في الذكرى العاشرة للإبادة الإيزيدية العدالة لم تُحقق وخطر التطرف لم ينتهِ
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

في الذكرى العاشرة للإبادة الإيزيدية... العدالة لم تُحقق وخطر التطرف لم ينتهِ

في الذكرى العاشرة للإبادة الإيزيدية... العدالة لم تُحقق وخطر التطرف لم ينتهِ

 صوت الإمارات -

في الذكرى العاشرة للإبادة الإيزيدية العدالة لم تُحقق وخطر التطرف لم ينتهِ

بقلم: الرئيس بَرهَم صالح*

تلتقي فتاةٌ إيزيديةٌ مُغتصبها «الداعشي» وهو يتجوّل في شوارع ألمانيا هارباً من العدالة، فيما لا يزال آلافُ النازحين الايزيديين يقطنون في مخيمات نزوح بعيداً عن منازلِهم ومدنهم، ونحو ألفي إيزيدي لا يُعرف مصيرُهم حتى اليوم. في حين تكافح سنجار في طريقٍ طويل من الاستقرار والبناء والإعمار.

يحدث هذا بعد عقدٍ من الزمن على الكارثة، ليجسد تباطؤاً في تنفيذ العدالة الانتقالية وإحقاق حقوقِ مكونٍ عراقي أصيلٍ ومسالم. وهذا تذكيرٌ عاجلٌ لنا جميعاً بضرورة التحرك الجاد والفاعل لإصلاح الوضع، فعلينا أن نتَّحدَ جميعاً في فعل الشيء الصحيح، ومن غير المقبولِ التقاعسُ في تلبية متطلباتِ أهلنا الإيزيديين في سنجار بما يعكس معاناتِهم وتحدياتهم.

في الذكرى العاشرة للإبادة الإيزيدية في سنجار، نستعيد بألمٍ وحزنٍ تلك الأحداث المؤلمة التي أدَّت إلى آلافِ الضحايا من الإيزيديين وممارسات الاستعباد للبشر وسبي النساءِ واستغلالِ الأطفال وتدمير القرى. ففي مثلِ هذا اليوم، أقدمَ إرهابُ «داعش» على احتلال سنجار وارتكابِ أفظعِ الجرائم التي يندَى لها جبين البشرية.

لقد كانَ هدفُ الإرهابيين الإبادةَ الجماعية ومحوَ الإيزيديين من الوجود، لكنَّ صمودَ شعبِنا وتكاتفَه وتضحيات قواتنا الأمنيةِ ودعم المجتمع الدولي أحبط مخططات الإرهابيين. هؤلاء المتطرفون استندوا إلى تفسيرٍ تكفيري مشوّهٍ لكل القيم الدينية والإنسانية، لكنَّها متجذرةٌ في أخلاقيات عنصرية وشهوانية وإجرامية تتجلَّى بين الحين والآخر في مجتمعاتٍ يدفعها التخلفُ والفشلُ عن اللحاق بركاب التمدّنِ والتطور، مستعلياً بحق المختلف ومن هم أقلُ قوةً منهم.

يجب ألا ننسى أنَّ هذه الجريمةَ حدثت في سياق تخادم قوى ودول مع الإرهاب والتكفير، وتخاذل وتقاعس وتقصير منظومة الأمن والدولة في تلك المناطق وفشلها الذريع في الدفاع عن القرى الإيزيدية، حتى في أدنى درجاته خلال لحظات الهجوم «الداعشي»، حيث تُرك المدنيون العزل، وبينهم النساء والفتيات والاطفال، لمواجهة وحشية الغزاة الهمج.

نستعيد هذه الذكرى لتكونَ مناسبةً للتذكير بما فاتَنا، واستحضار تحديات ما زالت تواجه الإيزيديين، وتطلعات مستقبل مزدهر يرتكز على ما نقوم به اليوم. يستحق الإيزيديون السلامَ والاستقرارَ الدائمين والفرصَ المتكافئة لإعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم ورسم مستقبلهم.

إنَّ حجمَ تلك المأساة الاستثنائية التي جرت أمام أنظارِ العالم أجمع، دفعني مع العديد من الناشطين والمنظمات الإنسانية خلالَ تأدية منصبي رئيساً للعراق، وحتى قبل ذلك وبعدها، إلى ضرورة معالجة بعض هذه الجراح، لا سيما وأنَّ الجريمة الشنيعة طالت فتياتٍ إيزيديات تم اختطافهن ومعاملتهن بطريقة تمثل أقصى حالات الوحشية.

وتمكَّنا من إقرار قانون الناجيات الإيزيديات، وشمل الضحايا من الفتيات الشبك والتركمان والمسيحيين، والذي يتضمَّن التعويضَ وإعادةَ التأهيل النفسي والمجتمعي، والإسكان، وفرص التعليم والتوظيف، والاعتراف بالإبادة الجماعية، ومحاكمة الجناة، والبحث عن أولئك الذين ما زالوا في عداد المفقودين، وإقامة يوم وطني لإحياء الذكرى في 3 أغسطس (آب) من كل عام.

بالطبع، لا يمكن لأي قدرٍ من التعويض والاعتراف والتعاطف أن يعوّضَ الظلمَ الذي يشعر به أهلُنا الإيزيديون، ولكنَّنا نأمل أن تكونَ هذه بدايةَ لعملية لن تتوقَّفَ بتقديم التعويضات من الدولة العراقية. إنَّها مسؤولية أخلاقية تجاه أبناء شعبنا.

كما نأمل في تحشيد وتعبئة الجهود الدولية الجادة في القضية، فكل من ساعد «داعش» على ارتكاب هذه الجرائم يجب أن يدفع ثمن هذه الجرائم ويجب أن يدفع تعويضات للضحايا، وعلى رأسهم الإيزيديون الذين عانوا حقاً من محنة رهيبة خلال تلك الفترة الزمنية.

اليوم، وبعد مرور عشرة أعوام على المأساة، نؤكد ضرورة تجاوز العراقيل السياسية والإدارية والأمنية التي تمنع إنصاف ذوي الضحايا، والإسراع بتنظيم الإدارة في سنجار، وتوفير الضمانات الدستورية والقانونية والأمنية للإيزيديين، ديانةً وثقافةً بعيداً عن كل قيمومة وإقصاء، وتعزيز أمن واستقرار مناطقهم وتوفير الخدمات الأساسية من أجل عودة النازحين من مخيمات النزوح إلى منازلهم ومدنهم، والذين بدأوا مؤخراً بالعودة الطوعية. كذلك، دعم الجهد الدولي للتحقيق في جرائم «داعش» بالعراق وتوثيقها والعمل على فتح المقابر الجماعية التي تضم مئات الضحايا، ونشيد هنا بإجراءات فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب «داعش» (يونيتاد).

وفي هذا الصدد، لا بد من الإشادة بالقرار المهم في منح العراقيين الإيزيديين ملكية منازلهم في سنجار والتي حُرموا من تملّكها لعقود مضت بسبب السياسات الإقصائية الظالمة التي انتهجها نظام الاستبداد.

يجب تغليب مصلحة الضحايا وذويهم فوق أي اعتبار سياسي، وأن نتحدَ جميعاً في فعل الشيء الصحيح لمواطنينا. فالدفاع عن الإيزيديين وضحايا «داعش» من جميع العراقيين هي قضية نبيلة، ومن المعيب التهاون والمماطلة في تلبية متطلبات أهلنا في سنجار.

يُمثل الإيزيديون الأصالة والعمق في التعبير عن التنوع والثقافة الجميلة لأرضنا. ونستذكر بما تعرضوا له، المآسي التي عصفت بأبناء شعبنا بمختلف مكوناته، من ضحايا المقابر الجماعية والأنفال والقصف الكيميائي في حلبجة وضحايا الإرهاب والحرية والديمقراطية.

ولا ينبغي أن نختلف حول إنصاف الضحايا وإعادة الناس إلى ديارهم، ولا ينبغي لنا أن نختلف حول وضع تدابير أمنية من شأنها حماية مواطنينا، ولا يمكن السماح لـ«داعش» أو أمثاله أن يأتي ويُرهب الناس ويستعبدهم ويفعل بفتياتنا وأولادنا وأطفالنا ما فعلوه. فما حدث كان فظيعاً ومروعاً.

ونحن نستذكر هذه المناسبة المؤلمة، يجب أن نُقر بأن ترسّبات الفكر «الداعشي» لا تزال تُشكل خطراً لا يمكن الاستهانة به. ونؤكد على ضرورة التصدي للتشوهات الفكرية والتكفيرية والإقصائية في منظومة الدين الحنيف ومؤسساته، والتمسك بمفهوم الدولة المدنية الدستورية التي تحافظ على الهوية الوطنية بتنوعاتها وترفض استغلال الدين وفرضه لاعتبارات سياسية.

فالدين أسمى من أن يكون وسيلة بيد ساسة منتفعين لتبرير وترويج مصالحهم السياسية. والدستور العراقي في أساسه دستور لدولة مدنية ديمقراطية يحترم التعددية الكامنة في المجتمع العراقي، مُحترِماً المنظومة القيمية للدين الإسلامي الحنيف والأديان الأخرى المتعايشة في العراق.

والواقع المرير الذي يجب الإقرار به، بالرغم من التأكيدات المستمرة على إنهاء الخطر الأمني للإرهاب والتكفير، فإنَّ ما يجري في سوريا، والتواجد الخطير لتنظيمات متطرّفة مسلحة تُقدر بأكثر من 20 ألف منتمٍ لها في مناطق شمال سوريا وغيرها، مع التحدي الخطير لمخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف من النزلاء، يُشكل تحدياً أمنياً داهماً لا يمكن التهاون بشأنه.

فـ«داعش» وتحوراته لم تنتهِ، بل يجب أن نتحسبَ لوضع خطير وتحدٍ قاسٍ، خصوصاً في سياق المشهد الإقليمي المعقد والمتوتر والمُحمّل بالصراعات والتناحر. والمنطقة مطالبة بالعمل الجاد في هذا الشأن. فما حدث في روسيا وإيران من عملياتٍ ارهابية من قبل «داعش»، وما حدث في مناطق مختلفة من العراق خلال الفترة الماضية من مواجهات مسلحة مع فلول «داعش»، يُمثل إنذاراً يستوجب التحشيد الإقليمي والدولي لمنع كارثة أمنية جديدة قادمة، لا ريب فيها.

نحن بحاجةٍ إلى تعلم الدروس في العراق، فالنجاح في تحقيق هذه المساعي هو استحقاقٌ وطني وإنساني، وبما يحول دون تكرار المآسي التي عصفت بالعراق وكل المنطقة منذ نحو خمسة عقود نتيجة انهيار المنظومة الإقليمية والتي صنّفت الشرق الأوسط بمنظومة مأزومة انعكست على السلم والامن الدوليين، وعلينا إيجاد منظومة عمل إقليمية سياسية وامنية واقتصادية تعاونية لمواجهة تحديات العصر، فشعوب المنطقة تتطلع الى انهاء هذه الدوامة واللحاق بركب العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الذكرى العاشرة للإبادة الإيزيدية العدالة لم تُحقق وخطر التطرف لم ينتهِ في الذكرى العاشرة للإبادة الإيزيدية العدالة لم تُحقق وخطر التطرف لم ينتهِ



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates