لا يرسمون على ورق
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

.. لا يرسمون على ورق

.. لا يرسمون على ورق

 صوت الإمارات -

 لا يرسمون على ورق

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

كان ضجيج الحياة في عروق المهر الصغير، أعلى من هدير الحديد. وللفتى فارس زرد من قماش، ودبابة قدامه يخالها «نمراً من ورق».
قفز الفتى من دفتر الرسم. امتطى عمره الطري إلى درس الشوارع. من قال: «ليت الفتى حجر / ليتني حجر» ومن رأى الغلام فارس، والقهر في عينيه لأنهم أخذوا منه بلاداً؛ وأعطوه مخيما. أخذوا منه حلم امتطاء دبابة كان يرسمها على الورق .. أو يمزقها نتفاً من ورق!
اسم الفتى فارس عودة، ونوع الدبابة «مركفاه» ودراجة العيد فوق طاقة الأب الفقير، والحجر سلاح الشجاع .. وزاد الفقير إلى حلم امتطاء لعبة من حديد.
للقادة حلمهم أنهم يفيقون كصلاح الدين، وللأولاد، في عمر فارس، أن يحلموا بدبابة ضد النظام؛ ونظام جديد ضد النظام القديم.
هل كان فارس تعيسا في رسم دبابة من حديد، وشاطراً في رسم طيارة من ورق؟
هل كان، ابن أمه وأبيه وتلميذ مدرسته، لا يركض جيدا في درس الرياضة، فكان يحلم بغير صلاح الدين؟ شرطي سير مثلاً تأتمر دراجات الأولاد وسيارات الآباء بإشارة من كفه: قف أو «هات رخصة السياقة» ؟
ينقلب حلم الفتى، فإذا به حمامة من حديد والدبابة ذبابة؛ والذباب بغيض صيفاً شتاء.. وهو ربيع البلاد من شتاء جدّه في «النكبة» إلى خريف أبيه في «النكسة» إلى صيف أخيه الكبير الذي غادر البلاد ليكون فدائياً .. وعاد أباً صغيراً : احفظ دروسك يا ولدي!
الدرس درس سياسة فلسطين دولة في الكتاب، والخارطة على جدار الصف تقول: فلسطين وطن في درس الجغرافيا. ارسم فلسطين خارطة الوطن، ولوّن بعض فلسطين خارطة الدولة.. أو اذهب لى فسحة انتفاضة بين درس السياسة ودرس الجغرافيا.
«ليت الفتى حجر» ولكن الفتى حمامة من حديد. مهر مسكون بضجيج الحياة و»ولدنة» بين درس الرياضة وحرب الشوارع.
هل كان الفتى فارس عودة يحب رياضة رفع الأثقال إلى أعلى، ويكره رياضة الركض إلى الوراء؟ أو كان يحلم بقبضة محمد علي الذي «يلسع مثل نحلة ويطير مثل فراشة».. أو كانت الحرب «لعبة حرب» بين أولاد حارته وأولاد حارة أُخرى؟
رأى الحرب لعبة على شاشة التلفاز، وليس في جيب الأب الفقير مال ليشتري ديسكا مدمجا للعبة «بوكمان» حيث الحمامة تصير «طير الرخ» .. والأشرار الذين يرتدون الحديد يولون الأدبار.
«جادت له كفي بعاجل طعنة / بمثقّف صدق الكعوب مقوم».
هكذا، قال أبو الفوارس عنترة.
يد الولد فارس عودة جادت للدبابة بحجر تلو الحجر.
نقرت الحمامة زرد حديد الدبابة، فشعر فارس بأن ضجيج الحياة في عروقه صار أقوى بعد ارتطام حجره بحديد الدبابة.
وفي دروس الانتفاضة الأولى أن ولداً في السادسة كان يبكي لأن القهر أكبر من جسده الصغير، ومن غيظه رمى حجراً مع طفرة الدمع.
عندما جاء درس الانتفاضة الثانية صار ولد الانتفاضة الأولى عازفا في المعهد الوطني للموسيقى.. والقهر الذي ملأ جسده صار موهبة تلعب على أوتار الكمان.
في الانتفاضة الأولى كان فارس في رحم أمه، أو كان يبكي إذا تأخرت عليه زجاجة الحليب أو ثدي أمه.
تمام الثانية عشرة من العمر الطري نحلم بالحرية درساً في الرسم السياسي ينطبق على درس في الجغرافيا: فلسطين كبيرة والغلام صغير. فلسطين جميلة وعسكر أشرار يطبقون على حلمه، كأنهم يهبطون من الكابوس إلى النهار؛ من لعبة «الأتاري» إلى الشارع بين البيت والمدرسة.
حجر. حجران على الدبابة - الذبابة، ثم طارت الحمامة إلى عشها بسلام. صارت صورته غلافا للمجلات. صورته تزغرد على الفضائيات: هذا هو الفتى.
بين يوم ويوم طال ريش فرخ الحمامة، والجنود خلف متاريسهم رأوا ظله القصير يقترب.
رأوا ظلهم الطويل يقصر، لم ينذروه أن يسحب ظله عن خوذاتهم.. أخرجوه من اللعبة والملعب ثخين الجراح.
أخرجوه من المستشفى جثة هامدة. حملوه إلى قبره الطري جسماً خفيفاً .. قليل من عظام الحليب على قليل من لحم الطفولة الطري .. أو أنه كان يحلق فوق جنازته، يحمل معهم جسده .. هارباً من ولولات أمه عليه، من صيحات إخوته: لم تنته اللعبة يا فارس، وكتاب المدرسة لم تنته أيامه .. وحصة الدرس لم تحفظها بعد، والخريطة في الكتاب غير الخريطة على جدار الصف.
له رقم متسلسل في قائمة الشهداء - الأحياء. له الرقم الأول في قائمة القتلى الأطفال - الأبطال. له اللعبة الأولى في لعبة «الحرية أو الموت» وللقتلة اللعبة الأخيرة في لعبة «موت الاحتلال».
قفز الفارس الصغير من دفتر الرسم. امتطى شهاب عمره. والقهر الذي في أعصابه نام.
 من قديم حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 لا يرسمون على ورق  لا يرسمون على ورق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 11:02 2017 الجمعة ,17 آذار/ مارس

توعية بثقافة ترشيد الطاقة في إمارة العين

GMT 22:15 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 14:35 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

قائمة نشاطات سياحية في غراتس في النمسا

GMT 09:54 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المعهد الفرنسي ينظم سادس دورات "ليلة الفلاسفة"

GMT 20:37 2013 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الجزائر: 70 % من الأراضي لم تستكشف بعد في مجال الطاقة

GMT 12:58 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار بسيطة للديكور مع حلول فصل الخريف

GMT 16:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان "المتصنع" المانع للحركة الأحدث على السجادة الحمراء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates