مجتمعات قوس قزح
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

مجتمعات قوس قزح!

مجتمعات قوس قزح!

 صوت الإمارات -

مجتمعات قوس قزح

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

الأسبوع الماضي احتفلت جمهورية جنوب أفريقيا بمرور ثلاثة عقود على أول انتخابات حرة لكل مواطني الجمهورية، بيضاً وملونين، بعد أن انتهت فترة كئيبة من الاستعمار الاستيطاني الأبيض الطويل؛ فتجربة هذا المجتمع لها أهمية إنسانية، فلم يقرر السود طرد البيض الذين جاء أجدادهم من أوروبا، بل قرروا التعايش معهم في وطن واحد.

تحدث رئيس الجمهورية الحالي سيريل رامافوزا في الجموع بتلك المناسبة، فقال: «نحتفل بعد التخلص من حكومة الاستيطان البيضاء التي عزلت المواطنين السود، ولكن نحتفل معاً بفخر لأننا تعلمنا أن العيش المشترك هو الطريق الأسلم لتنمية الاقتصاد والسلام للشعوب، فنحن الآن ننعم بالحرية والمساواة والتعددية، ونحتكم لمرجعية تجمعنا جميعاً، شعب مكون من (قوس قزح) من المواطنين، من ألوان مختلفة وديانات مختلفة، وحتى ثقافات مختلفة».

لفتت نظري تلك التجربة الإنسانية الغنية، وقد عرف العالم دور الرئيس نيلسون منديلا في صياغة هذه التوليفة، فلم يلجأ بعد أن نال حريته، وأصبح رئيساً، إلى الثأر من سجانه الذي أبقاه في سجن معزول أكثر من عقدين من الزمان، وربما تلك الروح التي ترفض الظلم أينما حل، هي التي دفعت جمهورية جنوب أفريقيا إلى أن تقدم شكوى ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية؛ لما شاهده العالم، وربما تسامح معه، من مجازر في غزة، وهو مثل ما واجهه أبناء جنوب أفريقيا من عنصرية؛ لذلك سُمعت لديهم عنصرية إسرائيل بقوة، مما جعلتهم يبادرون في حمل لواء الدفاع عن الحقوق الإنسانية؛ لما وجدوه من نظام عنصري يقوم بإبادة جماعية.

قوس قزح هو التوصيف الحقيقي لمعظم المجتمعات في عالمنا اليوم، ليس هناك مجتمع مكوَّن من مكوّن «ثقافي، عرقي، لغوي، ديني» واحد، إلا بعض المجتمعات البدائية التي تعيش على هامش الحضارة الإنسانية، معظم المجتمعات هي قوس قزح، تشترك في بعض الصفات، وتختلف في أخرى؛ لذلك لجأت الدولة الوطنية الحديثة إلى بناء منظومة قانونية تسمى لدى البعض بالدستور، أو القانون العام، وينص في الغالب على المساواة بين المواطنين مع اختلافهم.

في فضائنا العربي المشمول بالحروب الأهلية الساخنة (اليمن، ليبيا، السودان) أو الباردة في أماكن كثيرة من البقعة العربية، السبب الجذري لتنافرها وتقاتلها ما هو إلا عدم الاعتراف بقوس قزح الاجتماعي، فكل فئة تريد أن تشكّل الفئات الأخرى على شاكلتها في الاجتهاد السياسي والاجتماعي والثقافي، أي تريد حيازة الفضاء العام، وتلوينه بلونها فقط، وإبعاد الآخرين على أنهم مختلفون في اللون السياسي أو المذهبي أو العرقي، بل وحتى اختلاف اللهجة، إنه توظيف سياسي لمجموعة ضد مجموعة أخرى في الوطن الواحد.

قرع الجرس أمين معلوف (لبناني أصبح فرنسياً من أم كاثوليكية وأب بروتستانتي، وجد تركي) في كتابه الشهير «عذابات الهوية» 2004، شرح فيه كيف يمكن أن تكون الهوية (إن سُيّسَت) أداة عنف شنيعة.

من أجل التسييس والتكسب المصلحي، تم اختراع الشعار البائس «الهوية الوطنية» في فضاء كثير من المجتمعات، ففرقت الجماعات، وأنبتت الأحقاد، وحقيقة الأمر أن الدولة العربية الحديثة في معظمها فشلت فشلاً ذريعاً في تكوين «هوية» على قاعدة علمية، وهي القاعدة التي تعترف بـ«قوس قزح الاجتماعي» وتعلي التسامح بدلاً من التعصب، بل حاولت جماعات في الدولة الوطنية الحديثة أن تستحوذ على السلطة والثروة، وتفرض هويات تنتمي إليها المجموعة الحاكمة، متسيدة على الآخرين؛ لذلك تفجّرت الصراعات الساخنة التي تكاد تهلك تلك المجتمعات، وأيضاً الصراعات الباردة، والاثنتان لا تحتكمان إلى قواعد قانونية مشتركة وحاكمة يقودها العقل.

ليس ضرورياً أن تنتمي إلى دين واحد كي تذوب الفوارق، الأتراك والأكراد من دين واحد، وبل مذهب واحد، بينهم عداء في الدولة الواحدة، الهوتو والتوتسي كاثوليك يتكلمون لغة واحدة في بلد واحد (روندا) قامت بينهما مذابح بسبب العرق، وهناك أمثلة كثيرة حول العالم، تظهر أن متغيرات متعددة تأخذها «الهوية» القاتلة، وليس النمط الواحد.

حاول نظام البعث في العراق مثلاً أن «يبعثن» الشعب العراقي كله، وكان التناقض واضحاً بين «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، وتقريباً ثلث الشعب العراقي من الأكراد ولهم ثقافة ولغة مختلفة؛ مما أجّج صراعاً طويلاً وفتح الباب أمام تدخلات خارجية. الحوثي في اليمن إقصائي يزيح المكونات اليمنية الأخرى ذات الانتماء العقائدي المختلف نسبياً عن انتمائه. وما الصراع في السودان إلا نوع من الإقصاء الهوياتي، يتبع نموذج الإقصاء لأبناء الجنوب في وقت سابق. أما في لبنان فقد عرف الجميع نتائج مأزق محاولات الإقصاء الدؤوبة، وبعضها حمل ظاهرياً شعارات المظلومية من جهة، ومحاربة إسرائيل من جهة أخرى، أو شعارات الأقلوية، أما حقيقتها فهي الدأب على احتكار المصالح حتى، إلى درجة «إما أن تذوب فيّ، أو أنك خارجي» تستحق الإقصاء، وفي بعضه تستحق السحق.

من هنا، فإن شعار الهوية الوطنية الرافضة للآخر في الوطن، هي من سمات الفاشية التي انتشرت بعد الحرب العالمية الأولى، وتسببت بقتل الملايين من الناس، وهي اليوم تسبب عشرات الآلاف من القتلى في غزة، وتحمل تعصباً مقيتاً، مفارقاً للطبيعة البشرية والتاريخ الإنساني، فقد اختلطت شعوب وامتزجت ثقافات وفي عصرنا أصبح الاختلاط والامتزاج صفة العصر الذي نعيشه.

ومن المفارقة أن مقتل القضية الفلسطينية هو نوع من التفرقة «الهوياتية» التي سببت التشرذم والانقسام.

اكتشاف جمهورية جنوب أفريقيا قوس قزح، لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد معاناة إنسانية هائلة، زرعت في الجمهور العام في تلك البلاد أهمية التوافق الوطني، والاعتراف المتبادل بالآخر، وأن لا مكان في عالمنا اليوم أن ينصهر مكون في مكون آخر.

الثقافة العربية السائدة هي إصرار على الانصهار أو التهميش الذي يقوّض منظومة الأمن الوطني، وذلك لا يخلق أوطاناً، بل يؤهل لحروب، إما ساخنة أو باردة كما نشاهد.

آخر الكلام: «نظرتنا هي التي غالباً تسجن الآخرين داخل انتماءاتهم الضيقة، ونظرتنا كذلك هي التي تحررهم». (أمين معلوف).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمعات قوس قزح مجتمعات قوس قزح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates