«فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

«فرحًا مع الفرحين»... عيد قيامة مجيد

«فرحًا مع الفرحين»... عيد قيامة مجيد

 صوت الإمارات -

«فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد

بقلم : فاطمة ناعوت

 

البيتُ الذى تسكنه المودةُ والرحمةُ ويتحابُّ سكّانُه، لا تعرفُ جدرانُه الشقاقَ ولا التصدّع، ويعيشُ مقاومًا التحدياتِ والنوازلَ. كذلك الأوطان. مستحيلٌ أن يتقوّى وطنٌ ويصمد فى مواجهة العداءات الخارجية، فيما أبناؤه ليسوا على بساط التحاب والتواد واللطف فى التعامل. قوةُ أى دولة، ليست وحسب فى بسالة جيشها، بل كذلك فى تماسك شعبها ووقوفه صفًّا واحدًا لا شقاق فيه ولا صدوع. ولهذا فأنا فى غاية السعادة لأننا اليوم نعيش تلك اللحظة المشرقة التى طالما حلمتُ بها وكتبتُ عنها وناديتُ بها: أن نتحابَّ، نحن المصريين، ونتوادَّ رغم اختلاف عقائدنا، كما علّمتنا الأديانُ. كلما تعمّق المرءُ فى دينه، وذاق حلاوةَ إيمانه، احترمَ عقائدَ الآخرين لأنه يعرف أنهم، مثله، يتذوقون حلاوة إيمانهم. هكذا الحكاية ببساطة.

وللحقِّ كان للرئيس «عبدالفتاح السيسى» عظيمُ الفضل فى هذه اللحظة الطيبة التى نعيشها الآن، حين دخل الكاتدرائية لتهنئة مسيحيى مصر فى عيدهم فى بواكير ولايته. وصارت سُنّة طيبة لم تنقطع فى أى عام، وسوف تظلُّ هذه السنّة بإذن الله فى مقبل الأيام. حين يؤمن الحاكمُ ويقرُّ بأن «الوطن للجميع» ويقف على «مسافة متساوية» من أبناء الوطن، ففى ذلك رسالةٌ ناصعة يتعلمها الشعب فتخفُّ حدّة التوترات الطائفية تدريجيًّا حتى تختفى، ويصفو وجهُ الوطن. وهذا ما كان حتى وصلنا إلى اللحظة الجميلة الراهنة، حيث احتشدت وسائلُ الإعلام والصحف والمواقع الإخبارية بتغطيات إعلامية من جميع كنائس مصر لقداسات عيد القيامة المجيد، الذى احتفل به أصدقاؤنا المسيحيون بالأمس وأفطروا بعد صيام دام ٥٥ يومًا. وفى هذا حدثت طرائفُ جميلةٌ لا حصر لها، منها سائق ميكروباص أدار كاسيت سيارته ليذيع القداس، وعلى التابلوه الأمامى مصحفٌ وسجادةُ صلاة، فسألوه: «هو أنت مسيحى؟». فأجاب: «لا أنا مسلم، بس ممكن يكون حد من الركاب مسيحى، فلازم يعيش لحظة فرحه بالعيد!»، أرأيتم مستوى التحضر والرقى وسلامة الطوية؟! هذا رجل متحضر مهما كان مستوى تعليمه. فالتحضرُ هو السعة وعلو المدارك ونظافة القلب. ومن تعريفات الحضارة: «رقة التعامل مع الآخر». فتفرح إذا فرحوا، وتشاطرهم الأحزانَ إذا ألم بها مصابٌ. ومن آيات الإنجيل فى التآزر والتضام: «فرحًا مع الفرحين، وبكاءً مع الباكين». هكذا غدونا فى مجتمعنا المصرى والحمد لله. احتشدت صفحات المسلمين بالتهنئات لأشقائنا المسيحيين نبارك لهم ونفرح معهم. هل لم يعد نفرٌ ضعيف النفس من شوّاذ الآفاق الذين يجيدون تسميم الأرواح وجرح المشاعر؟!، نعم بالتأكيد مازالوا هناك يمارسون هوايتهم الأثيرة فى تعكير صفو مصر وتلبيد سمائها بغيوم الكراهية. لكنهم اليوم أخفتُ صوتًا لأن الشرفاء لهم بالمرصاد.

فى أعياد أشقائنا المسيحيين أمامك خياران لا ثالث لهما، إما أن تكون لطيفًا وراقيًا فتهنئهم وتتمنى لهم عيدًا سعيدًا، أو أن تصمتَ الصمت الجميل. أما البديل الثالث فمرفوع وغير موجود وغير كريم، وهو أن تحاول قتل فرحتهم بعيدهم، وتُسمعهم ما لا تحب أن تسمع، وهذا السلوك الرخيص لم يعد مقبولا ولا مسموحًا به فى مصرنا الراهنة. فمصرُ وطنٌ نُسج بخيوط المسلم والمسيحى، وارتوت أرضُها بدماء المسلم والمسيحى فى معارك البقاء والكرامة. فمثلما تجمعنا المحنُ والأحزان، كيف لا تجمعنا الأفراح والأعياد. فالعيد لا يكون عيدًا إلا حين يُضىء بيوتَ الجيران كما يُضىء بيتك.

تأملوا ماذا يفعل أشقاؤنا المسيحيون فى رمضان وعيدى الفطر والأضحى! تمتلئ صناديقُ رسائلنا بالتهنئات وتحتشد صفحاتهم بالمباركات. تلك الروح الطيبة، هى التى تبنى الأوطان وتصونها، وهى التى ينبغى أن نقابلها بوفاء مماثل: أن نحتفل بعيد القيامة مع إخوتنا كما يحتفلون معنا بأعيادنا، وأن نُرسل لهم الزهور والتهانى، وننشر الفرح فى شوارعنا وقلوبنا. المشاركة فى أعياد الآخرين ليست خيانةً لما نؤمن به، بل هى تجسيدٌ لما أمرنا به إيمانُنا من احترام الإنسان، وإكرام الجار، وصون المحبة، ورد التحية بأحسن منها.

المحبةُ لا تسقط أبدًا، بل تنجح دائمًا فى تشييد منازل الخير والسلام. فى وطنٍ مثل مصر، حيث رُفع أذانُ الفجر مع قداس العيد فى صباحات كثيرة من تاريخنا، وحيث ارتفع الهلالُ جوار الصليب على ضريح الشهيد، يصبح من الطبيعى أن نُعلى من قيمة المشاركة إيمانًا بأن الوطن لا يُبنى إلا بالمحبة والوحدة. ولهذا كان أول دروس القراءة ونحن صغار: «الاتحاد قوة».

عيد القيامة المجيد، فرصة لتجديد هذا العهد، وغرس بذرة أمل فى أرض مصر التى ما عرف ترابُها الطائفيةَ إلا حين خان البعضُ ترابها. فلنفرح معًا، ونحمل شموع الأعياد علّنا نضىء عتمة هذا العالم.

شكرًا للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى غرس «بذرة ميلاد المواطَنة» ليلة «عيد الميلاد» يوم ٦ يناير ٢٠١٥، فصارت شجرةً أورقتْ وأشرقت ثمارُها مع الأيام. عيد قيامة مجيد وسعيد يا مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد «فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates