الأصدقاء الحقيقيون

الأصدقاء الحقيقيون!

الأصدقاء الحقيقيون!

 صوت الإمارات -

الأصدقاء الحقيقيون

عائشة سلطان

العبرة ليست بكثرة الأصدقاء، لكن العبرة في وجودهم قربك حين تحتاجهم، العبرة في مدى الحقيقة الكامنة في داخل هؤلاء، وفي درجة اليقين التي تدفعك لأن تقول بثقة إن هذا الصديق الذي في حياتي أو ذاك حقيقي فعلاً، ومحل ثقة، وبإمكاني أن أتكئ عليه وأنا في كامل يقيني بأنه لن يخذلني، ولن يتخلى عني مهما عصفت الحياة بنا ومهما عصفت الأحوال به فارتفع، أو عصفت بي فصرت غير ما كنت! باعتبار أن دوام الحال من المحال، وأن التبدلات لا تطال الحجر والماديات فقط، ولكنها تطال البشر أولاً، وتصنع بهم أكثر مما قد نتصور أو نتوقع، ولذلك فالأصدقاء عادة أول من يدفع ثمن تلك التحولات في حياة أصدقائهم!

الذي تتوقعه دائماً أو ما يفترض أن يكون هو أن الأصدقاء هم الأشخاص الحقيقيون فعلاً في حياتنا الذين من المفترض أن يكونوا الأكثر قدرة على فهمنا وقراءة خريطة قلوبنا، لكثرة ما يقتربون منا وينصتون لنا في حضورنا وغيابنا، في حزننا ومرضنا وفرحنا، في بهجتنا القصوى وحزننا اللامتناهي، حتى ونحن في أشد أحوالنا ضعفاً وتفاهةً، وأيضاً حين نتباهى بإنسانيتنا العميقة التي يصعب على أي عابر أن يعيها!

العبرة ليست في الكثرة أبداً، فالأصدقاء ليسوا تحفاً نجمعها من متحف الصداقة، ولا متحف البراءة، ولا من مؤسسات الثقافة وصالونات الأدب ومكاتب العمل الأنيقة، وحوانيت الملابس الفخمة، ومطارات الدنيا ومقاعد الدرجة الأولى في الطائرات والقطارات، الأصدقاء الحقيقيون حتى إن عبّروا عن تجليهم ووجودهم بأكثر الصور رفعة وجمالاً، فإنهم ربما يكونون هناك في أكثر الأماكن بساطة وفي أقل المناسبات تواجداً أو وجوداً!

العبرة دائماً فيما لا نراه، فيما نحسه ونشعر به، فيما نحصل عليه دون أن نطلبه أو نرفع صوتنا لنهتف له، العبرة في الصداقة والأصدقاء، في كثافة المسافة وكثافة الزمن بين الأصدقاء، فمهما تباعدت بيننا المسافات يمكنني أن أراك وأن أشعر بك، وأستطيع أيضاً أن ألمس جرح قلبك وأبتسم لصهيل الحرية في قلبك، صديقك حين يصغي إليك، فلأنه مهتم بحب، ولأنه يحبك باهتمام يجعله لا يعتذر ولا يلتمس أي حجة حين يغيب أو يتأخر أو لا يتواجد حين يجب أن يكون موجوداً، إنه موجود دائماً لأجلك لا لأجل تلك المظاهر المحيطة بك أو ذلك الضجيج الذي حولك! ليس لمركزك ولا اسم عائلتك ونفوذ والدك أو لثروة أهلك، أو حتى لجمالك أو أناقتك، لكنه حتماً يتواجد لكل هذا الجمال العابق في شخصك ونبلك وثقافتك!

نقلا عن البيان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأصدقاء الحقيقيون الأصدقاء الحقيقيون



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates