انقلابات وضمادات وضمانات
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

انقلابات وضمادات وضمانات

انقلابات وضمادات وضمانات

 صوت الإمارات -

انقلابات وضمادات وضمانات

غسان شربل
بقلم - غسان شربل

الشرق الأوسط أرض الانقلابات والمحاولات الانقلابية. المفاجآت والخضات جزء من أسلوب حياته. وعدد المؤمنين بالقوة وفرض الأمر الواقع ليس يسيراً على الإطلاق. في الغالب ليس لدى دول المنطقة مؤسسات تطبخ القرارات والخيارات وتنضجها وتوفر لها سبل النجاح. وفي الحسابات القديمة مواضيع لا يجوز الاقتراب منها لقدرتها على إضرام المشاعر والحرائق. مواضيع تكاد تكون مقدسة ولا تتسع لإعادات النظر أو طرح الأسئلة. كان الموضوع العربي - الإسرائيلي في طليعة هذه المواضيع. كان هناك من يعتبر أن الحصافة تقضي ترك هذا الموضوع المتفجر في عهدة طبيب اسمه الوقت. وهذا الرهان محفوف بالأخطار لأن الوقت الذي يبلسم الجروح أحياناً قد يدفعها على طريق الالتهاب في أحيان أخرى.

في ذاكرة النزاع العربي - الإسرائيلي نهر من البيانات وفيه أيضاً ساعات انقلابية فارقة. حرب 1973 كانت محاولة للانقلاب على الوقائع التي حاولت 1967 فرضها وتكريسها. غزو بيروت في 1982 كان محاولة إسرائيلية للانقلاب على التسليم العربي بحق المقاومة الفلسطينية في الإقامة على خط التماس العربي - الإسرائيلي، واستخدام الصواريخ للاعتراض على تصورات السلام المطروحة أو المفروضة.
لا يمكن الحديث عن الانقلابات من دون تذكر صورة الرئيس أنور السادات يلقي خطابه الشهير في الكنيست الإسرائيلي ولاحقاً صوره مع مناحيم بيغن وجيمي كارتر في كامب ديفيد. يدخل في باب الانقلابات الكبرى مشهد ياسر عرفات بكوفيته ورمزيته يصافح إسحق رابين وشمعون بيريز في حديقة البيت الأبيض بعد مسار أوسلو. سبقت المشهد محاولات انقلابية سهلته أو فرضته. قام صدام حسين بمحاولة انقلابية انتحارية بغزوه الكويت معتقداً أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء وأنه سيسارع إلى التفاوض والتعامل مع القوي الجديد الخارج منتصراً من حربه المديدة مع إيران. لا يمكن هنا أن ننسى أيضاً أن إيران قامت على مدى أربعة عقود بسلسلة من الانقلابات ومحاولات الانقلاب على موازين القوى في الإقليم بهدف تقليص الوجود الأميركي للاستفراد بدول المنطقة. هذه الانقلابات واضحة في العراق وسوريا ولبنان وفي صواريخ الحوثي وطائراته المسيّرة. القاسم المشترك بين الانقلابات ومحاولات الانقلاب في الشرق الأوسط هو علاقتها بالقضية الفلسطينية أو محاولة الانقلابيين التغطي بهذه القضية لتحقيق أهداف أخرى.
كانت المنطقة تتحدث بلغات مختلفة ومتناقضة أحياناً. وكانت تتحرك بسرعات مختلفة. وغالباً ما كانت اللغة ثمرة حسابات الاستقرار والأمن المتعلقة بكل فريق. لكن الاحتجاجات والحملات الكلامية لم تنجح لا في شطب ما أقدمت عليه مصر ولا الطريق الذي اعتمده الأردن بعدما اختارت منظمة التحرير نفسها طريق التفاوض والتصالح. ويمكن القول إن مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت في 2002 كانت ثمرة كل تلك الانقلابات والتغييرات التي عصفت بالشرق الأوسط وعلاقاته بالقوى العظمى وتحديداً أميركا. كانت المبادرة نوعاً من التشديد على السلام الشامل المتضمن حل الدولتين والمتضمن أيضاً الاعتراف والتطبيع والتبادل التجاري. لقد أخذت المبادرة في الاعتبار أحوال الشرق الأوسط بعد غزو الكويت وأحواله المحتملة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وصعوبة الاستمرار في بناء السياسات على قاعدة «لاءات الخرطوم».
عاملان لعبا دوراً بارزاً في تغيير المواقف. الأول القوة الأميركية التي دخلت طوراً جديداً بعد انتحار الاتحاد السوفياتي والبراعة الإسرائيلية في التعاطي مع المشهد الدولي الذي تبلور بعد انهيار جدار برلين. وعلى رغم كل ما قيل عن الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط أو التراجع الأميركي عن الاهتمام بالمنطقة، ها نحن نشهد وفي غضون أسابيع تطورات متلاحقة في علاقة إسرائيل بكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. وإذا أدخلنا هذه التطورات المتلاحقة في باب الانقلابات يمكننا القول إنها تشكل نوعاً من الانقلاب على الانقلاب الذي تنظمه إيران على مستوى المنطقة بعدما خطفت الموضوع الفلسطيني في بداية الثمانينات واستخدمته في التسلل إلى لبنان وسوريا ومناطق أخرى. ولا مبالغة في القول إن المخاوف التي ساهم الانقلاب الإيراني في إطلاقها دفعت عدداً من دول المنطقة إلى التمسك بالضمانة الأميركية وإلى التفكير في موازين القوى في المنطقة في حال ابتعاد أميركا عنها للانشغال بالهدير الصيني.
واضح تماماً أن الدول العربية تتحرك بسرعات مختلفة في موضوع العلاقات مع إسرائيل واستناداً إلى قواميس مختلفة أو مفردات متباينة. يتأكد ذلك حين نقرأ رد فعل الجزائر على قرار المغرب إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل تتضمن التبادل الدبلوماسي والتجاري. وللخطوة وقعها نظراً لأهمية المغرب والموقع السياسي والديني لملكه ورصيد المغرب في المنطقة والعالم كدولة تحترم قيم التعايش والتعدد وبما يتعدى طريقتها في التعامل مع اليهود المغاربة. وعلى رغم العلاقات السابقة بين المغرب وإسرائيل فإن الخطوة الجديدة أثارت حساسية الجزائر لأنها ترافقت مع إعلان الرئيس دونالد ترمب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، ما يعني أن أقصى ما يمكن أن تطالب به «جبهة البوليساريو» التي تدعمها الجزائر هو الحكم الذاتي.
كُتب الكثير عما ألحقه ترمب بأسلوبه الفردي والمفاجئ بالقوة الأميركية في الشرق الأوسط والعالم. المشاهد المتلاحقة في الشرق الأوسط حتى في «أسابيع الجمر» التي ستنتهي بخروج ترمب من البيت الأبيض لا توحي أبداً بأن أميركا ضعيفة. الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل في الآونة الأخيرة فعلت ذلك أيضاً لأن هذه العلاقة مع الدولة العبرية تعمّق العلاقة مع أميركا. ففي اعتقاد عدد غير قليل من دول المنطقة أن أميركا لا تزال القوة الوحيدة القادرة على إطلاق انقلابات وإحباط انقلابات، فضلاً عن توزيع الضمادات والضمانات، خصوصاً ما يتعلق منها باحتواء «الدول المارقة». واضح أن روسيا محدودة القدرة في الشرق الأوسط لجهة توفير الضمادات أو الضمانات، خصوصاً أن إيران تصر على مقاسمتها حق الإقامة على الخريطة السورية.
لغات الشرق الأوسط متباعدة. دول تذهب إلى خيارات ترى فيها انخراطاً في العالم وتعميقاً للعلاقات مع أميركا، ودول تنتظر نتائج المسار الأميركي - الإيراني بعدما تحولت أوراق في يد الانقلاب الإيراني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلابات وضمادات وضمانات انقلابات وضمادات وضمانات



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates