زيارة الملك التالية لواشنطن

زيارة الملك التالية لواشنطن

زيارة الملك التالية لواشنطن

 صوت الإمارات -

زيارة الملك التالية لواشنطن

بقلم : عريب الرنتاوي

زيارة الملك عبد الله الثاني التالية لواشنطن، ستأخذ طابعاً مختلفاً عن زيارته السابقة، والأولى لواشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب ... الزيارة ستعقب رحلة نتنياهو المرتقبة للعاصمة الأمريكية، وستسبق القمة العربية المقررة في أواخر آذار/ مارس في عمان، وستتوفر للملك فرصة استكمال ما كان بدأه مع إدارة ترامب، حين نجح في وضع “الرواية الأردنية – العربية” على موائد هذه الإدارة وهي تقوم بإعداد أوراقها وخططها واستراتيجياتها لمختلف ملفات المنطقة وأزماتها، ومن بينها القضية الفلسطينية.

الزيارة ستتم بدعوة من ترامب وطلب منه، أما جدول أعمالها فسيتوزع على عدد من ملفات المنطقة الكبرى: سوريا، فلسطين، الحرب على الإرهاب والعلاقات الثنائية ... وسيكون الرئيس الجديد قد فرغ من إعداد أوراقه وتصوراته، وستتاح للملك فرصة الاطلاع عن كثب على هذه الأوراق والتصورات، بل والمساهمة في تشكيل وجهة النظر الأمريكية حيالها.. الملك سيخاطب الإدارة من موقعه على رأس الدولة الأردنية، ومن موقعه على رأس القمة العربية.

لا مشكلة “ثنائية” بين الأردن والإدارة الجديدة، هناك تثمين أمريكي واضح لموقع الأردن وموقفه، والعلاقة بين الجانبين عابرة للأحزاب والإدارات المتعاقبة في واشنطن، وهنا تفهم أمريكي عميق، لحاجات الأردن الاقتصادية والدفاعية، ولواشنطن مصلحة عميقة في حفظ أمن واستقرار أحد أهم حلفائها في المنطقة، واكثرهم استقراراً، بل وأهلية للقيام بأدوار إقليمية، ليس بمقدور أطراف عربية عديدة القيام بها، في زمن الاستقطابات الحادة، والانشغالات العميقة بالهموم والتحديات الداخلية.

ثمة ما يشي بإن أدارة ترامب بصدد القيام بـ “خطوة ما” حيال القضية الفلسطينية، الرجل المعروف بعلاقاته الوثيقة مع إسرائيل ودعمه لحكومة اليمين واليمين المتطرف فيها، صرح في خضم حملته الانتخابية بأنه يتطلع لتحقيق إنجاز تاريخي على هذا الصعيد، وهو أومأ إلى نيته توجيه رسائل قوية للأطراف ذات الصلة بخصوص الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأردن يأمل أن تنطوي هذه الرسائل على أسس حل عادل ودائم لهذا الصراع، بل ويعمل من أجل أن تكون كذلك، والبدايات مشجعة، وإن كانت غير كافية حتى الآن.

ميزة ترامب، الزعيم غير التقليدي للولايات المتحدة، أنه يعني ما يقول، وأن يقرن أقواله بأفعال ... وهو غير مدين لإسرائيل أو اللوبي اليهودي بأي شيء، فيهود الولايات صوتوا بغالبيتهم لغريمته السابقة هيلاري كلينتون، وأثرياء اليهود في الولايات الأمريكية، لم يدعموا حملته الانتخابية ... إن اقتنع الرجل بالحل، فالأرجح أنه الأوفر حظاً لإنجازه، وربما لم يعرف البيت الأبيض منذ سنوات وعقود، رجلاً مثله قادرا على إطلاق “التسونامي” تلو الآخر، وفي الاتجاه الذي يريد.

الدبلوماسية الأردنية تسعى في الأيام القليلة القادمة، لفعل كل ما هو ممكن، للتأكد من أن وجهة الرجل ستكون في الاتجاه الصحيح، المنصف لتطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة، فإن حصل ذلك، تكون قد حققت إنجازاً كبيراً، وبخلاف ذلك، كان الله في عون الفلسطينيين والعرب على حد سواء.

ثمة ما يشبه السباق نحو البيت الأبيض، للوصول إلى ترامب والإسهام في تشكيل توجهاته، الأردن يقوم بذلك نيابة عن الجانب العربي، مع أنه ليس من العدل ولا الانصاف ولا من المصلحة في شيء، ترك المهمة تقع على كاهل الملك وحده ... الفلسطينيون لديهم قنوات مع واشنطن، بيد أنها محدودة، وليست على أرفع المستويات، وغير سالكة دائماً ... السؤال: ماذا عن القادة العرب الآخرين، الذين ما انفكوا يتحدثون بأولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها؟

نتنياهو، ومن خلفه جيش من جماعات الضغط والمصالح، يسعى في “ترك بصمات” ثقيلة على تصورات ترامب ورسائله القادمة، وجهودهم تتخطى العمل على مسار العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية، إلى محاولة فرض حقائق على الأرض، واستباق أية تحولات في مواقف الإدارة الجديدة ... أكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية جديدة خلال أسبوعين، وقانون استعماري توسعي، يقضي بـ “شرعنة” البؤر الاستيطانية بأثر رجعي ... من سيكسب هذا السباق؟ ... سؤال المليون دولار، الذي ربما سيقرر مستقبل ما بات يعرف باسم “عملية السلام” و”حل الدولتين”.

الملف الثاني الذي ستتاح للملك فرصة تقليب صفحاته مع الرئيس الأمريكي، هو الملف السوري، ما يهم الأردن حصراً في هذا الملف، هو الجبهة الجنوبية، ومشروع المناطق الآمنة التي يجري الحديث بشأنها ... الملك يعوّل على تفاهمات موسكو - واشنطن في هذا السياق، بوصفها شبكة أمان إقليمية قوية لا غنى عنها، ولديه كما اتضح من حديثه بالأمس، قدر عالٍ من التفاؤل بإنشاء مناطق آمنة توافقية، تعمل موسكو على بلورتها وضمانها، وتمكن الجيش السوري والمعارضات الجنوبية المسلحة، من التفرغ للتصدي لمحاربة داعش والقاعدة والنصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية، وتحرر الأردن من عبء استقبال موجات جديدة من اللجوء السوري، بل وقد تساعد في استيعاب فائض اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيه.

فكرة “التوافق” و”التوافقية” تسمح بالاعتقاد بان مشروع المناطق يمكن أن يكون واقعياً هذه المرة، بل وأن يكون ثمرة لتثبيت التهدئة (مسار أستانا) من جهة، وتوطئة لحفز الحل السياسي للأزمة السورية (مسار جنيف) من جهة ثانية .... في كل الأحوال، مستقبل الجبهة الجنوبية، مسألة أمن داخلي بالنسبة للأردن، سيما مع إن استمر مسلسل الهزائم التي تلحق بداعش على جبهات الموصول – تلعفر أو على جبهة الرقة – دير الزور، حيث تندفع فلول التنظيم الإرهابي باتجاه الحدود الأردنية، ما استوجب ويستوجب أعلى درجات اليقظة والاستعداد أمنياً وعسكرياً فضلاً عن الإدارة السياسية الذكية للحرب على الإرهاب.

المصدر : صحيفة الدستور

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة الملك التالية لواشنطن زيارة الملك التالية لواشنطن



GMT 20:24 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 19:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و"حرب السفن"

GMT 19:28 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

حتى لا تصرفنا أزمات الداخل عن رؤية تحديات الخارج

GMT 20:21 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيلي حيال الأردن

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 21:15 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

جهازا "إبسون" صديقين للبيئة

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 11:16 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الأثين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

علماء يبتكرون خلايا عصبية صناعية لعلاج مرض الزهايمر

GMT 14:37 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان ومكتوم بن محمد يحضران أفراح حسين محمد والديبيلي

GMT 17:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار"سوثبي" في لندن تستعد لبيع لوحة أثرية مصرية نادرة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء أميركيون يعيدون البصر إلى فئران عمياء

GMT 03:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"جاكوار F-Type" ستأتي في 2020 بمحركات بي إم دبليو

GMT 15:45 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

أكاديمية الشعر تصدر ديوان" أشجان" لعفرا بنت سيف المزروعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates