ماذا علّمنا الوباء
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

ماذا علّمنا الوباء؟

ماذا علّمنا الوباء؟

 صوت الإمارات -

ماذا علّمنا الوباء

عوض بن حاسوم الدرمكي
بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي

في مسرحية «الزعيم» لعادل إمام، حاولت أم «سمسمة» إجبار «زينهم» على الزواج بابنتها فرفض تماماً، حينها أخبرته قبل خروجها بأنها سترسل عمها لإقناعه، وفي لحظات وبالمصادفة كان رئيس المخابرات يدخل على زينهم الذي لم يستوعب الوضع بداية، وحاول العراك معه ظنّاً منه بأنّه عم سمسمة فعلاً، حينها نادى الرجل: «القوات تتقدّم» فامتلأت الشقة الصغيرة بالجنود المدججين بالسلاح، فقال زينهم مرعوباً: «يا خبر أزرق، كُل ده عشان سمسمة» ثم أضاف: «شوف يا سعادة الباشا: اللي قدّامك يُقدّس الحياة الزوجية وهتجوّز سمسمة، ولو عندكم بنات عطلانة عن الجواز هتجوزهم كمان»!

الدرس المستفاد هنا أنّ كل رفض له مفتاح، وكل ممانعةٍ لتغيير لها مدخل، وأحياناً يكون المفتاح هو الرعب والمدخل هو الضغط، وللدلالة أكثر يكفينا أن نسترجع وضع البشرية بأكملها في بدايات جائحة فيروس «كورونا» المستجد وموجات الرفض للشروط الاحترازية، وهي ردّة فعل طبيعية للبشر لأنهم اعتادوا على وضع معيّن، وليس بإمكانهم تقبّل تغييره، لكن عندما أصبح الخيار بين الحياة أو الموت تحت فتك الفيروس تلاشى الرفض وتكيّف الناس مع المطلوب الجديد سريعاً، وتخلصوا من الفلسفات الزائدة، وسكتت فئة «أنا لي رأيي الخاص»، وأذعن الجميع لتوجيهات الأطباء واشتراطات المؤسسات الصحية، وقامت أغلب الدول بعمل حجر صحي جزئي أو كامل، وخَلَت أغلب الطرقات من المارة، واختفى تماماً 60 مليون إنسان في محافظة هوبي الصينية، لمدة شهرين تقريباً من دون اعتراض!

تعلّمنا من الجائحة أنّ أساتذة نظرية المؤامرة ليسوا لدينا، كما أوهمنا و«جَلَدَنا» بهذه الأكذوبة بعض الكتّاب الفاشلين سنينَ طويلة، ولكنها لدى الغربيين بشكلٍ أجلى، بل ومن مشاهير أطبائهم وكبار أكاديمييهم ومخضرمي سياسييهم، فضجّت وسائل التواصل الاجتماعي من مقاطع الفيديوهات لهم والتي تحذّر البشر من المؤامرة الكونية ومن اللقاحات التي ستزرع شرائح في أجسادهم للتحكّم بهم ومراقبتهم، وندّد و«احتشر» البعض لدينا معهم، ولا أعلم لمَ سيراقبون ذلك «المحتشِر» وهو لم يبقَ إلا أن يصوّر لنا شخيره نائماً في «سناب شات»!

تعلّمنا أنّ الأمنيات وحدها لا تغيّر واقعاً، وأن التفاؤل من دون بذل جهد لن يرد شرّاً أو يجلب خيراً، فسيّد الخلق صلى الله عليه وسلم بيّن ذلك حتى لا يتكل البعض على التفاؤل فقط فقال: «اعقلها وتوكّل»، فرغم أننا أبغضنا رؤية تيدروس أدهانوم، وتشاءمنا بمؤتمراته الصحفية التي لا تأتي إلا بمزيد من التحذيرات والأخبار المقلقة، لكنّ الأيام أثبتت صحة ما حذّر منه، وما دام الوضع باقٍ كما هو، فإن الوباء سيبقى!

المؤلم هو ألا تتحرّك لتغيير الأمور، وتنتظر أن تحدث معجزة وتعود لما كانت عليه من تلقاء نفسها، والأشد إيلاماً أن تنتظر أن يتحرك سواك، وأن تجلس في صف المنتظرين، لأن يُبدِع غيرك ثم يخرج بلقاح لإنقاذك من براثن هذا الوباء، وتنتظره مرات كثيرة مستقبلاً لينقذك من جديد بينما تقف أنت موقف المتفرج، ليس ذلك لخلو بلداننا العربية والإسلامية من المبدعين والموهوبين القادرين على تحقيق الإنجازات الطبية، ولكن لضعف الاهتمام بهذا المجال، والاكتفاء بأنّ غيرك كفاك المؤونة!

قالها أجدادنا: «اللي ياكل مِن يَدّ غيره ما يشبع»، وقالوا لنا حتى نفهم لأن التكرار أوثق لتثبيت المعلومة إنّ «فَتّ الشبعان على اليوعان بطي»، فما دام غيرك مَن بيده علاجك أو كسوتك أو تيسير أمور حياتك، فإنّ خيباتك ستكثر وشكواك ستطول، وما دمنا ننتظر أن نشتري فقط من دون أن نسعى جدياً لأن نقتحم هذه المجالات الحيوية، فإنّ أمن المستقبل سيكون منقوصاً على الدوام، ومن يبيعك الآن قد لا يفعل مستقبلاً، أو إنْ فعل ذلك كان بشروط قد لا تروق لك!

تقول الحكمة: «ما يأتي بسهولة لا يدوم، وما يدوم لا يأتي بسهولة»، ولئن تأخرنا في قطاع الأبحاث الطبية والدوائية فليس ذاك عُذْراً لكي لا نبدأ وإنْ كنّا متأخرين، فرهان المستقبل هو العلم ومراكز الأبحاث المتقدمة، ولو لم يكن لجائحة «كورونا» سوى تعليمنا هذا الدرس لكان كافياً، وحريٌ بنا أن نبادر لتغيير مواطن اهتماماتنا، قبل أن تُغيّرنا الضغوط كما تشاء، فليست كل المشاكل «سمسمة» ولا نرضى أن نكون «زينهم»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا علّمنا الوباء ماذا علّمنا الوباء



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates