نيس والجمال المختطف

نيس والجمال المختطف

نيس والجمال المختطف

 صوت الإمارات -

نيس والجمال المختطف

بقلم : علي أبو الريش

عندما تسقط بتلات الزهر من أكمامها، تصبح الأعواد المعلقة ما بين الأرض والسماء جرداء خاوية، وعندما يكره الإنسان يصير كتلك التي فَقَدَت زهوها وبهاءها وصفاءها ونقاءها واحتلت مكاناً في الجحيم.. هكذا فعل الإرهاب عندما داس على البراءة تاركاً لعبة الطفلة الصغيرة تبحث عن اليدين البضتين، تسأل عن عيون كانت ترمقها بعفوية وترسم للمستقبل صورة تزدهر بالفرح.. هكذا فعل الإرهابي عندما ضرج عروس الريفيرا بداء الأبرياء الذين جاؤوا كي يحتفلوا بيومهم الوطني، يوم الاستقلال، يوم انتصر جان جاك روسو على أعداء الحرية وأعطى لفرنسا عقدها الذهبي ألا وهو «العقد الاجتماعي».
هكذا فعل الإرهابي عندما امتلأ صدره حنقاً وحقداً وضنكاً وظلماً وصنجاً، فأطاح بالمعاني، وأسقط أوراق الشجرة الخضراء لتقع على الأرض خشاشاً.. هكذا فعل الإرهابي عندما غادر مناطق الحب واستوطن جزيرة ملأى بالأنياب الضارية، ويفعل بنيس ما فعله نيرون بروما.. هكذا فعل الإرهابي، وهو يمتطي دابته الحمقى فيدهس ويهرس ويرفس ويخسف ويعسف ويسف ولا يكف عن بعثرة الأجساد على رصيف العدمية.. هكذا فعل الإرهابي عندما شاخت مشاعره وناخت عواطفه، وأصبح العقل مثل إسفنجة تمتص الحثالة والنخالة وتصيب الناس الأبرياء بالأذى.
هكذا فعل الإرهابي عندما صار القلب بقعة زيت تهتك وتفتك وتهلك وتحيل الفرح إلى معركة دموية بطلها كائن جاء من عالم آخر، عالم يتحول فيه الإنسان إلى وحش كاسر، ذي حظ عاثر، هدفه أن تغيب الشمس ويحتل الظلام أرض البسيطة، والأشخاص يتحولون إلى خفافيش تمتص الدماء في الليلة الظلماء، ويعيث الفساد في أرض العباد.

هكذا فعل الإرهابي عندما صار القبح في عينيه جمالاً فتهور وتضور وتكور وتسور بعناقيد غضب ورهب حتى صاح النهر الجليل، لقد فاض الكأس.. فاض الرأس، فاض الرجس، فاض النجس، فاض النحس.. هكذا فعل الإرهابي عندما تشبه بالشيطان فكسر الفنجان وراح يلعق من الرذيلة يظن أنها فضيلة، ويشرب من السم الزعاف يظن أنه العسل المصفى، ويسكن الجحيم يظن أنه جنات الخلد.. هكذا فعل الإرهابي عندما نامت على صدره ذبابة تسي - تسي فنام وتخدر وسكر واحتسى من الجهل حتى الثمالة، فراح يطوح ويشوح حتى مالت قدماه باتجاه البؤس والخنس فعسعس ولم يتنفس إلا من دخان الحقد وغبار الكراهية لتصير «العروس» مكاناً للموت والعدمية.

هكذا فعل الإرهابي عندما عاهد نفسه أن يكون خائناً للضمير، حانثاً للعهد وللبلد التي آوته وأنزلته منازل التكريم.. هكذا فعل الإرهابي وهو يخض الخضيض ويرض الرضيض وينحط في الحضيض فيخطف الجمال من مدينة الجمال، ويسقط كل عصافير الشجرة من أعشاشها، وتصرخ السماء بصوت مدوٍ، إنها قيامة البشر، عندما فارقت العقول منازلها، وغدر بالطير لتصير الأجنحة مراوح مقطوعة من أصلابها، تائهة، ضائعة في متاهات الغي البشري.

هكذا فعل الإرهابي، ولكن سيبقى الحب شريعة العشاق ومنهاجهم وبهجتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيس والجمال المختطف نيس والجمال المختطف



GMT 09:41 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحلامهم أوامر

GMT 14:07 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

العربية هي الأرقى

GMT 14:04 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

في معلوم السياسة في مجهول الكياسة

GMT 22:27 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبراج الإمارات السعيدة

GMT 21:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

في يوم العيد

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

أبوظبي ـ صوت الإمارات
تحتفل اليوم الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد التي تحظى بشهرة واسعة تخطت حدود الوطن العربي وصولا لعالم هوليوود، ورافقت ريا الأناقة الناعمة في أشهر فعاليات الموضة والفن حول العالم على مدار سنوات من التوهج والنجاح المهني، واليوم تزامنا مع عيد ميلادها الـ47، سنأخذكم في جولة سريعة نتذكر خلالها بعض من إطلالات الإعلامية العالمية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار المجوهرات العريقة Bulgari، وأول امرأة عربية تصبح سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. أحدث ظهور لريا أبي راشد بصيحة الجمبسوت منذ أيام سحرت الإعلامية ريا أبي راشد متابعيها بإطلالة ناعمة قامت بنشر صورها عبر حسابها الخاص على انستجرام، عبارة عن جمبسوت ناعم باللون الأبيض الموحد من توقيع Alex Perry، تميز بالأرجل الواسعة مع ياقة القلب ذات الأكتاف المكشوف...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:20 2013 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتني بطفلك فى الفترة ما بين عام وثلاثة أعوام

GMT 13:52 2013 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "عشم" في جمعية النقاد

GMT 17:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أساليب مكياج رائعة مثالية لفستانك الأحمر

GMT 21:08 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

يدان فروسية الجبيل يقيم خامس سباقاته للموسم الحالي

GMT 16:45 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم صفات ومميّزات جهاز "ماك بوك برو" مقاس 13 إنش

GMT 08:32 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

«مايكروسوفت» تتجّه إلى إلغاء «إيدج»

GMT 04:06 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أفضل طرق تنظيف الزجاج في الشتاء

GMT 09:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

موظفو "مايكروسوفت" يثورون ضد صفقة سرية مع البنتاغون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates