إما نتنياهو وإما أورتاغوس
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

إما نتنياهو وإما أورتاغوس

إما نتنياهو وإما أورتاغوس

 صوت الإمارات -

إما نتنياهو وإما أورتاغوس

بقلم : غسان شربل

 

حينَ وُلدت نائبةُ المبعوث الأميركي إلى لبنانَ مورغان أورتاغوس في 10 يوليو (تموز) 1982 كانَ المشهدُ كالتالي: دباباتُ الجنرال آرييل شارون تطوِّق بيروتَ من كلّ الجهات، وطائراتُه تدكُّ المدينةَ بلا رحمة. كان اسمُ جنرال المدينة ياسر عرفات بكلّ هالةِ قضيته ورمزيةِ كوفيته. جمعَ عرفات الحلقة الصغيرة حوله وطلب الاستعداد للقتال ستةَ أشهر ثم نرى. والرواية من هاني الحسن الذي كانَ مشاركاً.

وفي تلك الأيام كانَ رئيس الوزراء اللبناني شفيق الوزان يتَّصل بالملك فهد بن عبد العزيز ليتَّصلَ بدوره بالرئيس رونالد ريغان لتأمين قطرةِ ماءٍ وومضة كهرباء لأوَّلِ عاصمةٍ عربية تحاصرُها إسرائيل. لم يكن «حزب الله» قد وُلد بعدُ، وهو سيُولد بمبادرةٍ إيرانية وتسهيلٍ سوري على دويّ الغزوِ الإسرائيلي الفاحش.

وفي تلك الأيام كانَ اسمُ السيد الرئيس حافظ الأسد. الصورةُ مختلفةٌ الآن. بشار الأسد وريث والدِه حافظ يقيم في لجوئه «الإنساني» في روسيا. ويجلس على الكرسي الذي شغله آلُ الأسد في قصر الشعب رجلٌ اسمُه أحمد الشرع.

وفي تلك الأيام اكتشفتِ المدينةُ أنَّ الخيار صعبٌ ومؤلم: إمَّا طائرات شارون وحِممها وإمَّا نصائح المبعوث الأميركي اللبناني الأصل فيليب حبيب. وكانتِ اللعبةُ واضحةً. كلَّما عاندتِ المدينة تعود الطائراتُ لتأديبها ودفعِها إلى القَبول بشروط المبعوث الأميركي. في البداية ارتفعت في المدينة أصواتٌ تتحدَّث عن ستالينغراد وهانوي، لكنَّ طوفانَ النار وانكسارَ ميزان القوى لم يتركا أمام عرفات وقواتِ «منظمة التحرير» غير طريق السفن؛ فأبحرتِ القضية إلى منفى جديد.

بين ولادة أورتاغوس وزيارتِها الأخيرة إلى لبنانَ تغيَّر العالم كثيراً. غادرت إلى متاحفِ التاريخ إمبراطورية اسمُها الاتحاد السوفياتي، وخانت دولُ أوروبا الشرقية عباءةَ ستالين، ووقع العالمُ في عهدة قوةٍ عظمى وحيدة اسمُها أميركا.

وبين الولادة والزيارة، شنَّ أسامة بن لادن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، واقتُلعَ تمثالُ صدام حسين في بغداد، وتدفَّق النفوذُ الإيراني في الإقليم. وبعد نحو عَقدين، اقتُلعَ تمثالُ حافظِ الأسد في دمشقَ، واغتيلَ قادة «حماس» وبينهم مطلق «الطوفان» يحيى السنوار، واغتِيلَ حسن نصر الله وكثيرٌ من رفاقه.

حين هبطت طائرة أورتاغوس في مطار بيروتَ في زيارتها الأخيرة، كان العالمُ على الشكل الآتي: أطلق جنرال البيت الأبيض دونالد ترمب حرباً تجاريةً يعجز أبرع الخبراءِ عن التكهن بنتائجها. أوروبا المذعورة تنتقد انقلاب أميركا على حلفائها. والصين تتحسَّس هول المبارزة. والدول الصغيرة تستعدُّ لارتفاع أسعار السلع ومعدلات الفقر والاضطراب الكبير.

وفي الوقت الذي كانَ فلاديمير بوتين يستكمل بِوُدٍّ أميركي ظاهر شروطَ الاحتفال بانتصاره الأوكراني، كانتِ الطائرات الأميركية تطارد مخابئَ الصواريخ الحوثية وأنفاقها عقاباً على تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وتَوهُّم أنَّ الشرطي الأميركي سيترك الممرات البحرية في عهدة الفصائل وترساناتِها الإيرانية.

وفي هذا الوقت الذي عجزت فيه إيرانُ عن إنقاذ أذرعها كانَ على طهرانَ أن تجيبَ عن رسالة ترمب. لا يتعلَّق الأمر فقط بالموافقة على تفكيك الحلم النووي، بل يتعداه إلى التنازل عن حلم الدولةِ الكبرى المحلية التي تفتخر بامتلاك مفاتيح الحرب والسلم في أربعِ خرائطَ. هدَّد ترمب إيران بأشياءَ سيئةٍ ما لم تسلِّم بأنَّ ترتيب شؤون المنطقة وشجونها مهمةٌ أميركية، وليست مِن حقِّ مَن تتوهَّم أنَّها «دولة كبرى محلية».

حين هبطت طائرةُ أورتاغوس في بيروت، كانت قوات بنيامين نتنياهو تتابع تقطيعَ أوصال غزة. يَا لَلهول! لم يتعذَّب شعبٌ منذ الحرب العالمية الثانية بمقدار عذابات أهل غزة. البيتُ ركام. والخيمة موعودة بالنار. وكل إقامة مؤقتة. وأوامرُ الإخلاء تتلاحق. تحتفظ «حماس» بما تبقَّى لديها من الرهائن، لكن نتنياهو حوَّل غزة بكاملها إلى رهينة تغرق في الدم والركام وانسدادِ الأفق. والمشهد شديدُ الإيلام. عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في صفقات التبادل أقلُّ بكثير من عدد القبور التي حفرها نتنياهو لأبناءِ غزة. ترسم إسرائيلُ بالنار والدم حزاماً أمنيّاً على أرض غزة. رسمت حزاماً مماثلاً بإبادة القرى اللبنانية المتاخمة لحدودها. تطالب بحزام مماثل داخل الأراضي السورية. ولا تتردَّد في تحذير تركيا من حلم المرابطة على مقربة منها.

ما أصعبَ مهمةَ جوزيف عون! وما أصعبَ مهمةَ نواف سلام! وما أقسى الأسئلةَ المطروحة على نبيه برّي! يعرف الرؤساء الثلاثة معنى عودة الحربِ إلى غزة على رغم الهدنات ووقف النار. يعرفون أيضاً حجم التفويض الذي أعطاه ترمب لنتنياهو. يدركون أنَّ الأمر يتخطَّى، هذه المرة، وضعَ ضمادات متواضعة على جروح مشتعلة. يعرفون معنى تهديدِ إسرائيل بأنَّها لن تسمحَ بعد الآن بتنامي ما تسميه الأخطار قربَ حدودها. المطلب الأميركي - الإسرائيلي واضحٌ، وهو نزع الترسانات من أيدي الفصائل وليس مجردَ إقناعها بوقفِ إطلاق النار. ويعرفون أنَّ الانتظار ليس أفضل مستشار. وأنَّ الأيام قد تحمل ما هو أدهى.

ينشغل اللبنانيون بالزائرة الأميركية. يفتّشون في تاريخها. مُعلِّقةً وناطِقةً ومُحلِّلةً. يعرف المسؤولون أنَّ استنتاجات الزائرة الجميلةِ ستمسُّ مصيرَ الوضع اللبناني. وأنَّ مطالبها القاطعة أخطرُ بكثير من الْتِماع نجمة داود في زينتها. لبنان ليس قادراً على احتمال عودة الحرب. «حزب الله» ليس قادراً على العودة إلى الحرب خصوصاً حين يلتفت إلى اليمن وسوريا. تضغط إسرائيلُ وأميركا لإخراج غزةَ من الشق العسكري في النزاع مع إسرائيل. تضغطان أيضاً لإخراج لبنانَ وسوريا من هذا النزاع.

يعرف عون وبرّي وسلام قسوةَ المشهد وفداحةَ الخلل في ميزان القوى. يعرفون أنَّ المرحلة هي مرحلة خيارات مؤلمة في غزةَ ولبنانَ وسوريا. يتذكرون أنَّه حين وُلدت أورتاغوس كانَ الخيار بين طائرات شارون وشروط فيليب حبيب. يعرفون أنَّ الخيار اليوم هو بين طائرات نتنياهو وشروط أورتاغوس. يدركون أنَّ الأخطاءَ في الحسابات قادت إلى كوارثَ هنا وهناك وهنالك. وأنَّ إسرائيلَ اليوم أكثرُ وحشيةً من أي وقت مضى. وطبيعي أنْ ينتظروا ماذا سيقولُ ترمب لزائرٍ اسمُه نتنياهو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إما نتنياهو وإما أورتاغوس إما نتنياهو وإما أورتاغوس



GMT 11:13 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وزير اللطافة والجدعنة!

GMT 11:10 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ضد قراءة نيتشه في الطائرة

GMT 11:07 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الأساطيل والأباطيل

GMT 11:04 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 11:01 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

صفقة ترمب... فرصة ضائعة أم أمل أخير؟

GMT 10:58 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اليوم التالى مجددا!

GMT 10:55 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

للمرة الأولى يتباعد الشاطئان على المحيط

GMT 10:53 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لو ينتبه شباب المغرب

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates