واشنطن والشرق الأوسط سذاجة أم تآمر
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

واشنطن والشرق الأوسط: سذاجة أم تآمر؟

واشنطن والشرق الأوسط: سذاجة أم تآمر؟

 صوت الإمارات -

واشنطن والشرق الأوسط سذاجة أم تآمر

بقلم : نديم قطيش

الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، برعاية أميركية، وموافقة من ميليشيا «حزب الله»، ثم نجاح معسكر نوري المالكي، رجل إيران في العراق، في إيصال مرشحه إلى رئاسة الحكومة، وعقده تسوية مع مسعود البارزاني، والمجموعة السنية العربية (الخنجر - الحلبوسي)، مستفيداً من «خروج» مقتدى الصدر من الحياة السياسية؛ أطلقا سيلاً من التحليلات الكابوسية التي ترى في هذين التطورين ملامح صفقة أميركية إيرانية، سُلّم بموجبها كل من العراق ولبنان إلى إيران، على النحو الذي سُلّمت به أفغانستان لحركة «طالبان».

بيد أن بعض التدقيق في وقائع السلوك الإيراني يفيد بأن طهران، وفي ضوء الإقرار الغربي المتزايد بالموت السريري للاتفاق النووي، تستعد لحقبة جديدة من المواجهة مع واشنطن، من خلال الحروب بالوكالة التي تخوضها في الشرق الأوسط (وأبعد)، والهادفة إلى تفكيك كل البنية الاستراتيجية الخادمة لنفوذ واشنطن في أوسع دائرة ممكنة حول إيران.
في العراق، تبدو إيران وكأنها استعادت زمام المبادرة بعد أكثر من سنتين ونصف السنة على الانتكاسات التي أصابت نفوذها العراقي، بدءاً من اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، مطلع عام 2020، وصولاً إلى نشوء حكومة عراقية برئاسة مصطفى الكاظمي وُلدت من رحم أوسع احتجاجات شعبية عراقية على النفوذ الإيراني في العراق.
عملت إيران على مستويين لتفكيك الواقع الناشئ، وإعادة بناء مداميك نفوذها. فبعد فشل كل محاولات استمالة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، صدر من طهران قرار إنهائه، عبر إعلان آية الله كاظم الحائري، اعتزال دور المرجع، والطلب من مقلديه (يقلده عموم الصدريين) الالتزام بتقليد المرجع علي خامنئي، ما حدا بمقتدى بعد مشهدية دموية وفوضوية، في بغداد، إلى اعتزال العمل السياسي. بموازاة ذلك، كان «الحرس الثوري» الإيراني يدك إقليم كردستان بالصواريخ الباليستية والغارات المتفرقة، لكسر الممانعة الكردية، وتفكيك التحالف بين مسعود البارزاني ومقتدى الصدر. ووصل الأمر إلى الإعلان عن حشد قوات «الحرس الثوري» الإيراني على حدود إقليم كردستان العراق، بحجة أن أربيل تدعم العصب الكردي للحراك الشعبي المندلع في إيران منذ أكثر من شهر.
والنتيجة، فرضت إيران بالتهويل السياسي والفقهي والعسكري، تكليف شخصية محسوبة عليها لرئاسة الحكومة، وكرّست كسر مقتدى الصدر، وبدأت رحلة إعادة ترميم هيمنتها على بغداد، حتى يقضي الله أمراً.
في اليمن، ارتفعت وتيرة التصعيد من مستوى تعطيل الحوثي لتجديد اتفاق الهدنة، بإيعاز إيراني، إلى الهجوم على ميناءي الضبة والنشيمة النفطيين في حضرموت وشبوة، وتهديد المنشآت النفطية السعودية والإماراتية، في إشارة إلى احتمالات إشعال جبهة اليمن بأبعادها الإقليمية. وما إصرار الحوثي، من خارج كل سياق التفاهمات السياسية ومرجعيات الحل اليمني، على دفع الحكومة الشرعية مرتبات «موظفي الدولة» من دون استثناء (أي قوى الأمر الواقع المدنية والأمنية والعسكرية)، وتشريع العمل في ميناء الحديدة ومطار صنعاء - إلا إصرار إيراني على تثبيت مكتسبات الانقلاب الحوثي، ورفع مستوى التأزيم السياسي لملف اليمن، بغية استثماره في فترة التصعيد المقبلة. واللافت أن تتزامن التهديدات الحوثية مع مثيلتها الإيرانية، لا سيما ضد السعودية، بعد اتهامات مضحكة وجّهتها طهران للرياض برعاية أعمال ودعم الاحتجاجات الشعبية في إيران المندلعة على خلفية قتل «شرطة الأخلاق» للشابة الإيرانية مهسا أميني.
وفي سياق ترتيب الأوراق نفسه، تهيئةً لمرحلة مقبلة من التصعيد، تُدرج الرعاية الإيرانية للمصالحة بين حركة «حماس» ونظام بشار الأسد، في لحظة انتقالية حساسة على مستوى قيادة «منظمة التحرير» الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية بمؤسساتها الشرعية كافة، وبدء البحث الجدي في سيناريوهات ما بعد الرئيس محمود عباس.
أجبرت «حماس»، أو أحد أجنحتها على الأقل، على تقديم مشهدية مهينة ومذلة في دمشق، حين وصف أحد مسؤوليها موقف الحركة الداعم لثورة الشعب السوري، بأنه «عمل فعل فردي لم تقره القيادة»! وعلى طريقة إيران، ما كان ذلك ممكناً لولا اللعب الإيراني المحترف على تناقضات الساحة الفلسطينية، من خلال رفع مستوى الدعم والرعاية لحركة «الجهاد الإسلامي»، لا سيما خلال معركة غزة الأخيرة، التي فرضتها «الجهاد» وانكفأت «حماس» عن الاشتراك فيها. كما لاحظت «حماس»، ولا بد، أن إيران تسند «الجهاد الإسلامي» في التمدد نحو الضفة الغربية، من خلال إسنادها بالأدوات والمقدرات التي تقيم الوصل بينها وبين مجموعات شبابية مسلحة، أبرزها «عرين الأسود» في نابلس، التي وإن كان معظم أفرادها يتحدرون من أسر ذات خلفيات فتحاوية، فإنها على صلة تمويلية وتعبوية مع حركة «الجهاد الإسلامي».
عبر هذه الخلطة من العلاقات وغيرها تتهيأ إيران لإعادة الإمساك بالورقة الفلسطينية، واستثمارها في إعادة ترميم نفوذها، في اللحظة التي يواجه فيها المشروع الإيراني انتكاسات هائلة في الخارج والداخل معاً.
وقد وجدت إيران في ملف الحرب الأوكرانية منصة لتجديد سمعة المشروع الإيراني، كمشروع مقارعة للإمبريالية العالمية والغطرسة الأميركية، من خلال الدخول على خط الحرب عبر تزويد الجيش الروسي بمسيّرات إيرانية تُستخدم الآن في دك المنشآت المدنية الأوكرانية. وقد أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أن إيران «منخرطة الآن بشكل مباشر على الأرض في شبه جزيرة القرم»، وأن «العسكريين الروس المتمركزين في القرم كانوا يسيّرون طائرات إيرانية من دون طيار، ويستخدمونها لشن ضربات في أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك ضربات ضد كييف».
إلى جانب العائد المعنوي، يشكّل الإسناد الإيراني لروسيا في حرب أوكرانيا مادة قلق لعدد من اللاعبين في الشرق الأوسط، لا سميا إسرائيل التي تعتمد على تفاهمات دقيقة مع روسيا لتنفيذ الضربات التي توجهها لإيران وميليشياتها في سوريا. وفي هذا السياق، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أخيراً عن «قلقه العميق» بشأن العلاقات العسكرية الإيرانية مع روسيا، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، مؤكداً أن «إسرائيل تقف إلى جانب الشعب الأوكراني».
تتشارك عواصم خليجية مع إسرائيل هذا القلق من التقارب الروسي - الإيراني، وما قد يفضي إليه من تشكّل توازنات إقليمية جديدة في المنطقة، تطال بنتائجها السياسية والعسكرية والأمنية كل الملفات المتفجرة.
الأخطر من كابوس الصفقة الأميركية الإيرانية الذي يتحدث عنه البعض، هو انعدام وجود رؤية استراتيجية أميركية لإدارة الصراعات المندلعة في الإقليم، وغياب الفهم الدقيق لتوازنات الأمن في الشرق الأوسط، لا كمصلحة إقليمية للاعبين المعنيين مباشرة، بل كمصلحة أميركية أولاً. إيران تتهيأ لموجة جديدة من الاشتباك مع واشنطن، وإضعاف نفوذها في الشرق الأوسط، في حين أن واشنطن في واقع اشتباك مع حلفائها الطبيعيين.
في معظم الأحيان، الغباء أشد خطورة من التآمر!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن والشرق الأوسط سذاجة أم تآمر واشنطن والشرق الأوسط سذاجة أم تآمر



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

شيفروليه تطلق الجيل الجديد من سلفرادو 2019

GMT 14:43 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرة سلمية للسيطرة على الاحتباس الحراري في بلجيكا

GMT 16:25 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بحث جديد يثبت أن "الموناليزا" ليست جميلة

GMT 08:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 05:58 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهورا الوصل والنصر يحتفلان بـ"يوم العلم" الإماراتي

GMT 05:45 2021 السبت ,16 تشرين الأول / أكتوبر

5 لاعبين يمكنهم تعويض محمد صلاح في حال رحيله عن ليفربول

GMT 08:32 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

فيات تدخل عالم سيارات البيك آب الكبيرة المتطورة

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 21:57 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الغموض يحوم حول مصير طواف فرنسا 2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ثغرة في نظام أبل تستهدف الأطفال

GMT 07:06 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب أهلي دبي يهزم الظفرة ويتصدر الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates