«سُميّة رمضان» والذين معها
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

«سُميّة رمضان».. والذين معها

«سُميّة رمضان».. والذين معها

 صوت الإمارات -

«سُميّة رمضان» والذين معها

بقلم: فاطمة ناعوت

 

صديقتى «سُميّة رمضان»، حين تلتقين بهم اليومَ فى فردوس الله البهىّ العلىّ، أبلغيهم حبى وزهرة. أولئك الذين جمعوا بيننا، ومنهم من كان سببًا فى تعارفنا والتقائنا على حبّهم. «فينسينت»، «فرجينيا»، «حسين»، «شمس».

- «فينسينت»: قبل نحو عشرين عامًا، دقَّ هاتفى وسمعت صوتًا رقيقًا يقول: «أنا اسمى »سمية رمضان«، قرأتُ لك ترجمةً عربيةً جميلة لقصيدة Vincent التى كتبها وغنّاها »دون ماكلين«، وأود استئذانك فى تدريسها لطلابى فى الأكاديمية». وافقتُ من فورى. وبدأت صداقتُنا، وتعرفتُ على أجمل إنسان يمكن أن تصادفه فى حياتك: ثقافةٌ وبساطة، قوةٌ ورقّة، علمٌ وعذوبةٌ. ومنذئذ صرتُ مَدينةً للفنان الهولندى العظيم «فينسينت فان جوخ»، أن كان سببًا فى تعرّفى على تلك الجميلة. وحين رحلت «سمية» بالأمس، راجعتُ بين دموعى رسائلَنا؛ فوجدتُ من بينها رسالةً تخبرنى فيها أن ابنها، حين يودُّ أن يدلّلها كأم جميلة، يمسكُ جيتاره ويعزف عليه أغنية Vincent.

- «فرجينيا».. حين شرعتُ فى ترجمة أعمال البريطانية الساحرة «فرجينيا وولف» للعربية عام 2001، لصالح «المجلس القومى للترجمة»، فكرتُ ألا أكتفى بقراءة أدبها بالإنجليزية، ووددتُ أن أطالعَ، على عُجالة، بعضَ ما تُرجم لها بالعربية، نظرًا لصعوبة البناء القصصى والروائى عند «وولف»، وتعقيد التركيب اللغوى لديها، ومزجها الواقع بالخيال، واستخدامها تقنية «الالتفات فى الضمائر»، وأنسنة غير العاقل فى الضمائر، وانتهاجها أسلوب «التداعى الحر للأفكار»، وغيرها من التقنيات الأدبية المعقدة التى وسمت أدب «فرجينيا وولف» بالتعقيد والصعوبة والغموض. هذا إلى جانب إصابتها بـ«اضطراب ثنائى القطب Bi-Polar Disorder» ما جعلها فى حياتها وأثناء الكتابة تخلط بين الواقع والخيال، وانتهى بانتحارها غرقًا عام 1941. بحثتُ فى المكتبات عن ترجمات لها، فلم أجد. لجأتُ للعظيم د. «محمد عنانى»، شيخ المترجمين، فضحك قائلًا: (الناس بتهرب منها يا حبوبة! نعمل إيه وأنت اخترتى حارة سد!. فرجينيا وولف بتخوّف! Who›s Afraid of Virginia Woolf)... ثم قهقه قهقهته الجميلة الشهيرة، وتوقف فجأة كأنما قد تذكر شيئًا، وقال: (بس فيه ترجمة لمقالها: A Room of One›s Own اللى كتبته عام 1929 ترجمته «سميّة رمضان» فى كتاب عنوانه: «غرفة تخصُّ المرءَ وحده»، ابقى بصى عليه). وحصلتُ على الكتاب الصغير الجميل. ولم أعش فقط مع نقمة «فرجينيا» على أسرتها الثرية التى منعت ذهابَها إلى المدرسة والجامعة كعادة الأسر الفيكتورية فى بدايات القرن الماضى، بل تعرفتُ كذلك على الجميلة «سُمية رمضان» من خلال عذوبة لغتها وحلولها النفسى فى مأساة «فرجينيا وولف». هنا

تأكدتُ أن خيوطًا سحرية تربط بينى وبين هذه الوادعة التى فقدتُها بالأمس. وأصدرتُ بالعربية ترجماتٍ عديدة لـ«فرجينيا وولف»، فى طبعاتها الجديدة سوف أحرصُ على إهداء بعضها لـ«سمية رمضان».

«حسين»... هو الاستثنائى «حسين بيكار»، الفنان التشكيلى المصرى العالمى الذى لم يأتِ مثله فى كل الدنيا، ولن يأتى. لم يشرّفنى الزمانُ بلقائه، غير أن عشقى للوحاته وكفاحه ووطنيته يحتلُّ قلبى وعقلى منذ طفولتى. من بين جواهره النفيسة لوحة لامرأة جميلة ترتدى فستانًا أبيضَ، عقصت شعرها الأسودَ فى ذيل حصان بـ فيونكة سوداء. تقف السيدةُ بروفايل، وتنظر جانبيًّا نحو شىء ما بعينيها السوداودين الساحرتين بنظرة تجمع بين الفرح والحزن. هذه الجميلة هى «سمية رمضان» التى كان «بيكار» يعتبرها ابنته الروحية، ورسم لها هذه اللوحة الساحرة عام 1990. وكان عشقُنا لهذا العظيم خيطًا جديدًا يربط بيننا.

«شمس».. هو «شمس الدين التبريزى»، الدرويش العارف المتصوف الذى علّم مولانا «جلال الدين الرومى» عشقَ الله والذوبان فى جمال نوره وفيوض رحماته. كانت «سميّة» تُزيّن صدرها طوال الوقت بـ«بروش» من النحاس يصوّر درويشًا فى تنورته يرقص «المولوية»، أرى فيه دائمًا «شمس التبريزى» رفيق دربى. وهذا خيط جديد يشدُّ وثاق قلبى نحو قلب الجميلة.

أولئك أصدقاؤنا الذين تُجالسُهم الدكتورة «سُميّة رمضان» اليومَ فى فردوس الله الأعلى، فيا حظّها الجميل! ويا حظَّهم أن تنضمَّ إلى مجلسهم الغنىّ زهرةٌ مصريةٌ مشرقة مثل هذه السيدة التى اجتمع على حبّها الناسُ جميعُهم.

حين اشتدَّ عليها المرضُ تمنيتُ لقاءها مع صديقتنا المشتركة الدكتورة «سوسن حسنى»، لكن الجميلةَ قالت إنها تودُّ الاختلاءَ بنفسها، والتهيؤَ للقاء الله. كانت شديدة الفرح بالموعد الوشيك مع الرحمن الرحيم، ولا تريد أن تمسَّ ذاك التهيؤَ الروحىَّ بلقاء بشر. عاشت فى هدوء ورحلت فى هدوء، من النور جاءت، وإلى النور تمضى. وداعًا حزينًا يا «سُميّة» السامية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سُميّة رمضان» والذين معها «سُميّة رمضان» والذين معها



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates