غزة ومعضلة الأمن الإقليمي
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

غزة ومعضلة الأمن الإقليمي

غزة ومعضلة الأمن الإقليمي

 صوت الإمارات -

غزة ومعضلة الأمن الإقليمي

بقلم:مأمون فندي

الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط هو معضلة حقيقية تبحث عن حل منذ 1967 حتى اليوم، وتحتاج منَّا نقاشاً جاداً يليق بحجم أزمة وصلت إلى درجة الخطر، خصوصاً بعد حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على أهل غزة. وتتجلَّى الأزمة بصورة واضحة في حالة التخبط السائدة بين الباحثين عن حلول سريعة أو إسعاف سريع «quick fix»، وبين من يفكرون في اليوم التالي لحرب غزة، وقلة قليلة تقترب إلى الندرة ممن يفكرون في حلول قابلة للاستدامة، ولو على المدى المتوسط. وتدور الأسئلة الحائرة في وزارات الخارجية والدفاع، تبحث عن إجابة، من غزة إلى واشنطن، فرؤية الغرب ليست أقل ضبابية، لكن ما يهمنا هو تفسير أسباب التخبط والضبابية في العالم العربي.

السبب الأول في حالة التخبط السائدة هو تغير الانطباع عند العرب عن مكمن التهديد وماهيته «threat perception»، فقد تغيرت الفكرة عن طبيعة مهددات الأمن القومي العربي مراراً منذ حكم جمال عبد الناصر في مصر حتى اليوم، وكذلك تغيرت معها طبيعة تأدية الدول العربية ومؤسساتها الداخلية المنوط بها التفكير في مثل هذه القضايا، وحتى المؤسسات عابرة الحدود، مثل الجامعة العربية، بدت عاجزة في تأدية دورها، ولو على مستوى طرح السياسات البديلة.

في الفترة الناصرية، كانت فكرة العدو تتركز على إسرائيل، وكان هناك تصوران لبناء تحالفات للتعامل مع هذا التهديد؛ التصور الأول ناصري أساسه القومية العربية ووحدة الدول العربية، وأن العروبة هي خزان الفكر والحاضنة الشعبية للتصدي للتهديدات، أما التصور الثاني فكان فيصلياً؛ بمعنى ما طرحه الملك فيصل بن عبد العزيز من حيث توسيع الدائرة لتشمل العالم الإسلامي، وكانت أدوات التنسيق متمثلة في الجامعة العربية من ناحية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي من ناحية أخرى. أعرف أن هذا سرد معروف، ولكنه مطلوب، ولو بشكل مختصر؛ للإلمام بطبيعة التهديدات، وطريق الاستجابة لها، ومدى نجاعتها أو فشلها.

تغيَّرت طبيعة التهديد عند الدول العربية يوم غزو صدام حسين للكويت في أغسطس عام 1990، وفرض غزو بلد عربي لبلد عربي آخر مفاهيمَ جديدة لطبيعة التهديد، خصوصاً لدى الدول الصغرى في المجموعة العربية، وفرَض عليها تحالفات جديدة للتعامل مع هذا النوع الجديد من التهديد، ولجأت دول الخليج، بقيادة المملكة العربية السعودية ودعم عربي محدود، إلى بناء تحالف عالمي واسع لتحرير الكويت من الغزو العراقي، وقام هذا التحالف بتحرير الكويت، بقيادة الولايات المتحدة، نتيجة تراجع فكرة الدفاع العربي المشترك من أجل حل عربي لغزو الكويت. وتبع ذلك وجود أميركي أكبر في المنطقة بقواعد عسكرية ثابتة في قطر والكويت.

ثم جاء الربيع العربي في 2010 - 2011 ليطرح تهديداً داخلياً يخص هيكل الدولة العربية الداخلي وقدرتها على البقاء، ورغم أن طبيعة التهديد تغيرت، لكن فكرة الأمن توسعت؛ فلم تعد عسكرية فقط، وإنما اشتملت على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أدت إلى ذلك الانفجار الكبير؛ أي التركيز على نوع جديد من التنظير حول فكرة الأمن؛ وهي فكرة «الأمن القومي الإنساني»؛ أي الأمن يبدأ من الفرد. وهذا التناول أدَّى إلى انكفاء كثير من الدول العربية على أمنها الداخلي، وانحسار مساحات التفكير في الأمن القومي.

ثم ظهر تهديد آخر متمثل في تحدي الحركات الاحتجاجية، وخصوصاً المسلَّحة منها، لمشروعية الدولة في أنها الوحيدة المتحكمة لأدوات العنف داخل أراضيها، وظهرت حركات مثل «حزب الله» و«حماس» و«الدعم السريع»، وجماعات مختلفة حفرت في ليبيا، و«الحوثي» في اليمن، ورأينا بعض الدول مضطربة في تحديد مواقفها من تلك الجماعات، فبينما يدين البعض «حزب الله» في لبنان، و«الحوثي» في اليمن بدعوى تهديد الدولة، نجده يقف مع «الدعم السريع» في السودان. الفكرة هي أن حالة الضبابية الموجودة الآن، والتي تحدد ملامح التعاطي مع ما يحدث من إبادة في غزة هي نتاج ضبابية أكبر في ملفات أخرى.

هذا على مستوى تغير طبيعة التهديد، ولكننا لسنا أول الناس أو آخرهم الذين يتعاملون مع قضايا الأمن الإقليمي، وكل التجمعات الإقليمية لها طريقتها في إدارة الأمن الإقليمي، وطريقة تعاملها مع التحديات من مناظير مختلفة قد لا تنطبق علينا، ولكن ليس عيباً أن نتعلم منها.

هناك أكثر من طريقة لحل أزمة الأمن الإقليمي، فمثلاً أن تعتمد مجموعة على قوة دولة مهيمنة، مثل حال أميركا مع شمال وجنوب أميركا، أو حالة الصين مع منطقة الباسفيك وبحر الصين. هذه طريقة.

هناك طريقة بناء تحالفات مع أنظمة متشابهة في القسم، أو ما يُعرف بنظرية السلام الديمقراطي، والذي نراه في شكله السياسي في الاتحاد الأوروبي، أو شكله العسكري في حالة الناتو. وأشكال أخرى مختلفة يمكن تتبعها منذ الحرب العالمية الأولى حتى اليوم، ولكن المشكلتين الأساسيتين في العالم العربي هما نقص الثقة بين الدول، وتدني مستوى التنسيق بينها، إضافة إلى الانطباع العام عن المخاطر وطبيعتها.

الفارق بين الترتيبات العربية للأمن الإقليمي وبين غيرها في مناطق أخرى من العالم هو أن التحالفات الإقليمية الأخرى تنطلق من أن هناك مجموعة من الدول تشارك بعضها البعض في الإحساس بطبيعة التهديد المشترك وطرق التعامل معه، أما في العالم العربي ففهم التهديدات مفرق ومختلف، ولا اتفاق حوله، ولذلك تتناوله كل دولة على حدة في إطار فهمها لاحتياجاتها الأمنية الآنية والمُلحة.

ما أريد قوله هنا، والذي أتمنى أن أُتبعه بمقال آخر في هذا الموضوع هو أن غزة كشفت ثغرات الأمن الإقليمي العربي من حيث عدم استمراريته وتقلباته حسب الأحوال، كذلك كشفت غزة أن الحد الأدني من المشتركات في فهم التهديد وطرق التعامل معه محدود في أحسن الأحوال، فالأمر الأكثر خطورة هو أن المشتركات الإنسانية فيما يخص الأمن القومي الإنساني، كما أظهرت مجاعة غزة، محدودة أيضاً. لدينا اتفاق على الورق في أضابير الجامعة العربية عن الدفاع العربي المشترك، ولكن متى يُفعَّل وكيف هو أمر لم يناقَش بالجِدية التي تليق بالأخطار المحيطة بالعالم العربي، ولدينا رغبة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في غزة، ولكن ليس هناك إنجاز ملموس.

كيف نبني مؤسسات مرنة تسمح بالتفكير في أمن كل دولة على حدة، ولكن داخل إطار جامع مرن يخلق حداً أدنى من المشتركات، فهذا موضوع المقال القادم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة ومعضلة الأمن الإقليمي غزة ومعضلة الأمن الإقليمي



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates