أزياء «أم صفا»
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

أزياء «أم صفا»

أزياء «أم صفا»

 صوت الإمارات -

أزياء «أم صفا»

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

أحب «الحور» السامق في حديقة منزل. يرتدي معطفه الأخضر في صيفنا.. وفي شتائه يلبس جلده على عظامه. وأحبه - صيفاً شتاء - على حفافي حقول السهل يؤذن لصلاة الأشجار متساقطة الأوراق.
صاعداً الى التلة، أنقل معي حبي إلى السروة. هيفاء لا تخلع إزارها والحياء على مدار العام. إذا حككت حبّة السروة فاح منها عطر أنوثة الصبية العذراء.
.. فإلى الصنوبرة، ملكة على الجبل الوعر، طالما غابت عنه أغنية السنديان، التي يحفظها حتى هذا البلوط الكادح إلى انتصاره الحتمي.. وتحت «البلوطة» آلاف مؤلفة من قتلى حربه الكادحة. ثمرات البلوط في كأسها، كأنها رصاصة تبحث عن شق صغير في الصخر تجعله مهدا لكدحها على العطش.
البطم يزاحم نحو الشمس والضوء بأصابعه وبأكتافه.. فيفشل هنا وينجح هناك. أما القيقب فله سيقان العذارى الملساء جدا؛ المرنة جدا كأنه لاعبة التنس السويسرية هيغينز المصنفة أولى وهي تركض بفستانها القصير جدا. هذه الشجيرات تتصارع في «أم صفا» إلى أمومة الشجرة؛ والصنوبرة الطامحة إلى غابة تورّثها لأحفادها لا تلقي بالاً إلاّ إلى البلوط، وهذا لا يلقى بالاً ولا يتوجس إلا من القيقب.
أما «السرّيس» الصغير فله هدنة من حرب الشجيرات مع الشجر، وله حرب لا يخمد أوارها مع النباتات الزاحفة، فتطلب النباتات المتسلقة عونا من السيدات طويلات القامة، فتنجدها الأشجار، وتتركها تتسلق على جذوعها.
هكذا هو قانون الغاب في «حرش أم صفا».. صراع على جرعة الضوء، ومن يشرب من الضوء اكثر، يمدّ ظلاله على ما تحته ليموت كمداً من حاجته إلى ضوء النهار.
لذلك، لا تدور المعركة حامية الوطيس من اجل الضوء (أي من اجل تمثل الغذاء؛ ومن أجل البقاء) في قلب الحرش الذي ينمو إلى غابة، بل على أطرافه حيث الضوء والريح وفيران لجولة لا تنتهي من صراع الحياة.
قبل عام، رفعت مديحاً لغابة «أم صفا»، ورفعت صوتا مناديا بـ»جمعية أحبّاء أم صفا». المواطنة عايشة عودة استحلفتني، قبل أسبوع، ان اقرع الأجراس، لأن المستوطن عينه على «الحرش». وزير الزراعة، عبد الجواد صالح، رفع صوته يريد بقاء أم صفا «محمية طبيعية» لـ 15 نوعا شجريا تتألف في صراعها على بضع عشرات الدونمات.. ويريدها ان تبقى إحدى اجمل غابات فلسطين؛ وربما اجمل غابات الضفة الغربية.
زنار من أشجار الزيتون يحيط بحرش أم صفا، الذي ولد العام 1927. لكن، داخل ذلك الزنار الزيتوني، تدخل الإسرائيلي بجرافته، فرسم ما يشبه طريقا دائريا يفصل الزنار عن القلب. داخل القلب شق طرقاً ثانوية، ووضع عليها إشارات «مرور» للمتنزهين، بالعبرية أولا، ثم بالعربية.. فالإنكليزية.. «مسار دائري طويل»؛ «مسار دائري قصير»؛ «عودة الى الموقف».
يخيل إليك أن هذا «التدخل» له مرامٍ أبعد من شق مسالك للسير، ولسيارات الإطفاء وقت الحريق. هناك انحياز إسرائيلي إلى «الصنوبر» على حساب «البلوط» و»البطم» و»القيقب». مع ذلك، فإن قلب «أم صفا» لا يزال طبيعيا، ربما لأن الصنوبر يكاد ينتصر نهائيا.. وربما لأن «السرّيس» لا يهدده.. فيظل الأول باسقا؛ والثاني وفيراً لمن يريد حصادا من السرّيس من أجل السلال الشهيرة، التي عزفت عنها فلاحتنا، ومالت إلى سلال الكرتون واللدائن الصناعية (البلاستيك).
حتى الآن، يبدو أن هدف التدخل الإسرائيلي الفاحش على أطراف أم صفا هو: فصل نطاق الزيتون عن الغابة، ثم فصل «الدغل» عن الغابة. وبالتالي: جعل القسم المنظّم حديقة للاصطياف والشواء (وضعوا بعض المناقل). أما قلب الغابة فيبقى، وحده، «محمية طبيعية».
نتيجة هذا التدخل، الانتقائي تماماً، تغيرت نسبة الضوء والظلال في أطراف الحرش، وصار النسيم قوياً كأنه ريح خفيفة.. ولحق اكبر الأذى بالنباتات الزاحفة التي اعتادت معادلة «ضوء/ ظل» معينة، ولم تتحمل وطأة جرّ الأشجار المقطوعة. أو، ربما، يعود معظمها ليثبت وجوده في الربيع المقبل.
البعض يخشى، حقاً، أن يؤول مصير غابة أم صفا إلى مصير غابة تلة غنيم، لأن هناك همساً عن «بيوعات» لقسم من أراضي الحرش.. ولأنه لا يمكن الثقة بأي تدخل اسرائيلي في الحياة الطبيعية الفلسطينية.
مع ذلك، صارت هناك مقاعد اكثر للمتنزهين، وصنبور ماء، وأماكن للقمامة (كثير من المواطنين لا يتركون المكان نظيفاً.. للأسف). وتستطيع أن تعد اكثر من مائة سيارة يوم الجمعة.
حقاً، لا بد من تنظيف الغابة أحياناً، وتعزيل الأشجار الميتة.. وربما الورق الجاف الذي يدعو الى حريق ما. مع ذلك، تشعر أن هناك «خطة ما» تدبر، لا تتعلق بالاصطفاء الطبيعي بين الشجيرات، وإنما بالصراع مع اليهود على الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزياء «أم صفا» أزياء «أم صفا»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

شيفروليه تطلق الجيل الجديد من سلفرادو 2019

GMT 14:43 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرة سلمية للسيطرة على الاحتباس الحراري في بلجيكا

GMT 16:25 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بحث جديد يثبت أن "الموناليزا" ليست جميلة

GMT 08:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

صلاح يسجل الهدف الأول للمنتخب المصري

GMT 05:58 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهورا الوصل والنصر يحتفلان بـ"يوم العلم" الإماراتي

GMT 05:45 2021 السبت ,16 تشرين الأول / أكتوبر

5 لاعبين يمكنهم تعويض محمد صلاح في حال رحيله عن ليفربول

GMT 08:32 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

فيات تدخل عالم سيارات البيك آب الكبيرة المتطورة

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 21:57 2020 الخميس ,02 إبريل / نيسان

الغموض يحوم حول مصير طواف فرنسا 2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ثغرة في نظام أبل تستهدف الأطفال

GMT 07:06 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب أهلي دبي يهزم الظفرة ويتصدر الدوري الإماراتي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates