وحشية أزلية

وحشية أزلية

وحشية أزلية

 صوت الإمارات -

وحشية أزلية

بقلم - علي ابو الريش

وحشية مثل غزالة برية، تُمارس الحب مثل شرب الماء في حال الظمأ. وحشية مثل صورة من تاريخ البدائية، مثل ناب الريح في شراع الأبجدية، مثل مخلب أسطوري ينخر عظم القبلية، مثل طير الأبابيل يهدم عرش الجاهلية.
وحشية أزلية، من أتون الفكرة الجدلية، تحدق في التضاريس، وترسم صورتها على مرآة الجسد النارية، تتدفق في اللاوعي، فلسفة لا شرقية ولا غربية، هي من أصول سرمدية، تتداعى في الوعي نار وثلج، تكسر كل القوالب، وثوابت العقائد الأولية، لا تفكر في النواهي والأوامر، ولا في اللاءات الوثنية، إنها من صور الأفكار واللغات، خاوية من المحسنات البديعية، إنها وحشية إلى أقصى حد الجبلة البدوية، في عينيها وهج السمات، والجهات، وما بعد الأفق وما قبله وما في أسرار السماوات والغيمة السحرية، وفي ثغرها يموج البوح الأليم، وورطة الانثيالات الجسدية، هي في هذا العالم سخط النوايا وضمير الأقدام الحافية هي العارية السامية، هي الجلال في بحر الرؤى، هي نقطة الصفر في جليد التضاريس الخاوية، هي من نسل نساك وعباد، هي من كهنة العزلة المترامية في فلسفات الكفر والإيمان، والحب والبهتان، اليقين والطغيان، هي من فيض النجوم والغيوم، هي من سلالة لا تعرف الحب إلا في اختزال الأفكار والأزمان هي صبوة، هي نخوة، هي فوضوية حتى نخاع التاريخ، وحتى فجر الإحسان هي هكذا صومعة، لكنها بلا كتاب يحدد اتجاهها، ولا خضاب يلون كفيها، هي في الحياة امرأة لها في ألف ألف عنوان، وإن شئت الوصول إلى قلبها، فعليك الحذر، من الهضاب والكثبان، عليك تحري عينيها، كي لا تصيبك بعمى الألوان عليك أن لا تغامر، قبل أن تستدل مكانها، وفي أي قارة هي تسكن، وعلى أي ربوة تحط رحالها، وهل في كأسها نخب الشفاه والأقحوان.
وحشية، همجية إلى حد التنسك، جزيلة في الهوى، لكنها تجيد التدمير، وتجيد صنع الفخار في تنانير الهوى، كي تحرق الفخار ساعة الحرقة، وساعة تدير العقارب أسنان التخدير، وحشية لم تعرف عن تاريخ الخيام والهيام تحت الأسقف الوبرية، ولم تعرف عن الحب إلا في عراء الرمال الساخنة، وكلما اشتد عراؤها، ازدادت في الغرام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحشية أزلية وحشية أزلية



GMT 00:45 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

«حماس» وإيران وثمار حرب غزّة!

GMT 00:44 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 00:42 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مستعربون عاربون وعاربات مستعربات

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

بوتين... تفويض باستكمال الطوفان

GMT 00:38 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

المتنبّي في الجوف السعودية!

GMT 12:23 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 18:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 11:27 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 00:44 2024 الأحد ,18 شباط / فبراير

النفط يرتفع بسبب التوترات في الشرق الوسط

GMT 04:15 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

تضحية غريبة من شاب هندي لإعادة محبوبته

GMT 02:26 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

غادة عبد الرازق تكشف عن حقيقة زواجها مرة أخرى

GMT 13:23 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

وضع أول دليل لإعداد وصياغة التشريعات في دبي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة "تسلا" تُعلن نيتها إطلاق أول "بيك آب" كهربائية

GMT 21:25 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

راندا المهدي تحقق أنجازًا تاريخيًا في سباق "إيرون مان"

GMT 13:13 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم زبانا لسعيد ولد خليفة للمرة الاولى في فرنسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates