محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها!

محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها!

 صوت الإمارات -

محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

لم يصل أي طرف سياسي في لبنان إلى درجة الذوبان في السياسة الأميركيّة التي بلغها العونيّون. الذوبان هذا جلب على ميشال عون اتّهامات من دمشق ومن «حزب الله» بـ«العمالة»، لا لواشنطن فحسب، بل لتلّ أبيب أيضاً. منفاه الفرنسي يومذاك فُرض عليه الحَرْم وبات يُعدّ واحداً من أوكار الشيطان.

ما بين عون والإدارة الأميركيّة، بعد الجفاء الذي أعقب هزيمته ونفيه، بات يشبه الحبّ الصوفي غير المسبوق: السياسيون اللبنانيّون الآخرون من ذوي الهوى الغربي لم يصلوا إلى هذا الحدّ الأميركي المطلق: كميل شمعون كان يمرّ بلندن إلى واشنطن، ورفيق الحريري كان يمرّ بباريس إليها، والاثنان كانت لديهما علاقات ومصالح عربيّة يحرصان عليها، في بغداد وعمّان والرياض والقاهرة ودمشق. بشير الجميّل، في المقابل، سلك طريقاً آخر: كان يوصف بـ«الإسرائيليّة»، وفقط في أيّام حياته الأخيرة صار يوصف بـ«الأميركيّة». أمّا عون والعونيّة فذوبانهما في واشنطن استمرّ أكثر من عقد، ما بين أوائل التسعينات وعام 2005. لقد كان خطّاً بلا تقطّع ولا ارتجاج.
منذ 2005 بدأت تختلف الأمور مع تحالف العونيين و«حزب الله» في مار مخايل، واستطراداً تحالفهم مع نظامي دمشق وطهران. الاختلاف تأدّى عنه، قبل أيّام، فرض الإدارة الأميركيّة عقوبات على جبران باسيل، رئيس التيّار العونيّ. إنّها عقوبات لم يُفرض مثلها على أي زعيم سياسي آخر في لبنان. نبيه برّي وسليمان فرنجيّة عوقب معاوناهما، لا هُما.
معلّقون وكتّاب سارعوا إلى التفسير، وكانوا مُحقّين على الأرجح: لقد سُدّت طريق باسيل إلى رئاسة الجمهوريّة. الأمر بدا بمثابة انتحار، خصوصاً أنّ التراجع عنه، في ظلّ إدارة جو بايدن الجديدة، ليس محسوماً، وحتّى لو كان كذلك فلن يكون سهلاً وبلا عُقد.
ما حصل أنّ الولايات المتّحدة، في ظلّ دونالد ترمب، ذهبت أبعد كثيراً من المألوف الأميركي في التصدّي للنفوذ الإيرانيّ، فيما ذهب باسيل وتيّاره أبعد كثيراً من المألوف المسيحي اللبناني في الوجهة المعاكسة، أي في التحالف مع هذا النفوذ نفسه. المسافة باتت أبعد، والغضب على خيانة العاشق أكبر منه على أي خلاف يأتي من طرف آخر.
أكثر من هذا: العونيّة لم تكتف بالاختلاف، بل أسّست لتقاليد سياسيّة جذريّة في بيئة المسيحيين اللبنانيين مناهِضة للغرب ولأميركا خصوصاً. في هذا كان تشاطُرها يقتلها: افتراض تحسين موقعها حيال المعشوق بافتعال غرام موازٍ بمعشوق آخر. هذا السلوك انطوى على شيء من الفهلَوَة القرويّة اللبنانيّة التي تبالغ في تقدير أهميّتها وفي تقدير موقعها التفاوضيّ، لكنّه نمّ أيضاً عن جهل فادح بالعالم. إنّه رهان على تميّز مطلق لا يُفقده تطرّفُه البالغ قدرتَه التفاوضيّة، وهو تميّزٌ ناجم عن وهم التمايز النرجسي الذي لا يسعفه الواقع بالبراهين. على الجهة المقابلة، معركة واشنطن وطهران حول الملفّ النووي باتت لا تحتمل الموقع المائع، دع جانباً الموقع المنحاز. دونالد ترمب، بدوره، واجه نرجسيّة الريفيّة اللبنانيّة بنرجسيّة الريفيّة العالميّة. اللحاق بترمب، وهو النرجس شخصيّاً، صعب دائماً.
زاد في سخافة السلوك العوني – الباسيلي افتقاره إلى أي مبدئيّة وأي تبرير يقنعان الأطفال: كان واضحاً في كلّ لحظة أنّ الهوى العميق أميركيّ. كان واضحاً في كلّ لحظة أنّ «حزب الله» والمقاومة وطهران لا يثيرون أي عاطفة فعليّة عند العونيين. المتعاونون مع إسرائيل كان جلّهم من بيئة هذا التيّار. الحرص المزعوم على وحدة اللبنانيين رافقه الاستياء من إقامة مواطنين شيعة في مناطق ذات أكثريّة مسيحيّة وتوجّه عونيّ... السفيرة الأميركيّة في بيروت دوروثي شيا كشفت عن أنّ باسيل «أعرب عن الاستعداد للانفصال عن (حزب الله) بشروط معيّنة». ما من سبب لعدم التصديق.
في المقابل، لم تفلح سنوات العهد العوني في تثقيل الموقع التفاوضي حيال المعشوق الأصليّ، أي الولايات المتّحدة. «الحكم القويّ» أسفر عن أضعف حكم في التاريخ القصير لهذا البلد. «فضيلة» تصعيد العنصريّة ضدّ اللاجئين السوريين درّت من الشعبيّة أقلّ كثيراً مما استنزفته سنوات العهد التعيس. شتائم الشارع لباسيل فاقت الشتائم التي طالت سائر السياسيين المشتومين. وأخيراً، جاء انفجار مرفأ بيروت ليكرّس وضعيّته كقيّم على أعمال نظام مجرم بحقّ اللبنانيين، خصوصاً منهم المسيحيين المقيمين في محيط المرفأ.
التشاطُر بات قاتلاً لصاحبه. لعبُ دور الضحيّة لا ينفع هنا كثيراً، كما لا ينفع التشبّه بأوروبا أو بالبيئة أو بالمحيط الأطلسي أو بالصين أو بإيران. هؤلاء المتضرّرون من دونالد ترمب والمراهنون على جو بايدن إمّا يملكون ما يقايضون به وإمّا يملكون ما يُدافَع عنه. جبران باسيل بالمقارنة، وزنه ضعيف جداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها محنة جبران باسيل أو النرجسية من دون أساسها



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates