صناعة الزمن التالي
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

صناعة الزمن التالي

صناعة الزمن التالي

 صوت الإمارات -

صناعة الزمن التالي

بقلم : عبد الرحمن شلقم

لكل زمن أعضاؤه وحواسه وقدراته، وقفزاته وكبواته. زماننا الذي نعيشه اليوم، له خصوصية لم يشهدها ما سبقه من القرون البعيدة والقريبة. فيه عواصف من الطموح التي لا حدود لها، ويحمل في تحركه في الوقت ذاته، خوفاً يجتاح المليارات من البشر فوق الأرض. يبدع العلماء الأدوية التي أنهت أمراضاً كانت تلتهم الملايين. لم يعد للطاعون والجدري والحصباء، وغيرها من الأمراض الرهيبة وجود، إلا في جيوب قليلة بين بعض الشعوب المتخلفة. لكن في أماكن أخرى، يسهر علماء على اختراع أسلحة وتطويرها، لها قدرة تدميرية رهيبة، قادرة على قتل الآلاف، بل الملايين من البشر. التقنية التي لا تتوقف عن تطوير قدراتها الذاتية، تشعل ومضات الطموح الإنساني في المزيد من التقدم، وصناعة عالم خالٍ من الأمراض والفقر، وهي ذاتها التي تصنع حطب نيران حروب الإبادة والدمار غير المسبوقة.

لكل زمن صانعوه منذ الخليقة. العلماء والفلاسفة والساسة ورجال الدين. نعيش الآن زمناً يتحرك بسرعة، لا نكاد نستوعب ما تحقق من تغير فوق الأرض، حتى نجد أنفسنا أمام مستجدات فيها الكثير مما يبشر بزمن فيه ما يزف بشائر للناس في مجالات عدة، وأهمها القضاء على الأمراض التي تضرب الحياة. لكن في الوقت ذاته تتدفق المعلومات المرعبة، عن التقدم المخيف في اختراع أسلحة الدمار، التي لم يتخيلها أحد في سنوات قليلة عبرت.

هذا القرن الذي تمخر عبابه مراكب البشرية، له أعضاء وحواس وحركة، تختلف عن كل ما سبقه. عولمة متجددة، يُضاف إليها باستمرار ومن دون توقف، تكوينات جديدة. الحروب التي تشتعل في بقع صغيرة أو كبيرة من العالم، دخلت إلى كل بيت، بل إلى كل رأس. لم يشاهد البشر جميع الحروب السابقة، مباشرة على الهواء، أما الآن فكل المعارك تنقلها الفضائيات التلفزيونية، والهواتف النقالة مباشرة إلى الآفاق. الحربان العالميتان الأولى والثانية التي قُتل فيهما عشرات الملايين، وكذلك حرب أميركا في فيتنام، والحروب العربية - الإسرائيلية، وحرب بريطانيا والأرجنتين في جزر الفوكلاند، لم يشاهدها العالم. وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، جعلت من كل الحروب كبيرها وصغيرها، حروباً عالمية إنسانية. الهجرة النظامية وغير النظامية، تخلق عالماً جديداً بإنسان جديد. معادلة غريبة في زمننا هذا وهي، كلما زادت الثروة واتسعت دوائر الرفاهية، قلَّت معدلات الولادة، في حين تحافظ نسبة الولادات المرتفعة على مؤشرها في المجتمعات الفقيرة المتخلفة. المهاجرون يغامرون بحياتهم وهم يعبرون البحر الأبيض المتوسط، نحو الأنوار التي ترفرف كالطيور المهاجرة القادمة من أوروبا، وتشعل خيالهم الجائع، ويندفعون نحو الوجود الأسطوري، حيث العمل والطعام والصحة والأمن. بلدان المقصد الأوروبية. المحركات نفسها تدفع شباب أميركا اللاتينية للتدفق نحو الولايات المتحدة الأميركية. هذه الدول المستقبلة للمهاجرين غير النظاميين، ينطبق عليها المثل الليبي الذي يقول «لا نَبيك ولا نصبر عليك»، أي لا أريدك، ولكنني في حاجة إليك. هناك نقص متزايد في اليد العاملة، في أغلب الدول الأوروبية، وخاصة في قطاع الزراعة والأعمال اليدوية التي لا يُقبِل عليها شباب هذه الدول. في أغلب محطات الوقود، ونظافة الشوارع، والمطاعم والمقاهي، وحتى في أجهزة الشرطة، نرى الآلاف من الشباب الأفريقي والآسيوي، وقد صار لهم وجود كبير في العديد من دول أوروبا الغربية، وفي البرلمانات الأوروبية أصبح للمهاجرين وجود ظاهر. هؤلاء سيكون لهم تأثير كبير على تشكل النسيج الاجتماعي وحتى السياسي لهذه البلدان في المستقبل. عولمة متحركة لها ضلوع بشرية تفعل فعلها في صناعة الزمن التالي. الإرهاب بأقنعته المختلفة، أصبح الوباء المسلح الذي لا يغيب في بقع كثيرة من خريطة العالم. هذا الزمن المتحرك، له مصانع تصبّ ما تنتجه في رؤوس البسطاء الحائرين، الذين يبحثون عن تأكيد وتحقيق ذاتهم عبر الفعل العنيف، لتشكيل عالم آخر من إبداعهم.

هذا الزمن يتداخل فيه الطموح والخوف. العلم لا يتوقف عن الدفع بمخترعات جديدة، آخرها الذكاء الاصطناعي، وما سيقدمه للبشرية من إضافات للقضاء على الأمراض، والمساعدة على المزيد من الإنتاج، وتوفير الجهد البشري في الكثير من المجالات، لكن الخوف بل الرعب، صار صنواً لكل قادم جديد في مجال التقنية. ماذا لو تمكّن الإرهابيون من تصنيع الطائرات المسيّرة، والصواريخ الذكية، وغيرها من الأسلحة القادرة على القتل الجماعي، ونشر الخوف في أصقاع الدنيا؟

رغم كل ما يعيشه العالم من أحداث وتطورات تدعو إلى التوجس وحتى الخوف، رغم كل ذلك، تبقى أضواء الأمل تنير. الرباعي الذي صنع التحولات الكبيرة، وهم العلماء والمفكرون والساسة ورجال الدين، في كل أنحاء العالم، لهم القدرة على صناعة الزمن التالي، مثلما كان في كل حلقات الزمن بكل ما فيها، من نهوض وكبوات. زمن الأمل له صانعوه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الزمن التالي صناعة الزمن التالي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates