سياسات تكبيل الجسد وتخبيل العقل
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

سياسات تكبيل الجسد وتخبيل العقل

سياسات تكبيل الجسد وتخبيل العقل

 صوت الإمارات -

سياسات تكبيل الجسد وتخبيل العقل

بقلم :حازم صاغية

 

في 2003 أصدر ألَن جورج، وهو كاتب وصحافيّ بريطانيّ، كتاباً حمل عنواناً موفّقاً: «سوريّا: لا خبز ولا حرّيّة». فإذا كانت هناك أنظمة توفّر الخبز دون الحرّيّة، أو الحرّيّة دون الخبز، فإنّ النظام الذي تناوله جورج يمنع الإثنين عن شعبه. وغالباً ما يترافق هذا النمط من الأنظمة مع محاولة حثيثة لتعطيل العقل ومنعه من أن يعمل ويقارن ويستنتج. فصدّام حسين مثلاً كان خبيراً في محاولته إقناع العراقيّين والعالم بأنّه يمضي من انتصار إلى آخر، وكان معمّر القذّافي يتفنّن في البرهنة على أنّه ليس هو حاكم ليبيا بل «الجماهير».

ولاحقاً صُوّر الذين ثاروا على أنظمة الأسد وصدّام والقذّافي، بوصفهم مناوئين لمسيرة صاعدة تستطيع أن تفضي بنا، لولا الإمبرياليّة إيّاها، إلى التربّع في سدّة العقل والحرّيّة.

واليوم يقدّم نيكولاس مادورو إسهامه الباهر، ومفاده أنّ الشعب اختاره لولاية رئاسيّة ثالثة، هو الذي يحكم فنزويلاّ منذ 2013 وريثاً سياسيّاً لهوغو شافيز. أمّا الذين يشكّكون بفوزه ويتّهمونه بتزوير الانتخابات، فهؤلاء إنّما تتلاعب بهم الإمبرياليّة تحريكاً وتضليلاً. ذاك أنّ رصيد مادورو يزدحم بالإنجازات: فهو دفع قرابة ثمانية ملايين فنزويليّ من أصل ثلاثين مليوناً، إلى مغاردة البلد بحثاً عن لقمة الخبز وفرصة العمل. وهؤلاء الذين فرّوا تركوا وراءهم ملايين أخرى تعلن استعدادها، هي أيضاً، للفرار في حال انتخاب مادورو مجدّداً.

فما يريد النظام قوله، حين ينفي تزوير الانتحابات ويتّهم الإمبرياليّة بفبركته، هو هذا بالضبط: إنّ «الجماهير» متعطّشة إلى حاكم ونظام يجوّعانها ويهجّرانها. وهي لغة غير بعيدة عن التي أشاعها النظام الإيرانيّ حين زوّر انتخابات 2009 كي يضمن ولاية ثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد، فإذا بالإمبرياليّة تتسلّل وتتآمر بافتعالها ما سُمّي زوراً «ثورة خضراء».

وبالطبع يبقى نظام كوريا الشماليّة الأشدّ بلاغة في وصفه «الجماهيرَ» بأنّها تلك الكتلة المازوشيّة التي تؤيّد، بحماسة منقطعة النظير، مَن يمنعها من الاتّصال بالعالم الخارجيّ والتواصل معه، بعد تجويعها وسلبها كلّ الحرّيات التعبيريّة وغير التعبيريّة.

لا شكّ أنّ الأمثلة كثيرة، لكنّها تلتقي عند حقيقة يصعب التشكيك فيها، هي أنّ الأنظمة تلك أسوأ الأنظمة بإطلاق. فأمرها، والحال هذه، يتعدّى التوجّهات السياسيّة والبرامج الإيديولوجيّة إلى تخبيل الشعب نفسه، ومن ثمّ إلى افتراض أنّ العالم سوف يصدّقها، أي تخبيل العالم أيضاً. فـ «الجماهير»، تبعاً للصورة التي تعمّمها تلك الأنظمة، لا تحبّ إلاّ من يقهرها، لكنّها فوق حبّها له، تنزل بمئات الآلاف إلى الشارع، على الطريقة الحوثيّة، لمبايعته ومُعاهدته. ولئن كان مطلوباً من «شرفاء العالم» أن يتبنّوا تلك الصورة ويشيعوها، فإنّ من يشكّك بها ليس سوى مسمار في آلة الإمبرياليّة.

والحال أنّ هذه كانت ولا تزال الوظيفة الأولى والأهمّ لما يُعرف بمناهضة الإمبرياليّة: فصرخات طلاّب جامعيّين يلتقي فيهم النبل والسذاجة ونجدة الملهوف تبقى محدودة الإنجاز، وكذلك مناشدات «المفكّرين» الذين يدعوننا إلى معانقة ماضينا السابق على الاحتكاك بالغرب. أمّا قهر الملايين الممزوج بتخبيلهم فلا يزال الظاهرة الأكبر والأفعل في التعبير عن مناهضة الإمبرياليّة.

ولئن سبق لفلاسفة كبار أن طالبونا بأن نتجرّأ على التفكير بعقولنا، وليس استجابةً لمؤثّرات ومقدّسات أخرى، فيما طالبَنا فلاسفة سواهم بأن نفكّر تبعاً لتجاربنا وأحاسيسنا، فإنّ تلك النظريّة تدعونا إلى تجاهل المطالبتين الفلسفيّتين والبناء حصراً على مناهضة الإمبرياليّة بوصفها بوصلة العقل الوحيدة والمفتاح الذي يفتح أبواب المستقبل.

صحيح أنّ من حقّ العرب أن يغضبوا من أميركا، وهي أوّل المقصودين بالإمبرياليّة، تبعاً لانحيازها الراهن الأعمى إلى إسرائيل. لكنّ الغضب ينبغي أن لا يؤدّي بالغاضب إلى الاستقالة من العقل، وهي استقالة بدأت تتجمّع نُذرها قبل عقود على حرب غزّة.

على أنّه لا بدّ من الإقرار بأنّ تلك النظريّة وأنظمتها تُصيب في أمر واحد مفاده أنّ الخرافة تستولي اليوم على عقول كثيرين بمن فيهم ضحايا تلك النظريّة وضحايا أنظمتها.

وما من شكّ في وجود بعض حسني النيّة الذين يريدون تزويج مناهضة الإمبرياليّة إلى قيم الحداثة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان، لكنّ هذا لم يحدث مرّة في ما مضى، وأغلب الظنّ أنّه، ولأسباب كثيرة، لن يحدث في ما سوف يأتي. ويُخشى أن لا يتّسع المكان الذي يغصّ بزحمة الطغاة والمخبولين لمثل هؤلاء.

فمنذ عمليّة 7 أكتوبر المشؤومة، وفيما إسرائيل توالي حربها الإباديّة على غزّة، وتمضي في إحراق الجنوب اللبنانيّ، استحوذ التخبيل الموسّع على رزمة معتبرة من العقول التي تُحشى يوميّاً بالخرافات عن الدولة العبريّة بوصفها «أوهن من بيت العنكبوت»، مأزومةً تنتظر انهيارها، وننتظره معها، وهذا بينما تنجز العمليّة الأكتوبريّة وضع القضيّة الفلسطينيّة «على الطاولة»، في انتظار نصر يأتينا من تحت الأنفاق ويحرّر فلسطين...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسات تكبيل الجسد وتخبيل العقل سياسات تكبيل الجسد وتخبيل العقل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates