العام إلّا في حدودٍ مقبولة وضرورية.
إن إعدادَ النشء يتطلّب نظاماً تربوياً مختلفاً يُهيِّئهم للتعامل مع تحديات الحياة ومُتطلباتها المُتغيّرة باستمرار. أما النظام التربوي الحالي فلا يُتيح للأجيال الجديدة العمل خارج القطاع العام، وغالباً يكون عملهم داخله غير منتج.
على الدولة الأردنية تهيئة البيئة المناسبة للقطاع الخاص للتوسّع والحلول مكان القطاع العام لتوفير الوظائف الحقيقية لا المُصطَنعة، وذلك من خلال بيئة تشريعية تجلب الاستثمار وتُعظّمه، إضافة للبيئة التربوية المطلوبة أعلاه.
إبداء الجدّية في سنّ تشريعاتٍ تُجرّم الواسطة لطالبها ومُقدِّمها. باءت كافة المحاولات السابقة لتحقيق ذلك بالفشل، لأن السلطتين التنفيذية والتشريعية ليستا جاهزتين للتعامل مع انعكاسات مثل هذه التشريعات على نفوذهما.
الإبتعاد التدريجي عن تخصيص معظم الموارد المالية للأجور والنفقات الجارية وتطوير نُظُمٍ تدريبية ورقابية تُحاسب المُقصّر وتُكافئ المُنتِج مؤسسياً، بما في ذلك عدم ربط الترفيعات بالأقدمية فقط، وانما بالإنتاجية أيضاً.
لن تُعالَج كارثة مستشفى السلط بأسلوب الفزعة والهلع وحناجر الصوت، وإنما باعتماد نهجٍ مؤسّسي جديد لإدارة البلاد تشترك في وضعه كافة مكوّنات المجتمع للإتفاق على أُطُرٍ جديدة من شأنها بناء دولة حديثة وحداثية في المئوية الثانية للأردن.

مروان المعشّر هو نائب الرئيس للدراسات في مؤسسة كارنيغي، حيث يشرف على أبحاث المؤسسة في واشنطن وبيروت حول شؤون الشرق الأوسط. شغل منصبَي وزير الخارجية (2002-2004)، ونائب رئيس الوزراء (2004-2005) في الأردن، وشملت خبرته المهنية مجالات الديبلوماسية والتنمية والمجتمع المدني والإتصالات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارةُ الدولة الأردنية بحاجةٍ إلى تجديدٍ شامل إدارةُ الدولة الأردنية بحاجةٍ إلى تجديدٍ شامل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates