استرجاع بيروت المفقودة
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

استرجاع بيروت المفقودة

استرجاع بيروت المفقودة

 صوت الإمارات -

استرجاع بيروت المفقودة

غسان شربل
بقلم: غسان شربل

كأن رياح النهايات المؤلمة لفحت المدينة. جثث ملقاة في الشوارع لعجز البرادات عن الاستيعاب. ولأن بعض المستشفيات أصيب مع من أصيبوا. ولأن حجم الكارثة يفوق قدرة أجهزة الإطفاء والدفاع المدني والصليب الأحمر والطاقم الطبي. وهكذا اعتبرت المدينة المفقودة مدينة منكوبة.
استيقظت بيروت البارحة وراحت تتحسس هول طعنة لم تشهد مثيلاً لها من قبل. هذا يوم الجنازات وهي كثيرة. ويوم البحث عن المفقودين وليسوا قلائل. ويوم معاينة الأضرار وهي هائلة. لم يرحم عصف الانفجار الأعمدة والأسقف والجدران والواجهات ولم يرحم دور العبادة والمستشفيات والمدارس. كأن قاتلاً هائلاً قرر الإجهاز على المدينة فأمطر أهلها بالزجاج المطحون والركام. وجاءت وجبة الموت الصارخ في أوجع الأوقات.
لم يكن سراً أن شمس لبنان تغرب. وأن اللبنانيين لم يلتقطوا معنى التغييرات الكبرى في المنطقة ليخترعوا لبلادهم دوراً جديداً فيها. وكان واضحاً أن من تسلموا القرار في لبنان أو صادروه أقل من فكرة لبنان أو يغرفون من قواميس أخرى. بدا لبنان متجهاً نحو مئوية ولادته هذا العام مكبل الإرادة ومتهالك المؤسسات. وثمة من اعتقد أن هذا الكيان الصغير الذي ارتكب قبل قرن كان خطأ كشفت الأحداث افتقاره إلى الأعمدة الراسخة التي تحرس الخرائط من شهوات الخارج ومغامرات الداخل.
يرفض اللبنانيون الاعتراف بتراجع دور بلادهم أسوة بمن يرفضون الاعتراف بالتقدم في العمر. يكذبون على أنفسهم ثم تأتي الأحداث وتكذّب ادعاءاتهم. وأدوار الدول ليست هدايا يقدمها الآخرون. إنها تصنع بالجهد والصبر وحسن استخدام الأوراق والتوقيت. وفي السنوات الماضية لم يكن لبنان لاعباً لا بد من التوقف عند دوره. ولم يعد مصدر خطر على الآخرين بل صار مصدر خطر على نفسه.
تغيرت الظروف التي أعطت لبنان فرصة تقديم نفسه شرفة مفتوحة على المستقبل. خسر دوره الريادي. لم يعد مختبراً لتفاعل الأفكار بل صار أقرب إلى مستودع متفجرات. ولم يعد درساً صريحاً في التسامح بل صار أقرب إلى تأكيد الطابع الشائك للتعايش بين الاختلافات. لم يعد الرئة ولا النافذة ولا الجزيرة التي يبحث عنها من ضاقت بهم السبل بفعل وطأة الأجهزة في بلدانهم أو ضيق صدر أصحاب القرار.
تغيرت المنطقة وظل لبنان يراوح في الحروب الصغيرة لسياسييه. لم يعد صاحب الريادة في الإعلام والجامعات والمستشفيات ولم يعد مصرف المنطقة أيضاً. ضاعفت من انحسار الدور الأعوام التي انقضت في القرن الحالي على وقع الاغتيالات وكسر الإرادات ومصادرة القرار من مواقعه الطبيعية لوضعه في تفاهمات واسعة العبارات وغامضة النيات تبرم خارج المؤسسات وبعيداً من منطقها.
في لبنان المتهالك هذا اندلع الزلزال وكأن مرفأ المدينة اختار أن يقتلها ويغرق معها. وبعد ساعات مروعة فاحت فيها رائحة النهايات تبين أن مواد خطرة تركت منذ أعوام في عنابر المرفأ وتسبب الإهمال المتمادي في تحولها لقنبلة هائلة من قماشة تلك التي تخرس مدينة وتنهي حرباً. كان اللبنانيون يحاولون الاستعداد لمواجهة الجوع الذي يقرع أبوابهم بإصرار وإذ بهم أمام الموت يقتحم الأسوار والدار معيداً وحشي «كورونا» والفقر إلى الصف الثاني.
أوجع مشاهد الأمس كانت مشاهد أولياء المفقودين. ذهول وقلق وخوف يتحول رعباً كلما تابعت عقارب الساعة رحلاتها من دون سماع ما يطمئن أو يوضح. ما أقسى قضايا المفقودين. والوجع المعلق على حبال الانتظار. والتلفت الدائم إلى الباب بحثاً عن معجزة.
مفقودون في عاصمة مفقودة. لا مبالغة في هذا القول. منذ سنوات فقد اللبنانيون عاصمتهم. لم تعد المركز الطبيعي لقرارهم وتعايشهم ووحدتهم. تحولت مسرحاً لتنابذهم وذلك العيش المصبوغ بنكد العجز عن الطلاق. ضاعت بيروت من أيدي اللبنانيين الذين كانت مصهرهم وموعدهم وفرصتهم وقنديلهم وموعدهم مع التقدم والحرية. ضاعت بيروت الشرفة وشاعت بيروت التي تدور فيها اختبارات التخويف والتخوين ومحاولات فرض القواميس والمفردات في تجاهل كامل لطبيعة البلد والمدينة.
لم ينجح العماد ميشال عون في دخول القصر حاملاً مشروعاً إنقاذياً. تحكمت ملابسات الوصول إلى القصر بمجريات الإقامة في العصر. أضاع ثلاثة أعوام من ولايته وما يوازيها من عمر اللبنانيين. أضاع الفرصة التي شكلها في بداية العهد الالتفاف الواسع حوله حتى من خصومه السابقين. لم يتخلص مطبخ مستشاريه من عقد الأيام الماضية. بددوا رصيده في الحروب الصغيرة وساهمت حلقة الأقارب في تعميق الكراهيات وإيقاظ الأحقاد. ثار اللبنانيون على من سرقوا أموالهم فكان العقاب حكومة كئيبة تفتقر إلى الخبرة والمعرفة والاستقلالية سرّعت السير نحو الهاوية.
نقطة مضيئة في هذه العتمة الكارثية. تبخرت أرصدة اللبنانيين في مصارف بيروت لكن رصيد بيروت في العالم لم يتبخر. هذا ما أظهرته ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية. العلاقة مع لبنان شيء والعلاقة مع ساكني القصر والسرايا شيء آخر. ولعلها الفرصة الأخيرة أمام عهد العماد عون. استرجاع الحد الأدنى الضروري من سر بيروت. والحد الضروري من استقلالية القرار. والعودة إلى الانخراط في العالم. والتوقف عن اقتياد لبنان إلى أدوار لا مصلحة له فيها ولا طاقة له على احتمالها. وحين يقرر اللبنانيون استعادة عاصمتهم سيجدون في المنطقة والعالم من يشجعهم على استعادة دورهم المتواضع في الإقليم وموقعهم المتواضع في خريطة العالم.
قبل وصول الزوار والمساعدات على العماد عون أن يراجع نفسه وحساباته. عليه أن يعيد إلى اللبنانيين العاصمة المفقودة كي لا يتحمل أمام التاريخ مسؤولية إضاعتها. إنها فرصته لإنقاذ ما تبقى من عهده وإنقاذ البلاد من التحلل والتفكك. عليه أن يغير أسلوبه ومقاربته وأن يتصالح مع حقائق التركيبة وشروط الخروج من الهاوية الاقتصادية. لا يمكن استرجاع العاصمة المفقودة إلا بمشروع جدي لقيام الدولة. وحدها الدولة الجدية تحكم وتحاسب وتعاقب وتطمئن وتدافع عن المواطن والأرض. عدم سلوك هذا الطريق يرشح العهد وسيده لمواعيد مؤلمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استرجاع بيروت المفقودة استرجاع بيروت المفقودة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates